«نبراس» كل مواطن

حمود أبو طالب

منذ مرحلة «لا للمخدرات» و«وطن بلا مخدرات» ونحن نغرق تدريجيا في مشكلة خطيرة استطاعت التفوق علينا واستدرجت أعدادا كبيرة من شبابنا لتحولهم إلى هياكل محطمة. الأساليب التي كنا نستخدمها وما زال بعضها قيد الاستخدام بدائية وإنشائية، كثفنا محاصرة المخدرات في المنافذ لكنها استمرت في التسلل بكميات مرعبة لا تستطيع إدخالها سوى عصابات دولية منظمة لها فروعها في الداخل، وقد اعتدنا على سماع تنفيذ حكم القتل بالمهربين لكننا نادرا ما نسمع عن القبض على زعيم أحد العصابات المحلية التي تمول وتستقبل وتوزع ما يجلبه المهربون، هؤلاء هم الشر المستطير الذين لو فصلنا رأس أحدهم عن جسده لارتعدت فرائص الصغار وعرفوا أن الوصول إليهم أسهل.
عموما، هناك خبران جيدان هذا الأسبوع بشأن المخدرات، أولهما إعلان المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية عن انخفاض جرائم تهريب المخدرات خلال العام الماضي، وأرجع ذلك إلى وعي المواطنين بأضرار المخدرات ويقظة رجال الأمن وتنفيذ الأحكام الشرعية وتكثيف العمل الأمني على الحدود، ولكن مع هذا الانخفاض فإن كمية المخدرات التي تم ضبطها كانت كافية لمليوني مدمن، وبالتأكيد فإن ما تم النجاح في تهريبه أكثر من تلك الكمية كما هو معروف في كل دول العالم، ولربما تكون الأوضاع المشددة على الحدود هي السبب الرئيسي الذي أتاح انخفاض التهريب أكثر من أي سبب آخر.
الخبر الجيد الآخر هو بداية الحملة الإعلامية لبرنامج المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس» الذي يبدو أنه يستند إلى منطق علمي وعملي بديلا عن الاجتهادات السابقة التي لم تحقق نتيجة. المشروع يتضمن ثمانية برامج مهمة هي: برنامج الأسرة والطفل، برنامج البيئة التعليمية، برنامج الإعلام والإعلام الجديد، برنامج نجوم نبراس، شبكة المعلوماتية العالمية، مركز الاستشارات، برنامج الأبحاث، برنامج المرصد السعودي. هذا البرنامج الذي تتبناه المديرية العامة لمكافحة المخدرات واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات يحتاج أن يكون مشروع كل مواطن ويتطلب دعمه بكل ما يكفل نجاحه، كما يحتاج إلى التعريف به بصورة موسعة في كل مدينة وقرية وموقع في أنحاء المملكة لأننا وصلنا إلى مرحلة مخيفة من انتشار المخدرات بين الشباب من الجنسين، بل حتى الأطفال لم يسلموا من شرها، والذين يعتقدون أن في الأمر مبالغة ننصحهم بالاستفسار من المسؤولين في مستشفيات الأمل التي لا تصلها سوى نسبة قليلة من الضحايا.