تشتهر المدينة المنورة بكثرة مزارعها وبساتينها التاريخية، وبكثرة نخيلها الذي يمتد عمر البعض منها لأكثر من مائة عام، وكانت ملكية بعضها تعود لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي كان يستعذب ماءها صلى الله عليه وسلم، ومن أشهر تلك البساتين بئر (حاء) القريبة من المسجد النبوي وبستان (سوالة) الذي كان يمتلكه الصحابي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ولازال موجودا وهو غني بالنخيل، وبستان بئر عثمان وفي العوالي الحائط (البستان) الذي غرس به الرسول صلى الله عليه وسلم النخل لعتق سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه. وأخرجت ثمرها بعد عام، وبسبب عوامل التعرية والتوسع العمراني تم إزالة بعض هذه البساتين، لتبقى عالقة في أذهان وذاكرة أهالي طيبة الطيبة، ممن عاصروا تلك الأيام الذين كانوا يقضون أياما وليالي داخل هذه البساتين والتي كانت تسمى (القيلات) وهي من الأيام الجميلة في حياتهم.
ولمعرفة المزيد عن هذه البساتين والمزارع التاريخية، توجهت بحزمة من الأسئلة إلى الباحث التاريخي في السيرة النبوية ومعالم المدينة المنورة الدكتور تنيضب الفايدي، والذي أوضح أن طيبة الطيبة كادت تغطي جميع مساحاتـها البساتين قبل العمران الذي استولى على تلك المساحات قبل مائة عام تقريبا، وكان يطلق على البستان كلمة ( خيف ) وكانت في المدينة خيوف متعددة، خيف البركة، خيف الأغوات، خيف الفقراء، خيف الزهرة، خيف الصدقة، خيف المدافعية، خيف الهريسية، خيف السنيبلية، خيف الطيارية وهذه الخيوف وغيرها تقع شمال المدينة المنورة شمال غرب جبل أحد، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الخيوف في قربان والعوالي وقباء.
وأضاف: كانت المدينة المنورة معروفة بكثرة بساتين النخيل، إلى درجة أن أهل المدينة يعلفون إبلهم ودوابهم بعامة النوى، وكانت تحيط في المدينة عدة حرار منها حرة واقم (الحرة الشرقية) وحرة الوبرة (الحرة الغربية) وكان ما بين الحرتين مجموعة من الحيطان ( والحائط هو مسمى البستان قديما) تغطي هذه الحيطان كل المساحات الموجودة بين الحرتين، وصولا إلى بداية وادي إضم (العيون)، وقرية قباء وهي قرية منفصلة عن المدينة حتى قبل خمسين عاما، حيث تكثر مزارع النخيل ويصعب الوصول إلى قباء من كثرة بساتينها وأشجارها الملتفة خصوصا ما بين قباء والمدينة القديمة (الحرم حاليا)، وتابع: مزارع النخيل وما خالطها من مزروعات أخرى لها شهرة وأسماء من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولازالت تنتقل ملكيتها من عائلة إلى أخرى في المدينة المنورة.
