الروائي مانكل.. رحيل مناصر القضايا الإنسانية
الخميس / 23 / محرم / 1437 هـ الخميس 05 نوفمبر 2015 19:30
قراءة: سعيد بوكرامي
رحل الروائي والمسرحي هنينغ مانكل (1948-2015) بعد صراع مرير مع مرض السرطان، وعلى إثر رحيل هذا الكاتب الإنسان المناصر للقضايا الإنسانية نقدم للقارئ عرضا لسيرته الذاتية التي صدرت منذ شهور، حيث تمكنت الأديبة والصحفية الدنماركية كيرستن ياكوبسن من رصد جوانب مهمة وخفية من حياة الكاتب السويدي هنينغ مانكل، الذي يعد ظاهرة أدبية وثقافية. جاء الكتاب نتيجة مرافقة دامت سنة كاملة وبعنوان معبر: مانكل (بواسطة) مانكل ،كتاب مثير للجدل ويخلخل الكثير من الآراء المسبقة.
يعتبر مانكل من المؤلفين الغزيرين فله عدد هائل من الكتب، روايات موجهة للكبار وبعضها موجه للشباب، أغلبها في جنس الرواية البوليسية، وهو أيضا مؤلف نصوص مسرحية ومخرج لها، مدير المسرح المحترف الوحيد في الموزامبيق (مسرح أفينيدا) المتواجد في مابوتو، مانكل حقيقة (أكثر شهرة) من بطل رواياته البوليسية المفتش كورت فلاندر. كما أنه ملاحظ حاد وناقد لا يهادن في عصرنا هذا، مخترع مذهل للحكايات. مانكل أيضا المناضل السياسي الإنساني الذي شارك في سفينة الحرية لنصرة أطفال غزة وتعرض للاعتقال من طرف الجنود الإسرائيليين وكتب عن ذلك يوميات هي اليوم أفضل شهادة عن الظلم الذي طالما تعرض له الفلسطينيون. يجرؤ مانكل أيضا على نقد أوروبا التي لم يعد يعتبر عصبها برلين أو لندن أو باريس، ولكن جزيرة لامبيدوزا الصغيرة المتواجدة جنوب صقلية، التي يصلها المهاجرون غرقى أو على قوارب مهترئة من أفريقيا. أصبح مانكل الأديب الوحيد في العالم الذي يسخر ثروته الكبيرة من أجل الأطفال المحرومين والأيتام في أفريقيا.
كتاب كريستين ياكوبسن يقوم بجولة كاملة حول هذا المبدع الخارق. جولة تكشف أسرارا حميمية في حياة مانكل الجريئة والمحفوفة بالمخاطر. حينما يصاب بحمى الإبداع ويسعى إلى الاستشفاء منها بالكتابة والمزيد من الكتابة، كذلك يفعل مع القضايا الإنسانية التي يرى أن مساهمته في نصرتها ضرورة حتمية ومسألة حياة أو موت. فإنقاذ أطفال من المرض والجوع بالنسبة إليه أهم من حياة الرفاهية والثراء التي قد ينعم بها في السويد أو في مكان آخر من العالم. لهذا تجده مستعدا وفي حالة استنفار دائم لتلبية نداءات المنظمات الإنسانية.
هينينغ مانكل الرجل الذي يضع قدما في الثلوج السويدية، وقدما أخرى في الرمال الأفريقية ويكتب عنهما بحب وهوس.
كان مشروع الكتاب في الأول أن ترافقه في رحلاته حول العالم (نيودلهي، دافوس، جايبور...)، لملاحظته، والاستماع إليه خلال ندواته الكثيرة، لكن سرعان ما تحولت المرافقة إلى حوارات شبه يومية تحدث خلالها مانكل عن طفولته في نورلاند، حيث سهر والده على رعاية ثلاثة أطفال بعدما تخلت عنهم أمهم. وتحدث أيضا عن فترته الفرنسية في عام 1968، وزواجه من ابنة المخرج السينمائي برغمان وأطفاله. تحدث أيضا عن اختياراته الأدبية الموزعة ما بين روايات بوليسية وإبداعات أدبية وجمالية صرفة عن تحدياته لمرض السرطان ومقاومته لأشكال الظلم والتمييز في العالم. كما تحدت عن أصدقائه المفضلين وعلى رأسهم زوجته ايفا بيرغمان، وأيضا كينيث برانا، ديزموند توتو، مايكل أونداتجي وغيرهم.
