دورات مياه قذرة!

منصور الطبيقي

تلقيت رسائل إلكترونية من آباء طلبة مع دخول العام الدراسي مشفوعة بصور توصف بشاعة وقذارة بعض دورات المياه الخاصة بطلبة المدارس الحكومية في جدة إحداها تختص بابتدائية وثانوية (نموذجية)، تمنيت لو أن مقالي الأسبوعي أستطيع أن أرفق فيه هذه الصور حتى تغني عن ما أكتبه في هذه السطور.
إذا كانت هذه حال دورات المياه المتواجدة في مدارس عروس البحر الأحمر فما هي حالة تلك المتواجدة في القرى والمناطق النائية!!
أحد الآباء يقول لي أن ابنه يمتنع عن دخول الحمام طيلة اليوم الدراسي ويحصر بوله حتى الرجوع للمنزل!
هذا بلا شك صحيا غير مقبول وقد يسبب له الإصابة بالتهاب المسالك البولية وربما مضاعفات خطيرة، إلى جانب عدم الاستفادة الكاملة من اليوم الدراسي فلا تركيز في الشرح والانشغال منصب على قضاء الحاجة!.
إذا اتفقنا أن المدرسة تغرس سلوكيات هامة في الفرد يحملها معه طول حياته، فكيف نسعى لجيل يؤمن بأهمية النظافة الشخصية ونظافة المكان والإصحاح البيئي ومنع انتقال العدوى، وهو تعود من الصغر على استخدام دورات مياه متسخة لا إنسانية ولا تتوفر فيها المنظفات والمعقمات وأغلبها بيئة خصبة لانتقال أنواع مختلفة من الفطريات والفيروسات الخطيرة كالتهاب الكبدي الوبائي!
كيف نطالبهم الآن بزيادة الحرص على نظافة وغسل اليدين عند التعامل مع المرضى في المستشفيات واستخدام المعقمات لمنع انتشارالعدوى وهذه الثقافة الصحية الهامة جدا لم يروها في مدارسهم صغارا ولم يعتادوا عليها!
قبل عامين قرأت في إحدى الصحف قيام وكيل مدير مدرسة بمكة بغسيل دورات المياه للمدرسة بنفسه عندما غاب عمالها، أكبرت فيه هذا العمل بالفعل وتمنيت أن يستشعر مديرو المدارس والمعلمون الأهمية القصوى لنظافة دورات المياه وأن لا يهتموا فقط بنظافة دورات المياه الخاصة بهم، وأن يتابعوا جودة عمل شركات النظافة والرفع فورا لمديريات التعليم عن أي تقصير في عملها.
وفي المقابل، وزارة التعليم مسؤولة عن التعاقد مع شركات جيدة لصيانة المدارس ومتابعة عملها وإلغاء عقود من يثبت تهاونه منها.
مشكلة دورات المياه غير الصالحة للاستخدام الآدمي مشكلة أزلية لدينا للأسف، في مساجد الطرق الرئيسية وفي المتنزهات العامة (إذا وجدتها أصلا) وما زلت أذكر دورة المياه التي دخلتها في طريق صحراوي بين عمان والإمارات في منطقة غير مأهولة كيف كانت جودتها ونظافتها العالية حتى أن الصابون السائل وبخاخ الروائح العطرية متواجد بها!
ماذا يضرنا لو تم تخصيص دورات المياه العامة وترك الأمر للقطاع الخاص لتشغيلها كما يحدث في أوروبا ودفع الشخص ريالا أو ريالين لقضاء الحاجة!،
وهناك بالمناسبة مشروع إنشاء دورات مياه عمومية في متنزه وممشى شارع الأمير فيصل بن فهد بحي الشاطئ بجدة متعثر منذ عامين ولم تسحبه الأمانة من المقاول والموقع هذا يعج يوميا بعشرات المرتادين من الأطفال وكبار السن والمرضى فهل هذا مقبول؟!.
وأعود للمدارس وأقول هي الأمانة يا سادة ومراقبة الله في العمل وأتمنى من أي مسؤول ينوي زيارة أي مدرسة أن يبدأ بزيارة حماماتها ويجربها بنفسه فإن راقت له نظافتها فهي مؤشر واضح على كفاءة إدارة المدرسة وحرصها ومتابعتها.

tobagi@hotmail.com