خذوا الحكمة
الاثنين / 15 / ذو الحجة / 1436 هـ الاثنين 28 سبتمبر 2015 20:18
مشعل السديري
جاء في دراسة أمريكية: أن أصحاب الشخصية المرنة الذين يحسنون التعامل مع الأوضاع الصعبة يتعافون بسرعة بعد التعرض لأي نكسة ويزداد لديهم احتمال الاستفادة بشكل أفضل مع التمارين الرياضية الهوائية، وما عليهم إلا مراقبة (الأيض) لديهم، وصرف الطاقة خلال الراحة وأثناء الحركة.
بعد أن اطلعت على تلك الدراسة، وجدت أنها بمجملها تنطبق على شخصيتي لأنني بطبيعتي مرن على أقصى الحدود، وأفتتن بالألعاب الهوائية، وأمارسها بين الفينة والأخرى، إن لم يكن بالهواء الطلق، ففي الغرف المغلقة إذا حدتني الظروف، ومن المستحسن أن تكون الغرفة مضاءة بالشموع المعطرة.
العقبة الوحيدة التي وقفت أمامها عاجزا مثلما وقف حمار الشيخ هي كلمة (الأيض)، لأنني لا أعلم ما هو، وما معناه ؟!، سألت أكثر من واحد ولم يجبني أو يشفي غليلي.
غير أن أحدهم نبهني قائلا: إنك تخلط ما بين الألعاب الهوائية، والألعاب (الهواوية) وقد التبس عليك الأمر، ونصيحتي لك هي أن تعود إلى رشدك سريعا، ساعتها أدركت أنني سلكت الطريق الخطأ، لأنني بالفعل (هواوي) النزعة -أي عاشق إلى حد الثمالة والعماء أحيانا- وإذا لم أجد هناك كائنا حيا أعشقه، أعشق حجارة الطريق، أو حتى ظلي إذا لزم الأمر.
وعندما عدت إلى صوابي قليلا، أدركت كم أنا متخبط – أو بمعنى أصح (مخبط)، لذلك رجعت القهقري سريعا مكسوفا على نفسي لأضع ذاتي في نصابها الصحيح بدون زيادة ولا نقصان، متذكرا الحكمة القائلة: رحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
بعدها انطويت على حالي كأي يتيم، جالسا القرفصاء لمدة تزيد على الربع ساعة، وخطر على بالي وقتها كلام قرأته وجاء فيه:
«ثماني خصال هي من طباع الجهال: الغضب في غير معنى، والإعطاء في غير حق، وإتعاب البدن في الباطل، وقلة معرفة الرجل صديقه من عدوه، ووضعه السر في غير أهله، وثقته بمن لا يجربه، وحسن ظنه بمن لا عقل له ولا وفاء، وكثرة الكلام بغير نفع» – انتهى
وبعد معاينة وتقليبي لهذه الشروط، وجدت أن ستة منها تنطبق عليَّ بحذافيرها، ومعنى ذلك أنني (جاهل إلا ربع).
عندها تركت جلسة القرفصاء، ووقفت على حيلي، ولولا قليل من كبح جماحي لأطلقت عقيرتي بأعلى صوتي طالبا النجدة من هذا الكائن الشيطاني المغلغل في أعماقي – الذي هو (أنا) –
وعجبت من حالي لماذا هذا الهذيان ؟!، خصوصا وأنني في الليلة البارحة، تعشيت عشاء خفيفا، ونمت نومة هنية، فلا حلم مزعجا أقض مضجعي، ولا سحلية عبرت على مخدتي ومنها تسللت إلى رقبتي، فلماذا إذن أخذت (أهرف بما لا أعرف)؟!، لا شك أنني ملتبس، أو أن هناك عينا لم تسم بالله قد ضربتني في الصميم.
ولكن خذوا الحكمة من أفواه المجانين، وأشباههم.
ويا جابر العثرات خذ بيدي (وحدي) أنا إلى بر الأمان، وأترك السبعة مليارات من البشر، صم بكم عمي فهم لا يفقهون.
بعد أن اطلعت على تلك الدراسة، وجدت أنها بمجملها تنطبق على شخصيتي لأنني بطبيعتي مرن على أقصى الحدود، وأفتتن بالألعاب الهوائية، وأمارسها بين الفينة والأخرى، إن لم يكن بالهواء الطلق، ففي الغرف المغلقة إذا حدتني الظروف، ومن المستحسن أن تكون الغرفة مضاءة بالشموع المعطرة.
العقبة الوحيدة التي وقفت أمامها عاجزا مثلما وقف حمار الشيخ هي كلمة (الأيض)، لأنني لا أعلم ما هو، وما معناه ؟!، سألت أكثر من واحد ولم يجبني أو يشفي غليلي.
غير أن أحدهم نبهني قائلا: إنك تخلط ما بين الألعاب الهوائية، والألعاب (الهواوية) وقد التبس عليك الأمر، ونصيحتي لك هي أن تعود إلى رشدك سريعا، ساعتها أدركت أنني سلكت الطريق الخطأ، لأنني بالفعل (هواوي) النزعة -أي عاشق إلى حد الثمالة والعماء أحيانا- وإذا لم أجد هناك كائنا حيا أعشقه، أعشق حجارة الطريق، أو حتى ظلي إذا لزم الأمر.
وعندما عدت إلى صوابي قليلا، أدركت كم أنا متخبط – أو بمعنى أصح (مخبط)، لذلك رجعت القهقري سريعا مكسوفا على نفسي لأضع ذاتي في نصابها الصحيح بدون زيادة ولا نقصان، متذكرا الحكمة القائلة: رحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
بعدها انطويت على حالي كأي يتيم، جالسا القرفصاء لمدة تزيد على الربع ساعة، وخطر على بالي وقتها كلام قرأته وجاء فيه:
«ثماني خصال هي من طباع الجهال: الغضب في غير معنى، والإعطاء في غير حق، وإتعاب البدن في الباطل، وقلة معرفة الرجل صديقه من عدوه، ووضعه السر في غير أهله، وثقته بمن لا يجربه، وحسن ظنه بمن لا عقل له ولا وفاء، وكثرة الكلام بغير نفع» – انتهى
وبعد معاينة وتقليبي لهذه الشروط، وجدت أن ستة منها تنطبق عليَّ بحذافيرها، ومعنى ذلك أنني (جاهل إلا ربع).
عندها تركت جلسة القرفصاء، ووقفت على حيلي، ولولا قليل من كبح جماحي لأطلقت عقيرتي بأعلى صوتي طالبا النجدة من هذا الكائن الشيطاني المغلغل في أعماقي – الذي هو (أنا) –
وعجبت من حالي لماذا هذا الهذيان ؟!، خصوصا وأنني في الليلة البارحة، تعشيت عشاء خفيفا، ونمت نومة هنية، فلا حلم مزعجا أقض مضجعي، ولا سحلية عبرت على مخدتي ومنها تسللت إلى رقبتي، فلماذا إذن أخذت (أهرف بما لا أعرف)؟!، لا شك أنني ملتبس، أو أن هناك عينا لم تسم بالله قد ضربتني في الصميم.
ولكن خذوا الحكمة من أفواه المجانين، وأشباههم.
ويا جابر العثرات خذ بيدي (وحدي) أنا إلى بر الأمان، وأترك السبعة مليارات من البشر، صم بكم عمي فهم لا يفقهون.