«حيطان» وآبار
وبين الفايدي، أن هناك حيطان (مزرعتين) لرسول الله صلى الله عليه وسلم أهديت له، وكانت بعيدة نوعا ما عن المسجد النبوي آنذاك وخرج إليها ( إلى الحيطان ) ودخل حائطا ( بستانا ) وسجد سجدة الشكر لله، وعن عبد الرحمن بن عوف قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتوجه نحو صدقته فدخل فاستقبل القبلة، فخر ساجدا، فأطال السجود، حتى ظننت أن الله عز وجل قبض نفسه فيها، فدنوت منه فجلست، فرفع رأسه فقال: من هذا؟ قلت: عبد الرحمن، قال: ما شأنك؟ قلت: يا رسول الله سجدت سجدة خشيت أن يكون الله عز وجل قد قبض نفسك فيها، فقال: إن جبريل عليه السلام أتاني فبشرني، وإن الله عز وجل يقول: من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه، فسجدت لله عز وجل شاكرا، وعن تاريخ هذه البساتين ذكر الدكتور الفايدي أنه كانت قديما تكثر الحيطان ( البساتين ) حول المساجد القديمة في المدينة المنورة، أو بالقرب منها وأيضا الآبار ولاسيما آبار النبي صلى الله عليه وسلم أو بعبارة أخرى بستان أو بجانب بستان وأشهرها بستان «سوالة» في شرق مسجد قباء
نخل عتيق
وأردف: ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بعد غزوة بني النضير، حيث شاور رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار في تلك المغانم وهل يشركون المهاجرين فيها على أن يترك لهم المهاجرون ما وهبهم الأنصار من أموال وأرض عند قدومهم من مكة فقال الأنصار: بل المغانم لهم ويشاركوننا في كرائم أموالنا. وهذا كرم وتصرف رائع يدل على أخلاق الأنصار الرائعة ولازال بستان سوالة بنفس الاسم ويكثر به النخل وأغلب بساتين قباء لها تاريخ قديم مثل سوالة والحائط (البستان) الذي غرس فيه الرسول صلى الله عله وسلم النخل لعتق سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه وهي موجودة حاليا في العوالي، لكن تحول أغلبها إلى مدارس، ومثل بلاد حاجزة أو بستان حاجز وهو بستان للفقراء يحدد به مسجد غزوة بني قريظة وهناك قرية اندثرت شرق قباء تسمى قرية جفاف تغطيها البساتين وبها الآبار مثل بلاد غرس نسبة إلى البئر وقريب منها ( المدشونية ) لابن الماجشون وبستان العهن نسبة إلى بئر العهن أو بئر اليسيرة وبئر العهين، وتقع ما بين العوالي وقباء ولازالت أطلالها موجودة.
بئر «حاء»
وعندما نزل قول الله تعالى ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) جاء أبو طلحة الأنصاري مالك بئر حاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله: إن أحب أموالي إلي بئر حاء فهي صدقة لوجه الله تعالى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فاجعلها صدقة على أقربائك وأرحامك) أبي بن كعب وحسان بن ثابت من أقربائه فتصدق عليهما. وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه ( كان أبو طلحة أكثر أنصاري في المدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بير حاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب. قال أنس: فلما نزلت هذه الآية ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن الله عز وجل يقول: ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) وإن أحب أموالي إلي بير حاء، وإنها صدقة لله، أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين). فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه. إذا هذه البلاد بأكملها وزعت وهي نخل وأطلق على بير حاء كلمة بئر حاء لاحقا، فهي من أشهر بساتين المدينة المنورة وأقربها إلى المسجد النبوي.
يستعذب ماءها
وأشار الباحث الفايدي إلى آبار النبي صلى الله عليه وسلم التاريخية، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يستعذب ماءها ويؤتى بالماء له صلى الله عليه وسلم منها سواء كانت في العوالي أو قباء أو كانت في سافلة المدينة (العيون) وما حولها كبئر عثمان أو داخل المدينة كبئر حاء الذي دخل في المسجد النبوي وبئر بضاعة أما بئر العهن وبئر غرس وبئر الخاتم في عالية المدينة وقباء هذه كلها يطلق عليها آبار النبي ولم تكن ملكا له صلى الله عليه وسلم. وأطلق عليها المؤرخون آبار النبي صلى الله عليه وسلم وهي سبعة آبار في المدينة المنورة وعندما تقول آبار النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يستعذب ماءها وليست ملكا له صلى الله عليه وسلم. وإنما هي ملك عام لجميع المسلمين أو ملكا لأصحابها ولم تكن خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم، مبينا تعود أهل المدينة في العقود الأخيرة على الخروج إلى تلك «الخيوف» وقضاء وقت ممتع فيها في أوقات العطل والأعياد.
