خط الدفاع الأول .. والأخير !

خالد السليمان

عرضت في مقال الأمس تجربتي القصيرة مع الاختطاف الفكري، عندما وقعت تحت تأثير معلم لغة عربية عراقي الجنسية كرس معظم وقت حصته في مدرستي المتوسطة الكويتية لتزرع كراهية بني أمية في نفوس طلابه وتكفير من والاهم، وتقديس أئمة آل البيت، وكان لوالدي دور في إنقاذي من ذلك بعد أن أدركا مصدر التحول في شخصيتي وعالجاه من منبعه الأصلي.. المدرسة !
اليوم لم تعد المدرسة المصدر الوحيد للتأثير، فوسائل الاتصال الاجتماعي ومواقع الانترنت والأجهزة الذكية غزت الأسرة في معقلها، لكن ظل البيت الحصن الأول لحماية عقول الأبناء وهو خط الدفاع الأول والأخير، فوعي الوالدين وإشرافهما ورقابتهما وعنايتهما من أهم وسائل وأسباب حماية الأبناء من الوقوع تحت تأثير التيارات الفكرية المنحرفة وأسر الجماعات الحركية والتكفيرية، التي لم تعد تكتفي بالتجنيد الفكري بل تجاوزته إلى التجنيد الجسدي!
أعلم أن المهمة صعبة والمسؤولية عظيمة على عاتق الوالدين، فالوالدان يربيان والأصدقاء يفسدون أحيانا، وكذلك الأمر مع الانجذاب للتطرف الفكري في أي من مناحي الحياة، فللإنسان مع تقدم العمر انجذاباته التي تقوده إليها قراءاته واستماعاته وقد تكون مضللة عندما يفتقد للبوصلة التي تحدد له الاتجاهات الصحيحة أو الإشراف الأسري والتعليمي الذي يرشده للطريق الصحيح !
وقدر الأسرة أن لا يكون لها خيار في تحمل هذه المسؤولية.. فهي مسؤولية تنبع من الحب لحماية من نحب حتى لا يتحولوا إلى غرباء لا نعرفهم، نزرع فيهم الحب والسلام ثم يأتي من يغمرهم بالشر، فنحصد ما زرعناه كراهية ودمارا !