حكيم الدبلوماسية
الاثنين / 04 / شوال / 1436 هـ الاثنين 20 يوليو 2015 21:10
بكري بن معتوق عساس
(سعود الفيصل) اسم يختزل كل الألقاب؛ لأنه أعلى منها، معظم المسؤولين الكبار يعرفون بوظائفهم التي يشغلونها، ولكن (سعود الفيصل) من تلك النوعية من المسؤولين الذين تعرف بهم وظائفهم!
لقد بات اسم (سعود الفيصل) مكافئاً موضوعياً لـ (وزارة الخارجية)، بل مكافئاً موضوعياً للحنكة السياسية في إدارة الشؤون الدولية الخارجية.
لست بصدد معلقة في المديح، فقد حظي –رحمه الله- بما هو له أهل من ثناء عاطر جاب الكرة الأرضية شرقاً وغرباً وشمالا وجنوباً، على لسانِ رؤساء ووزراء وأمراء وخبراء ومواطنين بسطاء. ما أنا بصدده هو كشف (سر) هذه الشخصية الفريدة، عل ذلك أن يسهم في صناعةٍ قياداتٍ سعودية مستقبلية تخلص لوطنها بمثل ما أخلصت هي لوطنها.
وأحسب أن عبارة: (الوزير الطائر) هي توصيف يختصر كثيراً من معالم نجاح هذه القامة السياسية الوطنية الرفيعة.
فسعود الفيصل كان في (طيرانٍ) دائم، حتى قال بعضهم: إنه أمضى من حياته في الجو أكثر مما أمضاه على الأرض، وهو دليل السعي الدؤوب الذي لا يتوقف خدمة للوطنِ. فالرجل لا يكاد يعرف الإجازات، ويطير لأكثر من بلدٍ في اليوم الواحد، وظل يخدم وطنه رغم السن والمرضِ، حتى ترجل في نهاية المطاف.
كان سعود الفيصل – رحمه الله- (طائراً) يتنقل في رياض المعرفة، فحاز الشهادات من أرقى الجامعات العالمية، وشفع ذلك بمطالعة واسعة، وعززه بتفوقٍ لغوي نادر، حيث كان –رحمه الله- يجيد سبع لغاتٍ منها: الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والأسبانية والعبرية.
وكان سعود الفيصل كذلك (طائراً) متنقلاً في مواقعِ الخدمةِ الوطنية، بدءاً من وزارة البترول والثروة المعدنية، وانتهاء بوزارة الخارجية، ومروراً بعضوية المجلس الأعلى للبترول، والمجلس الأعلى للإعلام، والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية، ومؤسسة الملك فيصل الخيرية، وغيرها.
وكان الفيصل كذلك (طائراً) محلقاً في سماء الدبلوماسية، ينظر بعينين كعيني الصقر، ويضرب بجناحين كجناحي النسر، وينقض بسرعةٍ كسرعةِ الشاهين. حتى لقبه البعض بـ (أمير الدبلوماسية)، وقال عنه وزير الخارجية الفرنسي (كوشنير): «هو أكبر الساسة في العالم حنكة وحكمة»، ولذلك حظي بثقة كثير من وزراء الخارجية وكان بالنسبة لهم مستشاراً مؤتمناً.
وكان سعود الفيصل أيضاً (طائراً) عذب التغريدِ، عف الألفاظِ، حلو النغم، ولك أن تتصور كيف أنه مارس الشؤون الخارجية (40 سنة) مر خلالها بكثير من المواقف المتوترة والصعبة والمواجهات الحادة، ومع ذلك لم تؤثر عنه (كلمة) واحدة جارحة، تنبو عن الذوق، أو تخرج عن النص كما يقولون. بينما غيره يظهر مرة واحدة فيفيض بكل قبيح! وكل ذلك برهان على تماسكِهِ وهدوئه وقوة أعصابه، وما أشبهه في هذا بأبيه العظيم الملك فيصل رحمه الله.
وكان سعود الفيصل كذلك (طائراً) دولياً يتنقل من قضيةٍ إلى أخرى، وبصماته ظاهرة في الملفات الحساسة التي تولتها المملكة كالقضية الفلسطينية، والقضية الأفغانية، واتفاق الطائفِ، وغيرها من المسائل الشائكة التي كان للدبلوماسية السعودية فيها دور فاعل.
