رجل الديك تجيب الديك

مشعل السديري

كشفت وزارة الداخلية عن سرقة 1678 سيارة مدنية من 13 منطقة في المملكة خلال شهر (صفر) الماضي، ونجحت الجهات الأمنية في الوصول إلى 348 سيارة منها خلال الشهر.
من جانبه، عقد مركز أبحاث مكافحة الجريمة بوزارة الداخلية، ممثلا في إدارة العلاقات العلمية، ورشة عمل هدفها تقديم المقترحات والتوصيات التي تساعد على وضع برامج علمية أمنية متكاملة للحد من نوعية هذه الحوادث ــ انتهى.
ما إن قرأت ذلك الخبر وتلك الإحصائية حتى أصبت بالذهول، وأخذت أتساءل بيني وبين نفسي مرددا: أإلى هذا الحد وصلت الحالة عندنا؟! خصوصا أن الجهات المسؤولة لم تستطع استرداد سوى (348) سيارة، وهناك (1330) ذهبت (فص ملح وذاب)!!
ولو أننا حسبناها حسبة (بدو) وقلنا: إن متوسط سعر كل سيارة مسروقه هو خمسون ألف ريال، فمعنى ذلك أن قيمتها كمجموع هو: ستة وستون مليونا وخمسمائة ألف ريال.
وللمعلومية والتأكيد، فهذا العدد المهول من السيارات المسروقة تم في شهر واحد فقط، ولو أننا ضربنا ثمن تلك السيارات في اثني عشر شهرا، لأصبح المجموع يقارب (800) مليون ريال.
فهل هناك تجارة شيطانية أربح من تلك التجارة؟!، إنها تفوقت حتى على تجارة (المخدرات) أو تجارة (غسيل الأموال).
وأظن بل وأجزم أن هناك عصابات منظمة تكمن وراء تلك السرقات.
ويجب عدم الاستهانة بهذا الذي يحصل؛ لأن المسألة أصبحت أشبه (بالظاهرة)، وهذا أمر خطير يجب عدم السكوت عليه، والمثل عندنا يقول: (رجل الديك تجيب الديك)، فكم ديك يا ترى استطاعت مكافحة الجريمة أن تمسك به وتجره من رجله وتشهر به وتعاقبه علنا؟!، فلا يكفي استعادة السيارات، فالأمر يتطلب حربا لا هوادة فيها لقطع دابر تلك العصابات.
لم أتعرض ــ ولله الحمد ــ لأي سرقه حتى الآن، ولكنني كنت شاهدا على سرقة (لطيفة) تمت لصديق كنت أرافقه في رحلة سفر بسيارته (الفولكس واغن) الجديدة، وبعد أن وصلنا إلى فندق على أطراف مدينة (مودنا) في شمال إيطاليا، أوقفنا السيارة في الساحة المكشوفة، وعندما أفقنا في الصباح لم نجد السيارة، وأبلغنا عنها البوليس، ومكثنا ننتظر النتيجة عدة أيام، وفي اليوم الرابع وإذا بنا نشاهد السيارة متوقفة في مكانها، وذهبنا نركض ناحيتها، وإذا بورقه موضوعة تحت مساحة الزجاج الأمامي، وعندما فتحها زميلي، وإذا مكتوب عليها الاعتذار التالي:
نأسف على الإزعاج، نحن شابان مع صديقتينا أردنا أن نتجول ونقضي وقتا ممتعا، والآن انتهت إجازتنا، وها نحن نعيد لكم السيارة مع الشكر الجزيل ــ انتهى.
والغريب أننا وجدنا السيارة نظيفة، وأغراضنا داخلها لم ينقص منها شيء، وفوق ذلك كله كان التانكي معبأ بالبانزين (فل).
فقال زميلي: يا ليتني رأيتهم لشكرتهم، فقلت له: بل يا ليتهم عزمونا معهم على الأقل.
Meshal.m.sud.1@gmail.com

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 455 مسافة ثم الرسالة