يعتبر مانكل من المؤلفين الغزيرين فله عدد هائل من الكتب، روايات موجهة للكبار وبعضها موجه للشباب، أغلبها في جنس الرواية البوليسية، وهو أيضا مؤلف نصوص مسرحية ومخرج لها، مدير المسرح المحترف الوحيد في الموزامبيق (مسرح أفينيدا) المتواجد في مابوتو، مانكل حقيقة (أكثر شهرة) من بطل رواياته البوليسية المفتش كورت فلاندر. كما أنه ملاحظ حاد وناقد لا يهادن في عصرنا هذا، مخترع مذهل للحكايات. مانكل أيضا المناضل السياسي الإنساني الذي شارك في سفينة الحرية لنصرة أطفال غزة وتعرض للاعتقال من طرف الجنود الإسرائيليين وكتب عن ذلك يوميات هي اليوم أفضل شهادة عن الظلم الذي طالما تعرض له الفلسطينيون. يجرؤ مانكل أيضا على نقد أوروبا التي لم يعد يعتبر عصبها برلين أو لندن أو باريس، ولكن جزيرة لامبيدوزا الصغيرة المتواجدة جنوب صقلية، التي يصلها المهاجرون غرقى أو على قوارب مهترئة من أفريقيا. أصبح مانكل الأديب الوحيد في العالم الذي يسخر ثروته الكبيرة من أجل الأطفال المحرومين والأيتام في أفريقيا.
كتاب كريستين ياكوبسن يقوم بجولة كاملة حول هذا المبدع الخارق. جولة تكشف أسرارا حميمية في حياة مانكل الجريئة والمحفوفة بالمخاطر. حينما يصاب بحمى الإبداع ويسعى إلى الاستشفاء منها بالكتابة والمزيد من الكتابة، كذلك يفعل مع القضايا الإنسانية التي يرى أن مساهمته في نصرتها ضرورة حتمية ومسألة حياة أو موت. فإنقاذ أطفال من المرض والجوع بالنسبة إليه أهم من حياة الرفاهية والثراء التي قد ينعم بها في السويد أو في مكان آخر من العالم. لهذا تجده مستعدا وفي حالة استنفار دائم لتلبية نداءات المنظمات الإنسانية.
هينينغ مانكل الرجل الذي يضع قدما في الثلوج السويدية، وقدما أخرى في الرمال الأفريقية ويكتب عنهما بحب وهوس.
كان مشروع الكتاب في الأول أن ترافقه في رحلاته حول العالم (نيودلهي، دافوس، جايبور...)، لملاحظته، والاستماع إليه خلال ندواته الكثيرة، لكن سرعان ما تحولت المرافقة إلى حوارات شبه يومية تحدث خلالها مانكل عن طفولته في نورلاند، حيث سهر والده على رعاية ثلاثة أطفال بعدما تخلت عنهم أمهم. وتحدث أيضا عن فترته الفرنسية في عام 1968، وزواجه من ابنة المخرج السينمائي برغمان وأطفاله. تحدث أيضا عن اختياراته الأدبية الموزعة ما بين روايات بوليسية وإبداعات أدبية وجمالية صرفة عن تحدياته لمرض السرطان ومقاومته لأشكال الظلم والتمييز في العالم. كما تحدت عن أصدقائه المفضلين وعلى رأسهم زوجته ايفا بيرغمان، وأيضا كينيث برانا، ديزموند توتو، مايكل أونداتجي وغيرهم.