هدايا الحاج

عبدالله عمر خياط

.. قد لا يلتفت الحاج إلى نوع الهدايا التي تناسب هذه الذكرى العزيزة، فالملاحظ على الأقل أن نصف حجاج الخارج يعودون إلى بلادهم وقد حملوا معهم من الهدايا أنواعا كثيرة، بعضها لمجرد البركة، وبعضها مكلفة وغالية، وأحيانا يهدي الحاج من الصنفين للأعزاء عليه.
وكثير من الحجاج يعتبرون أي شيء يشترى من مكة المكرمة أو المدينة المنورة هو شيء عزيز لأنه مرتبط بالديار المقدسة وبأداء الركن الخامس من أركان الإسلام.
حتى أن بعض الحجاج فيما سمعنا قد يأخذ الواحد منهم حصاة، كي يتذكر بها المبيت في مزدلفة ورمي الشيطان الذي تمثله الجمرات الثلاث في منى، وبعضهم يصور نفسه وهو يرمي الشيطان، أو يصوره الحجاج وهم يرمون الجمرات.
ومن المفروغ منه هدايا من نسخ القرآن الكريم أو من زمزم أو مسابح أو سجاجيد صلاة أو تمر من تمر المدينة المنورة.. أما النساء فلهن اهتمام خاص بأدوات الزينة على اختلافها مثل الخواتيم أو الاسورة أو الأقراط، وربما تكون ذهبا خالصا 24 قيراطا أو 21 قيراطا، وهؤلاء هذا العام يحمدن الله أن سعر جرام الذهب قد هبط إلى مستوى غير مسبوق.
وهناك هدايا لم يلتفت إليها كثير من الحجاج، فمن تجرتبي كصاحب مطبعة فإن موسم الحج لم يشهد فيما علمت إقبالا على شراء الكتب، فالكتب كما يعلم الجميع هي غذاء الروح .. والعقل .. وهي أفضل بكثير من الأشياء المادية مهما غلت .. وهي تبقى إذا حوفظ عليها ليستفيد منها أفراد العائلة أو الأعزاء المهدى إليهم أي كتاب.
وبطبيعة الحال لا يتمكن الحجاج إلا القليل منهم، من حمل الكتب ذوات العديد من الأجزاء، لكني أقترح هنا .. عناوين كتب متوفرة في مكتبات مكة والمدينة.
صحيح أن هذه الكتب قد تكون موجودة في بلد الحاج لكن العالم الإسلامي الواسع العريض يمتاز بتعدد شخصيات ونفسيات كل قطر من أقطاره، فالكتب التي تطبع في مشرق العالم العربي قد لا تكون متوفرة في مغربه والعكس صحيح.
من أحسن الكتب عن الحج كتاب القرى لقاصدي أم القرى .. لمحب الدين الطبري، وكتاب في منزل الوحي لمحمد حسين هيكل رحمه الله، وكتاب هداية السالك إلى فقه المناسك لابن جماعة. إضافة إلى كتب أخرى ممتازة تصلح أن تكون هدية لمن يعزون على الحاج لكن السؤال هو: هل يتنبه الحاج لهذه الناحية أم أنهم يفضلون الهدايا المادية بغض النظر عن قيمتها.

السطر الأخير:
أن الهدايا على قدر مهديها.