خطوة متقدمة في العمل الخيري

حمود أبو طالب

كتبت أكثر من مرة عن تجربة فريدة في مصر تتمثل في المستشفى الخيري لعلاج الأمراض السرطانية في الأطفال، المسمى اختصارا بمستشفى 57357 ويعمل بكفاءة عالية ومستوى متميز ويدار وفق أفضل النظم الصحية، وكل ذلك عن طريق التبرعات والعمل التطوعي. كتبت مستغربا كيف لا تطبق تلك التجربة لدينا لا سيما والمراكز المتخصصة في علاج الأورام قليلة جدا والنسبة الأكبر من المرضى تنتظر وقتا طويلا قبل حصولها على موعد مما يعرضها لمضاعفات وأخطار جسيمة. كنت أظن أن مفهوم العمل الخيري لدينا قد تطور بما يكفي للاحتذاء بتلك التجربة، وأن القادرين عندنا كثر وتستطيع مجموعة قليلة منهم التكفل بذلك، لكن شيئا من ذلك لم يحدث.
أمس، وأمس فقط نشرت عكاظ خبرا عن توقيع عقد إنشاء «أول» مجمع طبي مخصص لتقديم الخدمات العلاجية لمرضى السرطان في مدينة جدة برعاية أمير المنطقة، على أن يتم الانتهاء منه خلال ثلاث سنوات وسيكون تحت مظلة جمعية الإيمان الخيرية لرعاية مرضى السرطان وبالتعاون مع وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية، وأجزم أن المركز سيزدحم بالمحتاجين للرعاية فور بدء تشغيله. ومادام باب الخير في هذا المجال قد فتح فإننا نتساءل عن تطبيق التجربة في أكثر من منطقة لاسيما والحاجة ماسة، والقادرون الراغبون في عمل الخير كثيرون، والبنوك والمؤسسات الكبرى المليئة بالأموال دون ضرائب تستطيع تقديم دعم كبير لو أرادت المساهمة. نتمنى أن يتم دعم هذه التجربة إعلاميا وترويجها بكثافة والحث على الاقتداء بها كواجب إنساني تجاه هذه الشريحة من المرضى التي تتحمل معاناة لا يعلمها إلا الله.