-A +A
فؤاد مصطفى عزب
من اليوم الأول الذي عرفت فيه أنني مصاب بالسكر تجنبت العادات السيئة في التهام الطعام والأكل الزائد غير المنظم وحافظت على نسبة السكر في معدلاته الطبيعية وتعلمت ماذا آكل وكيف آكل ومتى آكل وصرت أواظب على تحاليلي واتبع إرشادات طبيبي المختص وأوليت قدمي كل عنايتي فصرت ادعكهما صباحاً ومساءً بالكريمات المغذية المرطبة للجلد وأزيل طبقة الجلد التالف بإنتظام أدلكهما وأدعكهما في تمرينات خاصة لتنشيط دورتهما الدموية وواظبت على الرياضة لإيماني بأنها جزء من علاجي فهي تبني الأنسجة الضعيفة وتحد من عملية التدهور الجسماني وتمكن خلايا الجسم من زيادة الافادة من الأنسولين وعشت حياتي بصورة ممتعة بقدر الإمكان فليس من الحكمة أن يعيقني مرضي عن ممارسة الحياة وعلى اعتبار أنني مواطن أمثل أحد المصابين المعنيين بهذه الإصابة حيث وصل تعدادنا المتنامي إلى 25% من إجمالي سكان المملكة وفق ما نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» في عددها رقم 10242 يوم الأربعاء 13/12/2006م نقلاً عن دراسة قامت بها منظمة الاتحاد العالمي للسكر أما منظمة الصحة العالمية فحددت عدد المصابين بداء السكري في العالم في عام 2000م بـ 171.000.000 وعدد الذين يتوقع إصابتهم بالسكر عام 2030م 366.000.000 الأمر الذي كما ذكرته مجلة فوربس على لسان كل من روبرت لانجريث ومايثرهيربر سيرفع مبيعات أدوية السكري من 12 ملياراً إلى 26 مليار دولار في عام 2011 وسيجعل من مرض السكري منجم الثراء الجديد للصناعات الدوائية ونتيجة لكل ذلك أدمنت متابعة ومشاهدة البرامج الصحية التي تعرضها القنوات الفضائية العربية المختلفة التي تهدف في ظاهرها إلى الرقي بمستوى الوعي الصحي بين أفراد المجتمع لأكتشف ومن خلال متابعتي «الماراثونية» أن جميع المعلومات التي أحصل عليها مبتورة بل ووصل بي الأمر إلى الاعتقاد الذي أرجو أن أكون خاطئاً فيه وهو ان بعض هذه القنوات ماهي إلا نافذة مضيئة لتلميع وترويج أبواب بعض العيادات فمن يراقب بعض هذه البرامج يجد أنها لاتؤدي غرضاً يذكر في مجال التوعية الصحية فالطبيب على سبيل المثال ما إن يبدأ الحديث عن حالة مرضية ما حتى يقاطعه المذيع غير المتخصص أو المذيعة ودون استئذان.. عفواً يادكتور هناك مشاهد يسأل عن !! ولكثرة الإتصالات ينتهي البرنامج كما بدأ ويبقى الطبيب منتظراً المزيد من المرضى في اليوم التالي للبرنامج في عيادته التي غالباً ما تكون خاصة. والحقيقة أنني أستقي أحياناً كمريض، بعض المعلومات المفيدة والحديثة عن مرضي وذلك عن طريق الوكالات الإعلامية الدولية ونشرات شركات الأدوية الأجنبية المتخصصة التي لاأعتقد انه يمكنني تطبيقها كما هي بالكامل كوني مريضاً سعودياً لدي خصوصية ثقافية وعادات مختلفة وتقاليد وأسلوب تغذية لاتتفق مع مصادر تلك المعلومات والنشرات ولعلمي أن لدينا جمعية لمرضى السكر ولجنة وطنية لمكافحة داء السكر أتساءل أحياناً: هل قامت أي من هذه الهيئات أو المؤسسات أو الجمعيات المعنية لدينا بإصدار مجلة متخصصة باللغة العربية شهرية او ربع سنوية تعتني بتثقيف مرضى السكري قد تكون هنالك واحدة او اثنتان لا اعلم !! إن كانت هنالك واحدة أرجو ان يدلني عليها أحد.على فاكس رقم 6514255.