الفنون الشعبية
اشتهرت المدينة المنورة كغيرها من مدن الحجاز بفن المجس وهو فن الموال الحجازي، وكان مؤدو المجس يعرفون بـ (الجسيسة)، والجسيس من الشخصيات القديمة الذي كان يقوم بإنشاد الأبيات الشعرية احتفاء بالعائدين من أداء فريضة الحج، والمجس هو لون تراثي عريق، يغنى من بيتين أو أربعة أبيات أو سبعة أبيات، وارتبط مؤخراً بالمناسبات الثقافية، وموالد المديح، وحفلات الزواج وعقد القران، وتختلف المصادر التاريخية في سبب تسميته بـ (المجس)، ويذكر أنه سمي بذلك (لأن المغني قبل أن يشرع في الغناء يجس نبض المتلقين ويهيئ لهم الجو مشعراً إياهم بما سيغني)، أن من مستلزمات المجس قفله بآهة (يالال) شاقة الفضاء بعذوبة، ويؤدى هذا اللون على مقام الحجاز لذا يصعب على من هو من خارج بيئة الحجاز تأديته، يكتسب المجس الحجازي بديعيته من صعوبة أداء.
الأكلات الشعبية
الحيسة
الحيسة: هي إحدى الأكلات الشعبية المشهورة في المدينة المنورة وكانت قديما تأكل في فصل الشتاء لما تضفيه من دفء على جسم الإنسان، وتتكون هذه الأكلة التي يحرص أهالي المدينة المنورة وربات البيوت تحديدا على صنعها من التمر بعد أن يتم نزع النواة ودقيق البر والسمن البري والهيل ويتم خلطها هذه المكونات حتى تتماسك مع بعضها البعض ووضعها على نار هادئة حتى تستوي ثم تقدم ساخنة، وأصبحت في الأواني الأخير تقدم ضمن حلى القهوة بعد أن لجأ البعض إلى إضافة المكسرات أو الزعفران عليها طمعا بإضافة لذة أكثر لهذه الأكلة الشعبية.
أمثال شعبية
ــ لا تقهرني ولا أقهرك الزمان دهملني ودهملك.
ــ وحياة خالقك ماني مفارقك مو محبة فيك بس عشان أضايقك.
ــ كنت بالقديم ماني راضي وجاني الجديد زود أمراضي.
ــ كل الحلو واشرب عليه وكل الحامض واصبر عليه.
ــ ريحة أمي تحييني لو تذوب السم وتسقيني.
ــ اللي يشور عليك بالطلاق ما دفع معاك المهر.
ــ خلي العسل في جراره حتى تزيد أسعاره.
ــ عينك الصافية ما خلت فينا عافيه.
ولمعرفة المزيد عن هذه البساتين والمزارع التاريخية، توجهت بحزمة من الأسئلة إلى الباحث التاريخي في السيرة النبوية ومعالم المدينة المنورة الدكتور تنيضب الفايدي، والذي أوضح أن طيبة الطيبة كادت تغطي جميع مساحاتـها البساتين قبل العمران الذي استولى على تلك المساحات قبل مائة عام تقريبا، وكان يطلق على البستان كلمة ( خيف ) وكانت في المدينة خيوف متعددة، خيف البركة، خيف الأغوات، خيف الفقراء، خيف الزهرة، خيف الصدقة، خيف المدافعية، خيف الهريسية، خيف السنيبلية، خيف الطيارية وهذه الخيوف وغيرها تقع شمال المدينة المنورة شمال غرب جبل أحد، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الخيوف في قربان والعوالي وقباء.
وأضاف: كانت المدينة المنورة معروفة بكثرة بساتين النخيل، إلى درجة أن أهل المدينة يعلفون إبلهم ودوابهم بعامة النوى، وكانت تحيط في المدينة عدة حرار منها حرة واقم (الحرة الشرقية) وحرة الوبرة (الحرة الغربية) وكان ما بين الحرتين مجموعة من الحيطان ( والحائط هو مسمى البستان قديما) تغطي هذه الحيطان كل المساحات الموجودة بين الحرتين، وصولا إلى بداية وادي إضم (العيون)، وقرية قباء وهي قرية منفصلة عن المدينة حتى قبل خمسين عاما، حيث تكثر مزارع النخيل ويصعب الوصول إلى قباء من كثرة بساتينها وأشجارها الملتفة خصوصا ما بين قباء والمدينة القديمة (الحرم حاليا)، وتابع: مزارع النخيل وما خالطها من مزروعات أخرى لها شهرة وأسماء من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولازالت تنتقل ملكيتها من عائلة إلى أخرى في المدينة المنورة.
