باقون رغما عنهم!

منصور الطبيقي

قد يستطيع الصهاينة الجبناء الاعتداء على المصلين وتلويث تراب المسجد الأقصى الطاهر وتدنيسه بأحذيتهم العفنة ولكن سيبقى محفوظا بحفظ الله وببركة من صلى وركع وسجد وسبح فيه من أنبياء الله ورسله وفي مقدمتهم حبيب الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وستذهب نجاسة المحتلين حجارة الأرض المباركة التي يرميها عليهم أبناء بيت المقدس الشجعان ودماؤهم الطاهرة الزكية التي تسيل دفاعا عن أرض وعرض وأمة مكسورة وسيبقون على هذه الأرض العظيمة رغما عنهم وانتظارا لنصر الله ووعده الحق لعباده المظلومين الصابرين المحتسبين المنصورين بحول الله وقوته.
وقد يستطيع الحوثيون الأوغاد ومن حالفهم وداهنهم من المرتزقة قتل الأبرياء الضعفاء وتمزيق أجساد الأطفال بصواريخهم القذرة التي تتساقط على تعز الباسلة وقطع المياه والغذاء عنهم، لكن تظل رحمات الله تتغشاهم وتنزل بينهم السكينة وسيظلون صامدين مدافعين وباقين على أرضهم الجميلة رغما عنهم وبمساندة إخوتهم الأوفياء وفي مقدمتهم أبناء المملكة والخليج الأبطال والجيش اليمني الشرعي، فتعز الطيبة بجنانها الخضراء وزهورها والفل والرياحين والكادي تعرفهم جيدا ولا تعرف القتلة الغرباء الممولين من أعداء الأمة.
يستطيع الروس توجيه أسلحتهم المتطورة والمحرمة دوليا على المقاومين لهولاكو العصر وجنوده في حلب وإدلب وحمص، ويستطيع الإيرانيون المحتلون لهذه الأرض العربية تجييش جنودهم للزحف على المدن السورية وإهلاك الحرث والنسل، ويستطيع الإرهابيون الدواعش المجانين استباحة الدماء والأعراض والممتلكات وتشريد الملايين في جميع أصقاع الأرض باتساق وتبادل للأدوار مع حلفائهم في النظام السوري والإيراني، ولكن سيظل السوري العربي الشهم صامدا ومقاوما ومدافعا عن ما تبقى من شام حزين وسيثخن جراح أعداء الأمة قتلا لجنرالاتهم وأوباشهم وصعاليكهم انتقاما لشرف الأمة وإحياء لروح الفداء والنضال ضد المحتلين فشواهد التاريخ أن النصر دوما حليف صاحب الأرض والحق.
ومهما ارتفعت أبواق أعلامهم المأجورة ودعاياتهم المضللة المدفوعة حول حقوق الإنسان في المملكة عندما تطبق حدود الشرع على الخارجين على النظام والقوانين المخلين بأمن واستقرار الوطن ومحاولتهم تأليب المنخدعين والسفهاء، في الوقت الذي يتناسون ويغضون الطرف فيه عن جرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة وجرائم الكراهية الممنهجة التي تتم هناك، والقتلى والمصابون والمشردون بالملايين في حروبهم التي افتعلوها في المنطقة بأدواتهم ودماهم الكريهة التي يحركونها ويتحكمون فيها بأجهزتهم كيفما يشاؤون، سنظل باقين على عهدنا وولائنا لقادتنا محكمين لشرعنا فخورين بمواطنينا معتزين بأرضنا وثقافتنا وحضارتنا ناصرين لإخوتنا ولأمتنا العربية رغما عنهم!