الزواج (بالبرقع) وتحت اللحاف

مشعل السديري

رفضت محكمة الأسرة بمصر دعوى نشوز سيدة أقامها زوجها ضدها لرفضها طاعته بغسل قدميه.
وقال الزوج أمام المحكمة: عدت للمنزل مرهقا بعد أكثر من 18 ساعة عمل، فطلبت من زوجتي أن تأتي لي بماء ساخن وتقوم بغسل قدمي، إلا أنها رفضت واتهمتني باتهامات غريبة، وتركت المنزل على أثرها، وأقامت دعوى خلع على الفور دون نقاش، فحاول القاضي أن يثنيها عن طلبها على أساس أن (الصلح خير)، غير أن الزوجة الشابة قالت: إن التفاهم لم يعرف طريقه بيننا، وزوجي لم يتفهم أنني لم أخلق لكي أكون خادمة بدرجة زوجة.
وأردفت قائلة للقاضي: ها هو زوجي أمامك، فأرجوك يا سيادة القاضي أن تأمره أن يخلع حذاءه الآن، وتشمه أنت بأنفك، فإن استطعت أن تفرق رائحته عن رائحة الفأر الميت، دون أن يغمى عليك، فإنني على استعداد لأن أرجع إليه.
وما إن تفوهت بهذه الكلمات وهذا الطلب، حتى تعرفطت ملامح القاضي من شدة الاشمئزاز، فتخيل لو أنه حشر أنفه بين أصابع أقدام ذلك الرجل وأخذ (يسعطها) ــ وعلى فكرة فمهنة ذلك الرجل (جزار) ــ وهذه مهنة لا أبخسها أنا شخصيا، فكلنا في النهاية (جزارون) بشكل أو بآخر.
عندها لم يملك القاضي إلا أن يحكم لها (بالخلع) مثلما أرادت، فما كان من الزوجة إلا أن تطرقع (بالزغاريط) وتحزم وسطها وترقص في المحكمة على (واحدة ونص)، فحكم عليها القاضي نتيجة لتصرفها ذاك الذي لم تحترم فيه المحكمة بالسجن أربعة أيام.
النساء عموما حالتهن حالة، وإليكم حالة أخرى لامرأة سعودية، طلبت أيضا الخلع من زوجها، والحكاية وما فيها التي لا تخطر على البال هي كالتالي:
فالزوجة، حفظها الله، منذ أن اقترن بها زوجها ووالد أبنائها، هو لم يشاهد وجهها على الإطلاق، حيث إنها ترتدي دائما في حضرته ليلا نهارا (البرقع)، وفي إحدى الليالي هفته نفسه وهي مستغرقة بالنوم أن يشاهد على الأقل ملامحها، فما كان منه إلا أن نزع برقعها عن وجهها، فأفاقت فزعة، وكأن مصيبة قد حلت بها، وهذا هو ما دعاها إلى طلب الطلاق، معتبرة ذاك التصرف انتهاكا لخصوصيتها، وتعديا على حريتها الشخصية، وعندما سمع القاضي بحجتها المقنعة تلك ما كان منه أيضا إلا أن يحكم لها (بالخلع) والطلاق.
ولكي لا تظنوا أنني مبالغ و(أهرف بما لا أعرف)، إليكم بعض النماذج التي استقيتها من أرشيف إحدى المحاكم لبعض القضايا، وهي باختصار ودون تفصيل، وكلها تتعلق بكشف وجه المرأة أمام زوجها:
مثال ذلك حالة (محمد)، الذي لم يتمكن من رؤية وجه زوجته رغم مرور 40 عاما على زواجهما وإنجابهما ثلاثة أولاد، (وأم ربيع) البالغة من العمر سبعين عاما، وهي أم لشابين لم يشاهد زوجها وجهها ولو لمرة واحدة، و(نورة) وهي أم لسبعة أبناء (نفس الشرح)، وغيرهن كثيرات ــ وأنعم وأكرم.
وعرفت أن الأزواج والزوجات الذين هم على هذه الشاكلة، إذا أراد أن يباشرا بعضهما البعض، فهناك شروط هامة، منها أن يكونا بكامل ملابسهما، وتحت اللحاف، والغرفة حالكة الظلام تحديدا، وفوق ذلك كله، فالزوجة لا بد أن تكون مرتدية (البرقع)، فالبوسة (ما فيش)، «انسى».

Meshal.m.sud.1@gmail.com

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 455 مسافة ثم الرسالة