أسير وأقول: يا الله السلامة

مشعل السديري

قبل مدة كنت في منطقة الطائف، ولفت نظري لوحات إعلانات كثيرة، وحوائط منازل ومدارس، كلها (مشخبط) عليها (ببخاخات الأسبري)، مع بعض الجمل والكلمات البذيئة، حتى لوحة إعلان كبيرة تتوسط الطريق العام لتدل المسافرين على الاتجاهات والمسافات، لم تسلم من هذا العبث الصبياني، ولو أنه كانت هناك كاميرات دائمة ترصد ذلك، لوقع الكثيرون بالمصيدة.
وعلمت أن أمانة جدة قد شرعت أخيرا بتركيب (112) كاميرا مراقبة على الكورنيش، ورغم شكرنا لها إلا أنها لا تكفي ولا تقوم بالغرض على أكمل وجه.
وقد نصاب بالإحباط إذا قرأنا التقارير التالية التي جاء فيها:
أن هناك أكثر من ستة ملايين كاميرا مراقبة في مدن بريطانيا المختلفة خصوصا العاصمة لندن حيث تلعب هذه الكاميرات دورا فعالا في الحد من الجريمة والمجرمين وبفضلها انخفضت المعدلات.
وتعتبر لندن المدينة الأولى في العالم في عدد كاميرات المراقبة تليها بكين ثم شيكاغو وهيوستن ونيويورك ودبي.
وباستطاعة الشرطة في لندن على سبيل المثال، رصد ومتابعة حركات وسكنات أي شخص قبل أشهر أو سنوات دون انقطاع.
وقد وصل معدل المراقبة إلى كاميرا واحدة لكل 11 شخصا، ويتم تصوير الشخص بمعدل 70 كاميرا مختلفة يوميا.
لهذا انخفضت سرقات المنازل والمتاجر والسيارات والنشل في المواصلات العامه إلى (70%).
وأكثر من (95%) من جرائم القتل تم الوصول إلى الضالعين فيها بواسطة الكمرات، خلال أيام أو أسابيع .
مدينة (دبي) على سبيل المثال يوجد بها مئات الآلاف من الكمرات، وليس هناك (خرم إبرة) إلا وبه كاميرا.
وأصبح المواطنون والمقيمون من جراء ذلك يمشون على العجين دون أن يلخبطوه، ويا ويلك لو أن كاميرا صادتك بفعل شائن.
لهذا شبابنا الذئاب هنا في مدننا عندما يذهبون إلى دبي يتحولون بقدرة قادر إلى أرانب ولا أقول فئرانا.
وعندما رصدت الكاميرات هناك (ذئبا) -أي شابا سعوديا- ذهب بسيارته لأول مرة إلى دبي ولم يتحول بعد إلى أرنب، عندما شاهد الساحات الكبيرة والطرق الواسعة، استهوته طريقته (الدرباوية) المتخلفة، وأخذ يفحط ويدور وكأنه عنتر حامل سيفه، ورصدته الكاميرات وقبضوا عليه، وحكموا عليه بغرامة مقدارها خمسمائة ألف درهم، جراء تعريض حياته وحياة الآخرين للخطر، وإتلاف الطبقة الأسفلتية، ولم تقبل فيه لا شفاعة ولا وساطة.
هل تعلمون أنه حتى رجال الشرطة هناك تكمن في ملابسهم كاميرات خفية، بحيث تسجل كافة تفاصيل الأحداث.
ولماذا نذهب بعيدا، لقد فضحت وكشفت الكاميرات التي ركبت في بيت الله الحرام عشرات اللصوص والنشالين من الرجال والنساء، وبدأت هذه الحوادث تخف ولله الحمد في الحرم.
ومعروف أن من أمن العقاب أساء الأدب حتى لو في أقدس الأماكن.
إنني من أنصار ومؤيدي الإكثار من وضع أكبر قدر ممكن من الكاميرات في الشوارع والمدارس والمستشفيات والأسواق.
ومن حسن الحظ أن لا شيء لدي أخفيه، فنوازع اللصوصية التي هي عندي أصبحت في الحضيض، ولست بارعا كما يجب بالنشل والتحرش لكي أستخدم مواهبي في هذا المجال الحيوي.
لهذا فأنا أسير دائما بالطريق وأقول: يا الله السلامة.

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 455 مسافة ثم الرسالة
Meshal.m.sud.1@gmail.com