-A +A
خزيمة العطاس (جدة)
حضور نسائي كبير وغير متوقع لمختلف شرائح المجتمع النسائي بجدة لفعاليات ندوة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة والتي نظمتها اللجنة النسائية للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بجدة التي أقيمت ليوم واحد وعرضت العديد من البحوث والموضوعات العلمية التي اهتم أصحابها بالربط بين الحقائق العلمية من نظريات وفرضيات ونتائج وبين ما جاء واستندوا عليه من الآيات القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة.

وحسب ما جاء في كلمة أمين عام الهيئة فضيلة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المصلح بأن آية في الكتاب والسنة حدثتنا عن هذه الحقائق في توافق تام وانسجام بديع مع كونه قد تنزل في زمن لم يكن في مقدور البشرية ولا في علمهم معرفة به ولا احاطة بتلك الحقائق، انها الحجة البالغة الدالة على أن من خلق الأكوان هو من أنزل القرآن -منوهاً في كلمة افتتاح فعاليات الندوة- بأن رسالة هذه الهيئة أن تبين هذه الحقيقة الناصعة وأن تكون قنطرة للتواصل العلمي نحقق من خلالها خدمة الانسانية في البحث عما ينفع الناس ولنثبت للعالم ان ديننا دين علم ومعرفة يبحث عن الحق ويدعو إلى الإبداع والتقدم والأخذ بأسباب الرقي المادي وصناعة الحضارة يسودها العدل ويصبح العلم فيها خادماً للناس معيناً لهم لا معول هدم وسبب دمار فيصبح الناس جميعاً في أمن وأمان.

بينما أشارت الدكتورة فاطمة نصيف رئيسة اللجنة النسائية بالهيئة في كلمة اللجنة الى ان هذا العصر الذي اجمع الناس على تسميته بـ(عصر العلم) الذي اصبح فيه العلم هو المرجع وهو الحكم فكان لزاماً علينا مخاطبتهم باللغة التي يفهمونها ألا وهي (الاعجاز العلمي في القرآن والسنة) -منوهة- الى ان الدين الاسلامي هو دين الحق وان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أرسل للهدى وجعل الله تعالى حجته بيضاء ودلائل اعجازه جلية ظاهرة فأورثنا الكتاب ليكون حجة لهذا الدين في هذا العصر وكل عصر.

أشارت الى الدور الرئيسي للمرأة المسلمة والأساسي في الدعوة الى الله ولتفعيل دور الاعجاز العلمي كوسيلة دعوية حديثة في اوساط النساء بصورة خاصة والمجتمع عامة وباستخدام المرأة الداعية لغة العصر في تبليغ دين الله وإنارة القلوب من خلال رسالة الهيئة وأهدافها بالأنشطة التوعوية والثقافية ومن خلال دعم للبحوث والمشاريع العلمية من طباعة للكتب وترجمتها ونشرها كذلك العمل على إقامة مركز متكامل للمعلومات يحتوي على كل ما يتعلق بالإعجاز العلمي باستخدام احدث الوسائل.

وقد تميزت كل من الباحثة د. فاتن خورشيد استاذ مساعد قسم الاحياء الطبية بكلية طب جامعة الملك عبدالعزيز ورئيسة وحدة زراعة الخلايا والأنسجة بمركز الملك فهد للبحوث الطبية، ورئيسة لجنة الأبحاث للجنة النسائية لأبحاث القرآن والسنة برابطة العالم الاسلامي، وكذلك د. صباح مشرف استاذ مشارك واستشاري جراحة التجميل ورئيسة وحدة جراحة التجميل بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز في تقديم البحث الذي يقوم بدراسة تأثير مادة طبيعية (pm701) للباحثة خورشيد وتأثير المادة نفسها على الخلايا السرطانية واللاتي وصلن بهذا البحث الى نتائج ايجابية وعالية ومميزة في معالجة الخلايا السرطانية حيث حظيت الباحثتان باستقبال واشادة كبيرة من خلال عرضهن لهذا البحث في الكويت- وحسب ما ذكرت د. خورشيد- بأنهن في انتظار موافقة مجلس اخلاقيات البحث العلمي بالجامعة لتطبيقه وتجربته على الانسان بعد النتائج الايجابية على الحيوان -منوهة- الى ان اعتماد المادة كعلاج طبي بعد اتمام هذه المرحلة والتي ستأخذ عاماً كاملاً من الوقت.