رحم الله سعود الفيصل، وآجرنا في مصيبتنا، وأخلفنا خيرا.
لقد بات اسم (سعود الفيصل) مكافئاً موضوعياً لـ (وزارة الخارجية)، بل مكافئاً موضوعياً للحنكة السياسية في إدارة الشؤون الدولية الخارجية.
لست بصدد معلقة في المديح، فقد حظي –رحمه الله- بما هو له أهل من ثناء عاطر جاب الكرة الأرضية شرقاً وغرباً وشمالا وجنوباً، على لسانِ رؤساء ووزراء وأمراء وخبراء ومواطنين بسطاء. ما أنا بصدده هو كشف (سر) هذه الشخصية الفريدة، عل ذلك أن يسهم في صناعةٍ قياداتٍ سعودية مستقبلية تخلص لوطنها بمثل ما أخلصت هي لوطنها.
وأحسب أن عبارة: (الوزير الطائر) هي توصيف يختصر كثيراً من معالم نجاح هذه القامة السياسية الوطنية الرفيعة.
فسعود الفيصل كان في (طيرانٍ) دائم، حتى قال بعضهم: إنه أمضى من حياته في الجو أكثر مما أمضاه على الأرض، وهو دليل السعي الدؤوب الذي لا يتوقف خدمة للوطنِ. فالرجل لا يكاد يعرف الإجازات، ويطير لأكثر من بلدٍ في اليوم الواحد، وظل يخدم وطنه رغم السن والمرضِ، حتى ترجل في نهاية المطاف.
كان سعود الفيصل – رحمه الله- (طائراً) يتنقل في رياض المعرفة، فحاز الشهادات من أرقى الجامعات العالمية، وشفع ذلك بمطالعة واسعة، وعززه بتفوقٍ لغوي نادر، حيث كان –رحمه الله- يجيد سبع لغاتٍ منها: الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والأسبانية والعبرية.
وكان سعود الفيصل كذلك (طائراً) متنقلاً في مواقعِ الخدمةِ الوطنية، بدءاً من وزارة البترول والثروة المعدنية، وانتهاء بوزارة الخارجية، ومروراً بعضوية المجلس الأعلى للبترول، والمجلس الأعلى للإعلام، والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية، ومؤسسة الملك فيصل الخيرية، وغيرها.
وكان الفيصل كذلك (طائراً) محلقاً في سماء الدبلوماسية، ينظر بعينين كعيني الصقر، ويضرب بجناحين كجناحي النسر، وينقض بسرعةٍ كسرعةِ الشاهين. حتى لقبه البعض بـ (أمير الدبلوماسية)، وقال عنه وزير الخارجية الفرنسي (كوشنير): «هو أكبر الساسة في العالم حنكة وحكمة»، ولذلك حظي بثقة كثير من وزراء الخارجية وكان بالنسبة لهم مستشاراً مؤتمناً.
وكان سعود الفيصل أيضاً (طائراً) عذب التغريدِ، عف الألفاظِ، حلو النغم، ولك أن تتصور كيف أنه مارس الشؤون الخارجية (40 سنة) مر خلالها بكثير من المواقف المتوترة والصعبة والمواجهات الحادة، ومع ذلك لم تؤثر عنه (كلمة) واحدة جارحة، تنبو عن الذوق، أو تخرج عن النص كما يقولون. بينما غيره يظهر مرة واحدة فيفيض بكل قبيح! وكل ذلك برهان على تماسكِهِ وهدوئه وقوة أعصابه، وما أشبهه في هذا بأبيه العظيم الملك فيصل رحمه الله.
وكان سعود الفيصل كذلك (طائراً) دولياً يتنقل من قضيةٍ إلى أخرى، وبصماته ظاهرة في الملفات الحساسة التي تولتها المملكة كالقضية الفلسطينية، والقضية الأفغانية، واتفاق الطائفِ، وغيرها من المسائل الشائكة التي كان للدبلوماسية السعودية فيها دور فاعل.
رحم الله سعود الفيصل، وآجرنا في مصيبتنا، وأخلفنا خيرا.