الباحة يا هيئة السياحة

الباحة يا هيئة السياحة

د. أحمد أبو عمرو الغامدي

تتميـّز هيئتنا العامة للسياحة والتراث الوطني بأنها تسير إلى الأمام بخطى واثقة تاركة المجال للزمن وللإنجازات لكي تتحدث عن نفسها، ولعل من أهم إنجازاتها في تصوري هو موافقة مجلس الوزراء بتاريخ 12/3/1435هـ على دعم الهيئة ماليا وإداريا من خلال التوصية بالاسراع بتأسيس شركات تنمية سياحية تشمل جميع مناطق المملكة تشارك الدولة والقطاع الخاص في رأس مال إسهاما منها في تنمية المجتمعات المحلية، وصدور توصية المجلس بتقديم كافة التسهيلات من الأجهزة الحكومية لتجهيز البنية التحتية لضمان نجاح هذه الاستثمارات، إضافة إلى الموافقة على بدء العمل بمشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري للمملكة العربية السعودية.
وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن الهيئة ومن خلال القرارات الأخيرة لمجلس الوزراء ستعمل على إعادة تشكيل خارطة الاقتصاد الوطني عن طريق تهيئة القطاع السياحي في السعودية لجعله قطاعا جاذبا للاستثمارات الضخمة التي من شأنها أن توفر دخولا عالية للدولة وللقطاع الخاص وتوفر فرصا وظيفية هائلة للمواطنين.
ومما يؤكد قوة هذا التوجه وضخامته الإعلان الذي تم مؤخرا عن مشروع تطوير شاطئ العقير السياحي الاستثماري على مساحة مئة مليون متر مربع عبر شركة مساهمة بين الدولة والقطاع الخاص والمواطنين، والتي يتنظر منها عند اكتمال مرافق المشروع وتشغيله أن توفر حوالى مئة وخمسين ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة للمواطنين.
ومن هذا المنطلق الواعد نناشد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة والعاملين معه بأن يضعوا منطقة الباحة نصب أعينهم وفي مقدمة مخططاتهم السياحية الاستثمارية وذلك لأسباب عديدة منها عوامل الجذب السياحي والاستثماري الذي تتميز به صيفا وشتاء، فهي متنوعة التضاريس والمناخات، الأمر الذي يؤهلها لأن تكون أجمل متنفس يمكن أن يخطر ببال السائح.
والأمر الاستثماري الآخر الذي يميز الباحة أن معظم أجزاءها من جبال وسهولِ وغابات وأصدار وبحر ما زالت على حالتها العذرية مما يجعلها مطمعا للاستغلال الأمثل بعيدا عن ارتفاع التكلفة أو عجز البنية التحتية أو عشوائيات التنمية السياحية التي أصابت كثيرا من مدننا. بل إنه من الممكن أن يكون الاستثمار في منطقة الباحة بمثابة نقطة انطلاق ومن ثم عبور للتنمية الحقيقية المدروسة والشاملة لما جاورها من المناطق التي تشابهها مما يسمح بخلق شريط سياحي واعد قد يمتد لمئات الكيلومترات.