النَّظْم وسيلة تعليمية قديمة
الثلاثاء / 14 / ربيع الثاني / 1428 هـ الثلاثاء 01 مايو 2007 19:35
علي محمد العمير
الذين يأخذون على علمائنا وفقهائنا القدامى كثرة وطول منظوماتهم من نوع (ألفية ابن مالك) أو من نوع (الرحبية) في الفرائض إلى غير ذلك من المنظومات التي يسخر منها بعض الأدباء، ويعتبرونها إساءة إلى الشعر العربي لأنها مجرد كلام مرصوف يلتزم بأوزان الخليل، وتلك حقيقة، ولو إلى حد ما!!
ولكن هؤلاء الأدباء يجهلون أو يتجاهلون أن الطريقة التعليمية القديمة كانت تعتمد على حفظ الطالب للقواعد والنصوص التي يدرسها، وقد أدرك أولئك العلماء والفقهاء الأجلاء مدى استعصاء حفظ النثر على طلابهم في حلقات الدرس.. فلجأوا إلى وسيلة نظم (المتون) ليسهل على الطالب حفظها.. ولم يكن قصدهم أن يقولوا شعراً.. أو أن يسيئوا إلى الشعر.. وإنما اتخذوا من القافية والوزن وسيلة لتسهيل حفظ المتون على طلابهم.. فكانت هذه المنظومات المطولة في النحو أو في الفرائض أو الفقه، أو غير ذلك!!
* * *
وأذكر شخصياً أنني كنت أحد الدارسين في حلقة الشيخ (حافظ الحكمي) رحمه الله وأجزل له الثواب.
أذكر أنه لاحظ مدى ضيقنا بحفظ (الرحبية).. وكانت هي درسنا في علم الفرائض.. فما كان منه إلا أن أنشأ منظومة أسهل وأسلس من (الرحبية) وقد أسماها.. (النور الفائض من شمس الوحي في علم الفرائض) وقد طبعت هذه المنظومة مع غيرها من كتب شيخنا الجليل على نفقة الملك سعود -رحمه الله- ومازلت أحتفظ بها وأحفظ بعضها إلى الآن!!
وقد وجدنا -نحن الطلاب- منظومة شيخنا أسهل في الحفظ لأنها أسلس، وأوجز فحفظناها بسرعة.. ومن ثم سهل علينا فهم درس (الفرائض)!!
* * *
وهكذا فإن أمثال هذه المنظومات المطولة.. لم تكن محسوبة على الشعر، وإنما كانت وسيلة تعليمية أكثر منها أي شيء آخر.. فلا عبرة إذن بما يقوله بعض الأدباء من أن الشعر العربي قد انحدر منذ أصبح يقوله كل من يجيد فهم العروض!!
ولكن هؤلاء الأدباء معهم الحق إذا كانوا يقصدون غير هذه المنظومات مما حسب على الشعر العربي، وليس منه في شيء فيما عدا الوزن والقافية!!
ومازلنا إلى الآن، نعاني الكثير من هؤلاء المتشاعرين الذين لا يملكون من أدوات الشعر غير فهمهم للعروض، وتطبيق هذه العروض على ما يرصفونه من كلام ملفق!!
* * *
والنقد الأدبي العربي، تعرض كثيراً لهذه الناحية منذ القدم.. ولم يترك لها الحبل على الغارب، ولكن مشكلتنا أننا لا نقرأ أولئك النقاد القدامى بقدر ما نقرأ لنقاد الغرب الناعقين.. ثم الناقمين علينا وعلى أدبنا كما هو معروف!!
ص.ب 35555 جدة 21498 فاكس 6208571
ولكن هؤلاء الأدباء يجهلون أو يتجاهلون أن الطريقة التعليمية القديمة كانت تعتمد على حفظ الطالب للقواعد والنصوص التي يدرسها، وقد أدرك أولئك العلماء والفقهاء الأجلاء مدى استعصاء حفظ النثر على طلابهم في حلقات الدرس.. فلجأوا إلى وسيلة نظم (المتون) ليسهل على الطالب حفظها.. ولم يكن قصدهم أن يقولوا شعراً.. أو أن يسيئوا إلى الشعر.. وإنما اتخذوا من القافية والوزن وسيلة لتسهيل حفظ المتون على طلابهم.. فكانت هذه المنظومات المطولة في النحو أو في الفرائض أو الفقه، أو غير ذلك!!
* * *
وأذكر شخصياً أنني كنت أحد الدارسين في حلقة الشيخ (حافظ الحكمي) رحمه الله وأجزل له الثواب.
أذكر أنه لاحظ مدى ضيقنا بحفظ (الرحبية).. وكانت هي درسنا في علم الفرائض.. فما كان منه إلا أن أنشأ منظومة أسهل وأسلس من (الرحبية) وقد أسماها.. (النور الفائض من شمس الوحي في علم الفرائض) وقد طبعت هذه المنظومة مع غيرها من كتب شيخنا الجليل على نفقة الملك سعود -رحمه الله- ومازلت أحتفظ بها وأحفظ بعضها إلى الآن!!
وقد وجدنا -نحن الطلاب- منظومة شيخنا أسهل في الحفظ لأنها أسلس، وأوجز فحفظناها بسرعة.. ومن ثم سهل علينا فهم درس (الفرائض)!!
* * *
وهكذا فإن أمثال هذه المنظومات المطولة.. لم تكن محسوبة على الشعر، وإنما كانت وسيلة تعليمية أكثر منها أي شيء آخر.. فلا عبرة إذن بما يقوله بعض الأدباء من أن الشعر العربي قد انحدر منذ أصبح يقوله كل من يجيد فهم العروض!!
ولكن هؤلاء الأدباء معهم الحق إذا كانوا يقصدون غير هذه المنظومات مما حسب على الشعر العربي، وليس منه في شيء فيما عدا الوزن والقافية!!
ومازلنا إلى الآن، نعاني الكثير من هؤلاء المتشاعرين الذين لا يملكون من أدوات الشعر غير فهمهم للعروض، وتطبيق هذه العروض على ما يرصفونه من كلام ملفق!!
* * *
والنقد الأدبي العربي، تعرض كثيراً لهذه الناحية منذ القدم.. ولم يترك لها الحبل على الغارب، ولكن مشكلتنا أننا لا نقرأ أولئك النقاد القدامى بقدر ما نقرأ لنقاد الغرب الناعقين.. ثم الناقمين علينا وعلى أدبنا كما هو معروف!!
ص.ب 35555 جدة 21498 فاكس 6208571