«وش تاني» .. نسخة درامية متكررة للجريمة والفساد

هشام لاشين (القاهرة)

ربما يلخص تتر مسلسل «وش تاني» الكثير من فكرة العمل الذي يتناول عالم رجال الأعمال، وعلاقاتهم برجال السلطة وقادة مؤسسات الدولة، بالإضافة لحالة الفوضى التي سمحت بالكثير من الفساد، حيث تقول الكلمات التي يغنيها محمود الليثي ومحمود العسيلي :
السوق مليان وشوش .. والرك بقى على التربية
ولا دول متعلموش .. ولا انفصام في الشخصية
اقلب على الوش التاني .. وريهم الوش التايواني
واهو كله ماشي حلواني .. وبدل الوش الواحد 100. فتبادل الأقنعة واظهار وجوه غير حقيقية للفاسدين هو صلب المسلسل الذي يروي قصة هروب مجموعة من الخارجين عن القانون بعد الهجوم على قسم شرطة وتهريب المساجين، حيث يهرب سيد وأبو العز الدفراوي في كلابش واحد حتى فيلا أبو العز، حيث يطلب سيد الرحيل والذهاب إلى منزل والده.
ويكاد يتطابق مشهد هروب سيد أو (كريم عبدالعزيز) مع مشهد هروبه في فيلم سابق له هو أبو علي، فأثناء ركوبه سيارة الشرطة في الخلف، ظل يتهامس مع والده يعترف على نفسه ويخرج هو، ثم يظل ينظر للسيارات التي تسير بجانب سيارة البوكس، حتى غافل العسكري المتواجد معه، ثم يقفز من سيارة الشرطة.
ونرى حالة من القلق والرعب تسيطر على سالم الجابري بسبب قراءة الفنجان التي تؤكد موته هذا العام على يد أحد من صلبه، وتظهر فتاة للمرة الأولى أثناء وفاة والدتها وتخبرها والدتها بأنها ابنة سالم الجابري لكنه كان يريد قتلها لأنها حملت منه أثناء خدمتها له.
ويلعب حسين فهمي دور أحد رجال الأعمال الذي يهرب خارج مصر بثروته التي سرقها، ويلعب كريم عبدالعزيز دور شاب من طبقة متوسطة وينفق بالاشتراك مع والده على إخوته الذي يعمل كحارس أمن لرجل الأعمال.
ويمتلا المسلسل بالجرائم ومحاولات الاغتصاب والصراع على المال وسط أجواء تتفشى فيها المؤامرة ويتراجع دور القانون لدرجة الاختفاء ليلخص عالما مترعا بالعنف والفوضى والفساد، وليكرر نفس العوالم التي انتشرت في العديد من الأفلام والمسلسلات المصرية مؤخرا وكأن هذه الجرائم جزء حقيقي من الحياة اليومية المصرية في السنوات الأخيرة. المسلسل سيناريو وحوار وليد يوسف، قصة وإخراج وائل عبدالله، وإنتاج لؤي عبدالله، ويشارك في بطولته حسين فهمى، سوزان نجم الدين، محمد لطفي، منة فضالي، أحمد حلاوة، انتصار، محمد أبو داوود، محمد حسني، تامر ضيائي، أحمد تهامي، أحمد فتحي، ميار الغيطي انجي خطاب ورحمة.