جمس «عكاظ» المترصد!

خلف الحربي

تعودت في هذه الجريدة أنني كلما كتبت مقالا عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يأتي الزميل محمد الأحيدب في اليوم التالي مباشرة لينشر مقالا يرد فيه على ما كتبت وكأنه مكلف بهذه المهمة فقط دون غيرها. على أية حال أنا أرى بأن هذا من حقه وأحترم وجهة نظره وأسأل الله له الأجر والثواب على هذا التتبع الاحتسابي، لذلك فإنني دائما لا أكلف نفسي بالرد على ما يكتبه ردا على ما كتبت، ولكنه في المقالة التي نشرها قبل بضعة أيام تعقيبا على ما نشرته هنا بخصوص حادثة سحب أحد أعضاء الهيئة لممثل مغمور (من تلابيبه) أمام الناس رغم عدم مقاومته، قفز فوق الحدث قفزة تستحق التأمل والتفكير في أحوال بعض كتاب الرأي في صحافتنا.
فقد كتب الأحيدب مؤكدا أن منتقدي الهيئة من الصحفيين يصفقون إذا قام شرطي أمريكي ببطح مجرم على الأرض وضربه!، واسترسل في وصف الشرطيات الأمريكيات المسترجلات الخاليات من الأنوثة (ظنا منه أنه بهذا الوصف سوف يجرح مشاعر الولايات المتحدة!)، وأنا بصراحة لا أعرف من هم هؤلاء الصحفيون السعوديون الذين يصفقون ويهللون لعنف الشرطة الأمريكية، ولا أذكر أنني قرأت مقالا بهذا المعنى في صحافتنا المحلية، ولكن لنفترض جدلا أن كلامه صحيح وأن زملاءه الصحفيين - وأنا أولهم - نهلل ونكبر و(نطق أصبع) كلما قام شرطي أمريكي ببطح مدني أمريكي لم يقاومه، ولكن السؤال ليس هنا ولا يتعلق بنا نحن معشر الصحفيين السعوديين على الإطلاق، بل السؤال هو: (هل يوجد صحفي أمريكي مثل الأحيدب يبرر العنف ضد المدنيين في بلاده؟)، وهل يمكن أن يقبل القارئ الأمريكي وجود كاتب مثل الأحيدب في صحافته يشجع موظفي الأجهزة الرسمية على بطح المواطنين وضربهم دون مبرر؟!.. لو كان كتاب الصحف الأمريكية الكبرى يبررون ضرب مواطنيهم بهذه الطريقة ويطاردون مقالات زملائهم الذين يرفضون العنف، لما أصبحت الولايات المتحدة قوة عظمى، ولما وصلت مركباتها الفضائية إلى سطح المريخ، ولما أنتجت مصانعها (الجموس) التي نذر الزميل الأحيدب نفسه للدفاع عن أخطائها!.
**
منذ أكثر من 8 سنوات وأنا أتلقى رسائل من سكان أحياء مختلفة في جدة، يحذرون فيها من خطر انتشار الجرذان وتكاثرها وخصوصا على الشواطئ، وبالطبع لا أحد يستجيب لهذه النداءات وكأنهم ينتظرون حدوث كارثة صحية للتحرك بعد فوات الأوان.. وهكذا يمكن أن يزيد الأمر عن حده فيصبح الجرذان هم الأغلبية ونصبح نحن الطارئون.