-A +A
عزيزة المانع
يتحدث العرب بتعاطف عن ما سيؤول إليه حال الفلسطينيين بعد توقف المعونات المالية التي كانت تصرف لهم من بعض الجهات الأمريكية والأوروبية، وتسمع منهم غالباً نبرة مؤيدة للموقف الفلسطيني الصلب الذي يأبى أن يخضع للمطالب الأمريكية غير العادلة في مقابل الاستمرار في صرف تلك المعونات، لكن ذلك التعاطف والتأييد من العرب أو المسلمين لم يخرج عن النطاق المعنوي، ولم يحوله أحد منهم إلى سلوك فعلي يطمئن الفلسطينيين إلى أنهم ليسوا وحدهم في ميدان الدفاع عن الحق، وأن لهم إخواناً مخلصين يقفون إلى جانبهم ليسندوهم وقت الشدة.
إن المسلمين يزيد عددهم على المليار مسلم، ولو أن كل مسلم اقتطع من دخله الشهري 10 ريالات فقط من أجل التبرع للفلسطينيين لتغطية حاجتهم المالية، لتجمع لديهم مال كثير يغني الفلسطينيين ويحفظهم من الهلاك بأذى المجاعة أو الاضطرار إلى الرضوخ للمطالب الإسرائيلية والأمريكية الباغية. ماذا تعني عشرة ريالات تقتطع شهرياً من دخل الفرد، خاصة في المناطق الثرية من عالمنا الإسلامي، إنها لا تعني شيئاً للكثيرين لكنها مجتمعة تعني انقاذاً وحياة لإخوان لهم يشاركونهم العقيدة، ويبذلون أرواحهم رخيصة لتبقى كلمة لا إله إلا الله مدوية عالياً.
أين المنتصرون لدين الله ولرسوله من نصرة الفلسطينيين في هذا الوقت الحرج؟ هل من الحق أن يقفوا متفرجين وهم يرونهم يموتون جوعاً مكتفين بالترحم عليهم؟
إن نصرة الله ورسوله، التي تدافعت إليها جموع المسلمين في أنحاء العالم بعد التطاول الدانماركي على نبي الإسلام عليه أفضل الصلاة والتسليم، تؤكد لنا أن هناك مسلمين في كل أنحاء العالم حريصون على نصرة دينهم ومستعدون للعمل الإيجابي من أجل إبقائه عالياً حياً، رغم ما يحاك من محاولات البعض لإخماده، فما بالهم يغفلون عن المعاونة الفعالة لنصرة إخوانهم الفلسطينيين في مواجهتهم البغي الأمريكي والأوروبي الذي يريد القضاء عليهم جوعاً ولا ذنب لهم سوى أنهم يصرون على التمسك بأرضهم ليقيموا عليها دين الله فينصرونه ونبيه.
أليس التضامن الإسلامي يعني أن يقف المسلمون صفاً واحداً وقت الشدائد فينصر بعضهم بعضاً، ويسند بعضهم الآخر عند الحاجة؟ وهل هناك وقت يظهر فيه المسلمون أشد حاجة إلى إظهار تضامنهم، أفضل من هذا الوقت؟

فاكس 4555382