إسعاف وشعار للبيع
الأربعاء / 27 / شوال / 1436 هـ الأربعاء 12 أغسطس 2015 20:42
سعيد السريحي
مشهد سيارة إسعاف على رصيف أحد شوارع أحياء مكة تحمل شعار وزارة الصحة معروضا للبيع يبدو وكأنه مشهد مستقطع من فيلم سينمائي ساخر، كما أنه مشهد يغري بألف تفسير وتفسير لولا أن مديرية الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة سارعت إلى الكشف عن حقيقة ذلك الإسعاف، واضعة حدا لأي احتمال يمكن أن يقدم تفسيرا لذلك الإسعاف المعروض للبيع على ذلك الرصيف بطريقة عشوائية.
مديرية الشؤون الصحية أضافت إلى كشفها عن حقيقة الإسعاف مسألة أكثر أهمية بالنسبة لها تتمثل في تبرئتها نفسها من بيع ذلك الإسعاف الذي يحمل شعارها، حتى وإن كان ذلك الشعار قديما، وحملت المسؤولية لمن اشترى ذلك الإسعاف منها حين باعته بطريقة نظامية قبل ذلك، والطريقة النظامية بالنسبة لإدارة الشؤون الصحية لا تتضمن إزالة الشعار، وكأنها بذلك تبيع الإسعاف بشعاره وما يمكن أن يحمله ذلك الشعار من تاريخ عريق للسيارة وما يمنحها من مميزات لا توجد في غيرها من السيارات.
برأت مديرية الشؤون الصحية نفسها، وحملت المسؤولية لمن اشترى ذلك الإسعاف، فهو لم يقم بإزالة الشعار كما اشترطت عليه المديرية حين باعته إياه، وأكدت على أنه اعترف بخطئه حينما تواصلت معه، وإبراء لذمتها أكدت المديرية على أن ديدنها وعادتها المتبعة عند بيع سياراتها، وربما غيرها من ممتلكاتها، أن تأخذ إقرارا خطيا ممن يشتري بإزالة ومحو الشعار الذي تحمله تلك السيارات وربما غيرها من الممتلكات.
وأعتقد أن ذلك العذر الذي لجأت إليه مديرية الشؤون الصحية من تلك الأعذار التي يقال فيها إنها عذر أقبح من ذنب، ولو كانت المديرية تدرك قيمة الشعار الذي تحمله ممتلكاتها وسياراتها على وجه الخصوص، لأدركت أن مسؤولية محو الشعار من على تلك الممتلكات إنما هو مسؤوليتها، هي ولا يعفيها من ذلك أي تعهد، ولا تتحمل أي جهة سواها أي خطأ ينتج عن سوء استخدام ذلك الشعار ما دامت تهاونت في محوه وأوكلت ذلك الأمر لغيرها.
حكاية الإسعاف المعروض للبيع واحدة من الحكايات التي تحتاج إلى إسعاف الوعي بما يتوجب على بعض الإدارات الحكومية من واجب الحفاظ على ممتلكاتها، وعلى رأسها الشعارات كقيمة رمزية كبيرة.
Suraihi@gmail.com
مديرية الشؤون الصحية أضافت إلى كشفها عن حقيقة الإسعاف مسألة أكثر أهمية بالنسبة لها تتمثل في تبرئتها نفسها من بيع ذلك الإسعاف الذي يحمل شعارها، حتى وإن كان ذلك الشعار قديما، وحملت المسؤولية لمن اشترى ذلك الإسعاف منها حين باعته بطريقة نظامية قبل ذلك، والطريقة النظامية بالنسبة لإدارة الشؤون الصحية لا تتضمن إزالة الشعار، وكأنها بذلك تبيع الإسعاف بشعاره وما يمكن أن يحمله ذلك الشعار من تاريخ عريق للسيارة وما يمنحها من مميزات لا توجد في غيرها من السيارات.
برأت مديرية الشؤون الصحية نفسها، وحملت المسؤولية لمن اشترى ذلك الإسعاف، فهو لم يقم بإزالة الشعار كما اشترطت عليه المديرية حين باعته إياه، وأكدت على أنه اعترف بخطئه حينما تواصلت معه، وإبراء لذمتها أكدت المديرية على أن ديدنها وعادتها المتبعة عند بيع سياراتها، وربما غيرها من ممتلكاتها، أن تأخذ إقرارا خطيا ممن يشتري بإزالة ومحو الشعار الذي تحمله تلك السيارات وربما غيرها من الممتلكات.
وأعتقد أن ذلك العذر الذي لجأت إليه مديرية الشؤون الصحية من تلك الأعذار التي يقال فيها إنها عذر أقبح من ذنب، ولو كانت المديرية تدرك قيمة الشعار الذي تحمله ممتلكاتها وسياراتها على وجه الخصوص، لأدركت أن مسؤولية محو الشعار من على تلك الممتلكات إنما هو مسؤوليتها، هي ولا يعفيها من ذلك أي تعهد، ولا تتحمل أي جهة سواها أي خطأ ينتج عن سوء استخدام ذلك الشعار ما دامت تهاونت في محوه وأوكلت ذلك الأمر لغيرها.
حكاية الإسعاف المعروض للبيع واحدة من الحكايات التي تحتاج إلى إسعاف الوعي بما يتوجب على بعض الإدارات الحكومية من واجب الحفاظ على ممتلكاتها، وعلى رأسها الشعارات كقيمة رمزية كبيرة.
Suraihi@gmail.com