«حيطان» وآبار
وبين الفايدي، أن هناك حيطان (مزرعتين) لرسول الله صلى الله عليه وسلم أهديت له، وكانت بعيدة نوعا ما عن المسجد النبوي آنذاك وخرج إليها ( إلى الحيطان ) ودخل حائطا ( بستانا ) وسجد سجدة الشكر لله، وعن عبد الرحمن بن عوف قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتوجه نحو صدقته فدخل فاستقبل القبلة، فخر ساجدا، فأطال السجود، حتى ظننت أن الله عز وجل قبض نفسه فيها، فدنوت منه فجلست، فرفع رأسه فقال: من هذا؟ قلت: عبد الرحمن، قال: ما شأنك؟ قلت: يا رسول الله سجدت سجدة خشيت أن يكون الله عز وجل قد قبض نفسك فيها، فقال: إن جبريل عليه السلام أتاني فبشرني، وإن الله عز وجل يقول: من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه، فسجدت لله عز وجل شاكرا، وعن تاريخ هذه البساتين ذكر الدكتور الفايدي أنه كانت قديما تكثر الحيطان ( البساتين ) حول المساجد القديمة في المدينة المنورة، أو بالقرب منها وأيضا الآبار ولاسيما آبار النبي صلى الله عليه وسلم أو بعبارة أخرى بستان أو بجانب بستان وأشهرها بستان «سوالة» في شرق مسجد قباء
نخل عتيق
وأردف: ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بعد غزوة بني النضير، حيث شاور رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار في تلك المغانم وهل يشركون المهاجرين فيها على أن يترك لهم المهاجرون ما وهبهم الأنصار من أموال وأرض عند قدومهم من مكة فقال الأنصار: بل المغانم لهم ويشاركوننا في كرائم أموالنا. وهذا كرم وتصرف رائع يدل على أخلاق الأنصار الرائعة ولازال بستان سوالة بنفس الاسم ويكثر به النخل وأغلب بساتين قباء لها تاريخ قديم مثل سوالة والحائط (البستان) الذي غرس فيه الرسول صلى الله عله وسلم النخل لعتق سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه وهي موجودة حاليا في العوالي، لكن تحول أغلبها إلى مدارس، ومثل بلاد حاجزة أو بستان حاجز وهو بستان للفقراء يحدد به مسجد غزوة بني قريظة وهناك قرية اندثرت شرق قباء تسمى قرية جفاف تغطيها البساتين وبها الآبار مثل بلاد غرس نسبة إلى البئر وقريب منها ( المدشونية ) لابن الماجشون وبستان العهن نسبة إلى بئر العهن أو بئر اليسيرة وبئر العهين، وتقع ما بين العوالي وقباء ولازالت أطلالها موجودة.
بئر «حاء»
وعندما نزل قول الله تعالى ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) جاء أبو طلحة الأنصاري مالك بئر حاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله: إن أحب أموالي إلي بئر حاء فهي صدقة لوجه الله تعالى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فاجعلها صدقة على أقربائك وأرحامك) أبي بن كعب وحسان بن ثابت من أقربائه فتصدق عليهما. وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه ( كان أبو طلحة أكثر أنصاري في المدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بير حاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب. قال أنس: فلما نزلت هذه الآية ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن الله عز وجل يقول: ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) وإن أحب أموالي إلي بير حاء، وإنها صدقة لله، أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين). فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه. إذا هذه البلاد بأكملها وزعت وهي نخل وأطلق على بير حاء كلمة بئر حاء لاحقا، فهي من أشهر بساتين المدينة المنورة وأقربها إلى المسجد النبوي.
