موظفو وزارة الصحة في الحج

منصور الطبيقي

موسم حج هذا العام كان استثنائيا بكافة المقاييس، بحادثة تدافع منى التي توفي فيها مجموعة من الحجاج وتعرض آخرون لإصابات اسأل الله أن يحتسبهم من الشهداء ويصبر ذويهم ويشفي المصابين، كان حجا استثنائيا أيضا بارتفاع درجة الحرارة والرطوبة التي زادت من مشقة الحجاج وجميع العاملين في كافة المواقع في المشاعر المقدسة، لذلك كان من الضروري الإشادة بجهود جميع موظفي الدولة مدنيين وعسكريين الذي كلفوا بالعمل في حج هذا العام لأنهم واجهوا ظروفا استثنائية وتعاملوا معها بمهنية واقتدار، ومع يقيننا التام أنه لا يوجد عمل أو مجهود بشري يصل لمرحلة الكمال وأن الأخطاء واردة الحدوث في أي مكان وتحت أي من الظروف وأن هناك عوامل خارجية قد تؤثر على روعة العمل حتى مع اتخاذ أفضل الإجراءات الاحترازية، لكن الحذق والفطن هو من يتعلم منها ويعالج المسببات والأخطاء والأخطار، هذا ما أوضحته القيادة الحكيمة للمملكة في أكثر من مناسبة. في المقابل نجد أن جميع الأصوات المعادية التي تقلل من جهود المملكة ومواطنيها الذين ينظمون المنسك العظيم لملايين المسلمين في بقعة صغيرة وفي أيام معدودة وفي ظروف مناخية قاسية لن تنال من معنوياتنا المرتفعة ومن فخرنا وإصرارنا لتقديم المزيد لخدمة حجاج بيت الله الحرام وتجويد الخدمات في المستقبل والتعلم من الدروس المستفادة من حج هذا العام،
وإزاء ما رأيته بعيني وشهادات من كلف من زملائنا موظفي وزارة الصحة في حج هذا العام من صعوبات جمة ومشقة عالية واجهوها وتفانيهم العالي وجهودهم الاستثنائية في علاج وتضميد جراح الحجاج عموما وفي كارثة التدافع خصوصا والتنسيق المتقن لنقل المصابين، فإن الدافع لموظفي وزارة الصحة للتكليف في مواسم الحج والأعياد هو إيمانهم بالعمل الإنساني الكبير الذي يقومون به والرجاء في مثوبة الله ورضوانه وخدمة لوطنهم العظيم الذي قدم لهم الكثير، فلهم منا كل الشكر والتقدير والعرفان أطباء وصيادلة وممرضين وأخصائيين وإداريين وفنيين في كافة التخصصات.