يتسم السلوك السياسي السعودي بالحكمة والعقل وعدم التدخل في شؤون الغير مطلقا، لكنه يتحول لسلوك صادم لكل من يحاول المساس بأمن المملكة أو الاقتراب من سيادة أرضها. ومنذ الظهور العلني لصواريخ رياح الشرق، والدوائر العسكرية والتحليلات ما انفكت تنهمر حول مغزى تلك الخطوة غير الكلاسيكية، لقوة إقليمية اعتمدت دوما اتخاذ خطواتها السياسية بكل تؤدة بعيدا عن الأضواء، فيما عرف بدبلوماسية الصمت. إذ لطالما كانت السعودية تثير استغراب كثير من المراقبين عن سر الصمت الطويل الذي تبديه تجاه التفاعلات السياسية التي تعصف بالشرق الأوسط فيما يشبه هبات الحمى المزمنة التي لا تخبو حتى تعود إلى الارتفاع. لذا كان استعراض «رياح الشرق» في تمرين سيف عبدالله بمثابة الرسالة القوية لكل من أراد بالمملكة سوءا، فالمناورات التي اطلق عليها «سيف عبدالله» تحمل رسالة بالغة الأهمية لدخول الشرق الأوسط في سباق التسلح العسكري الدفاعي والهجومي على حد سواء فيما حمل رسائل تطمين للشعب السعودي وللحلفاء الخليجيين ورسالة غضب للعالم الصامت.
وهنا يرى الدكتور أنور بن ماجد عشقي المفكر الاستراتيجي المعروف والمستشار في اللجنة الخاصة بمجلس الوزراء أن هذه القوة الخارقة التي تملكتها السعودية مؤخرا جعلتها كثاني قوة جيش في المنطقة لذا فلا خوف من أي مخاطر يحاول البعض بثها فالأمن محكم والقوة ضاربة والإمكانات والقدرات مؤهلة.
وقال: «كل هذه الصواريخ والطائرات الحديثة يعمل عليها كفاءات سعودية مائة في المائة بعد تأهيلهم وتدريبهم بالشكل الكامل وهنا أطلقت السعودية بعرضها هذه القوة رسالتين واضحتين وهي رسالة ردع ورسالة هجوم تجاه كل من يحاول استفزاز المملكة».
وزاد عشقي: «الاباتشي عبارة عن طائرة عمودية هجومية متعددة الأغراض، قادرة على تدمير دبابات محمية بأسلحة م/ط، والعربات المدرعة وأهداف أخرى، وفي كل الأحوال الجوية السيئة، ولها القدرة على تأمين قوة نارية هائلة في شتى الظروف القتالية. وصممت الطائرة بالتحديد AH-64 A» Apache»، لأداء دور هجومي ولتكون كفئا للنزال وتستطيع هذه الطائرة العمودية الإقلاع والهبوط بكامل أحمالها ولديها قردة هائلة لقتال العصابات وتدمير القيادات والمنشآت وبهذا ستكون ضربة قوية للجماعات التي تحاول الاقتراب من المملكة.
وحول دور صواريخ الشرق الشهيرة قال عشقي معلقا: «صواريخ DF21 صواريخ عابرة تحمل رؤوسا نووية وهي صواريخ متقدمة جدا ليس لها مثيل في الشرق الأوسط تستخدم لمسح مدن العدو وتدميرها بالكامل وكذلك تستخدم لسحق الأساطيل البحرية للعدو وتجمعاته العسكرية وقواعده ومطاراته الجوية وتتميز بسرعتها الهائلة التي تبلغ 10000 كم في الساعة حيث لا يمكن لأي دفاع جوي في العالم التصدي لها او اعتراضها بسبب نظام التخطي المتقدم والرائع جدا الذي تتمتع به هذه الصواريخ وسرعتها الرهيبة اذ انها تضرب اهدافها كالصاعقة والمملكة حين اقتنتها لا تنوي الاعتداء بها على احد وانما للدفاع عن بلاد الحرمين ودول الخليج، انها صواريخ لا تصد ولا ترد تصيب اهدافها بنسبة 99%، هي الصواريخ الاسرع والاحدث في العالم».