توالى المشاركون والمشاركات في هذه الندوة تقديم دراساتهم وابحاثهم العلمية والطبية والتي تناولت مختلف الموضوعات وبلغ عددها 19 بحثاً ابرزها بحثا الباحثتان د. فاتن خورشيد، ود. صباح مشرف والمشارك في فريق البحث د. ياسر جمال لحيوية وأهمية الدراسة ونتائجها والتي تطبق على تأثير (بول الإبل) في معالجة السرطان، وهو ما يعطي -بإذن الله- الأمل لمرضى السرطان -كذلك- موضوع د. عبدالله المصلح ود. عبدالجواد اللذين تناولا أثر بحوث الإعجاز الطبي في بعض القضايا الفقهية والتي تناولت قضية أطوار الجنين ونفخ الروح ومدة الحمل وغيرها ذات العلاقة بالموضوع والتي تم من خلالها توضيح الكثير من الفتاوى والأحكام والمغالطات الواردة في هذا الشأن وخاصة التي أثارت جدلاً واسعاً وخطيراً في الأوساط العلمية وخاصة ما له علاقة بجواز اسقاط الأجنة قبل أربعة أشهر من الحمل.

كما حظيت محاضرات كل من د. محمود الشوري (الإعجاز العلمي في الإهلاك بالصحة) ود. محمد علي البار (بركان عدن: نار تخرج من قعر عدن إعجاز اخباري نبوي) ود. مشاري العتيبي (أسرار مسواك عود الأراك على صحة الفم ومناعة الخلايا البشرية) ود. ضياء حسب الدين (علاج أسفل الظهر بالأدعية وتفوقها على علاج الليزر) ود. أمين ابو علي (الأقمار الصناعية تشهد للرسول صلى الله عليه وسلم) حظيت بالاهتمام والمتابعة الشديدتين من قبل الحاضرات لما تضمنته من حقائق واستشهادات دلت على نعمة الإسلام وعظمة آيات الله تعالى وسنة رسوله، هذا بالاضافة الى بقية موضوعات الندوة والتي تناولت عدد من الحقائق الطبية والعلمية والفكرية مثل موضوع الاعجاز العلمي في قوله تعالى: }فكسونا العظام لحما| للدكتور محمد الديب، والإعجاز في قوله تعالى: }وجعلنا من الماء كل شيء حي| -الماء القلوي- للدكتورة هند أحمدوه، والإعجاز في قوله تعالى: }سرابيل تقيكم الحر| للدكتورة سميحة مراد (لمحة من الاعجاز العلمي في الحديث النبوي الشريف والاستشفاء بالخل) للدكتور عبدالله نصرت، (استخدام المسك كمضاد حيوي للفطريات) للدكتورة آمنة علي ناصر، (الكائنات البحرية العجيبة ودور البكتيريا في التمثيل الكيميائي) للدكتور محمد الحريري، (تأثير دواء من الطب النبوي على مرضى الايدز «اعجاز 3») للدكتور امين ابو علي، (العلاج النبوي لالتهاب الجيوب الأنفية) للدكتور هشام المشد، الإعجاز في قوله تعالى: }وعلم آدم الأسماء كلها| للدكتور ظافر القرني، وقد قامت بإدارة الجلسات الاربع لهذه الندوة كل من الدكتورة خديجة بادحدح، ود. صباح مشرف.

واختتمت الجلسات الأربع بما طرحته الحاضرات من الأسئلة والاستفسارات وخاصة ما له علاقة بالشأن النسائي من الأحكام الفقهية. وكانت هذه الندوة قد قامت برعايتها حرم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سمو الأميرة حصة الشعلان وأنابت عنها صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبدالله بن عبدالعزيز التي صرحت لـ«عكاظ» عن أهمية هذه الندوة لما تضمنته من موضوعات ذات علاقة بالواقع الانساني والصحي للانسان وربطها بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وهو ما يؤكد على حرصنا كمسلمين ومسلمات بآيات الله تعالى وما جاء فيها من حقائق واستشهادات وخاصة التي تكشف تفاصيل ودقائق معاني الآيات في كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والاحاديث النبوية الشريفة المتعلقة بحياتنا وصحتنا والعلوم الكونية.