تلوث وروائح في شاطئ الإسكندرية

خبير بيئي: إنشاء المزيد من الدورات بلا استدامة هدر للمال العام

تلوث وروائح في شاطئ الإسكندرية

عمرو سلام (جدة)

لا يملك الزائر لما أطلق عليه شاطئ الإسكندرية في كورنيش جدة الشمالي غير أن يسد أنفه بسبب تردي أوضاع دورات المياه التي أنشأتها أمانة محافظة جدة فقد تحولت إلى خرائب منظمة ومصدر للتلوث الكريه والروائح غير المستحبة التي أساءت إلى الواجهة البحرية أحد المعالم الحضارية والسياحية الهامة في عروس البحر الأحمر إذ تشكل منطقة الكورنيش بمرافقها المختلفة مقصدا للمتنزهين والمصطافين من داخل جدة وخارجها بل من دول قريبة أخرى.


الأمانة أحسنت صنعا بتنفيذ عدد من المشاريع التطويرية في منطقة الكورنيش من شمالها إلى جنوبها ومنها تحسين كورنيش أبحر في المنطقة الواقعة من ميدان علوم البحار إلى شاطئ الإسكندرية، وتشمل التحسينات الأرصفة الخارجية والشاطئ الرملي والجلسات المطلة على البحر وتغيير الرملة البيضاء حسب ما هو محدد بجداول الكميات الخاصة بالمشروع ومواقف للسيارات.
قاطعنا الإسكندرية
المواطن غازي الأسمري الذي زار منطقة الإسكندرية أكثر من مرة وتوقف عن ذلك قبل فترة يقول إن الشاطئ الساحر يفتقد إلى الخدمات الأساسية وأهمها دورات المياه والموجودة منها أصبحت طاردة للجميع وعلى الأمانة أن تكمل جميلها بإصحاح أوضاع هذه المواقع وصيانة الموجودة منها إن كانت هناك مصاعب في إنشاء المزيد. ويتفق معه علاء الدين ناصر ويضيف أن مواقع السباحة في الموقع محدودة فضلا عن سوء الاستخدام من بعض المتنزهين الذين يتركون مخلفاتهم ثم يمضون وكأن الأمر لا يعنيهم. ويتساءل ناصر عن دورات المياه وغرف تغيير الملابس التي لابد من توفرها في أي شاطئ معد للسباحة فأغلبها مغلقة وتبعث روائحها الكريهة على المصطافين لتفسد جلساتهم والأعجب أن بعضها أبوابها مغلقة بقطع خشبية ما يعني أن الأمانة رأت لكنها لم تعالج الأمر كما يقول.
إغلاق بالأخشاب
عبدالرحمن باعشن اعتبر إغلاق الدورات بقطع الأخشاب خطرا كبيرا على المتنزهين خصوصا الصغار كما أن محيطها ملوث وقذر وهو الأمر الذي يستدعي من الأمانة تخصيص عمالة تتولى تنظيفها يوميا ومعالجة أمرها نهائيا إما بإصلاح أوضاعها أو إغلاقها إلى الأبد، كي لا تتحول إلى مكان لتجمع الحشرات والجراثيم والبكتيريا الضارة خصوصا أن نوافذ الدورات مشرعة طوال اليوم.
هدر المال العام
«عكاظ» استطلعت رأي الدكتور نايف الشلهوب مدير التوعية والإعلام البيئي في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حول مخاطر التلوث في منطقة الإسكندرية فقال إن الشاطئ المذكور هو المتنفس المجاني الوحيد في جدة لممارسة السباحة وعدم توفر دورات مياه ومغاسل وغرف تغيير ملابس يعد تقصيرا واضحا وصريحا من الجهة المختصة، كما أن مشكلة دورات المياه المهملة في الشاطئ تشكل خطرا كبيرا على مرتاديها حيث إنها توفر بيئة مناسبة للبعوض والحشرات الناقلة للأمراض ابتداء من الهربس وانتهاء بالضنك وكورونا ويجب على هيئة السياحة بالتعاون مع الأمانة إزالة وهدم هذه المواقع الملوثة ومحاسبة من أهملها. ويقترح الدكتور الشلهوب توفير بدائل سريعة وعاجلة لتلك المواقع مع مراعاة المعايير البيئية وعدم الاكتفاء بالبناء فقط فكثير، من دورات المياه تم إنشاؤها في مواقع سياحية وعامة في جدة وانتهى بها المطاف كمواقع خربة وموبوءة حيث إن الاستدامة هو الشرط في عمل المشاريع مثل توفير الخدمات لها بعد البناء عبر الشركات المتخصصة عدا ذلك فإنه يعد في نظري إهدارا للمال العام.
20 دورة
في المقابل، يقول الناطق الإعلامي في أمانة محافظة جدة محمد البقمي أن دورات المياه تأتي ضمن مشروع تطوير الواجهة البحرية في مرحلتها الرابعة وقد تم الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية والعمل جار الآن في المرحلتين الثالثة والرابعة مضيفا أنه تم التوقيع على عقد إنشاء دورات مياه في 20 موقعا في المحافظة ومن ضمنها شاطئ الإسكندرية.