يستعذب ماءها
وأشار الباحث الفايدي إلى آبار النبي صلى الله عليه وسلم التاريخية، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يستعذب ماءها ويؤتى بالماء له صلى الله عليه وسلم منها سواء كانت في العوالي أو قباء أو كانت في سافلة المدينة (العيون) وما حولها كبئر عثمان أو داخل المدينة كبئر حاء الذي دخل في المسجد النبوي وبئر بضاعة أما بئر العهن وبئر غرس وبئر الخاتم في عالية المدينة وقباء هذه كلها يطلق عليها آبار النبي ولم تكن ملكا له صلى الله عليه وسلم. وأطلق عليها المؤرخون آبار النبي صلى الله عليه وسلم وهي سبعة آبار في المدينة المنورة وعندما تقول آبار النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يستعذب ماءها وليست ملكا له صلى الله عليه وسلم. وإنما هي ملك عام لجميع المسلمين أو ملكا لأصحابها ولم تكن خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم، مبينا تعود أهل المدينة في العقود الأخيرة على الخروج إلى تلك «الخيوف» وقضاء وقت ممتع فيها في أوقات العطل والأعياد.
الفنون الشعبية
اشتهرت المدينة المنورة كغيرها من مدن الحجاز بفن المجس وهو فن الموال الحجازي، وكان مؤدو المجس يعرفون بـ (الجسيسة)، والجسيس من الشخصيات القديمة الذي كان يقوم بإنشاد الأبيات الشعرية احتفاء بالعائدين من أداء فريضة الحج، والمجس هو لون تراثي عريق، يغنى من بيتين أو أربعة أبيات أو سبعة أبيات، وارتبط مؤخراً بالمناسبات الثقافية، وموالد المديح، وحفلات الزواج وعقد القران، وتختلف المصادر التاريخية في سبب تسميته بـ (المجس)، ويذكر أنه سمي بذلك (لأن المغني قبل أن يشرع في الغناء يجس نبض المتلقين ويهيئ لهم الجو مشعراً إياهم بما سيغني)، أن من مستلزمات المجس قفله بآهة (يالال) شاقة الفضاء بعذوبة، ويؤدى هذا اللون على مقام الحجاز لذا يصعب على من هو من خارج بيئة الحجاز تأديته، يكتسب المجس الحجازي بديعيته من صعوبة أداء.
الأكلات الشعبية
الحيسة
الحيسة: هي إحدى الأكلات الشعبية المشهورة في المدينة المنورة وكانت قديما تأكل في فصل الشتاء لما تضفيه من دفء على جسم الإنسان، وتتكون هذه الأكلة التي يحرص أهالي المدينة المنورة وربات البيوت تحديدا على صنعها من التمر بعد أن يتم نزع النواة ودقيق البر والسمن البري والهيل ويتم خلطها هذه المكونات حتى تتماسك مع بعضها البعض ووضعها على نار هادئة حتى تستوي ثم تقدم ساخنة، وأصبحت في الأواني الأخير تقدم ضمن حلى القهوة بعد أن لجأ البعض إلى إضافة المكسرات أو الزعفران عليها طمعا بإضافة لذة أكثر لهذه الأكلة الشعبية.
أمثال شعبية
ــ لا تقهرني ولا أقهرك الزمان دهملني ودهملك.
ــ وحياة خالقك ماني مفارقك مو محبة فيك بس عشان أضايقك.
ــ كنت بالقديم ماني راضي وجاني الجديد زود أمراضي.
ــ كل الحلو واشرب عليه وكل الحامض واصبر عليه.
ــ ريحة أمي تحييني لو تذوب السم وتسقيني.
ــ اللي يشور عليك بالطلاق ما دفع معاك المهر.
ــ خلي العسل في جراره حتى تزيد أسعاره.
ــ عينك الصافية ما خلت فينا عافيه.