تحليل أحداث المنطقة..؟!
السبت / 09 / صفر / 1437 هـ السبت 21 نوفمبر 2015 19:52
صدقة يحي فاضل
عندما يمسك أحد المختصين المهنيين قلمه ليكتب تحليلا سياسيا لوضع سياسي معين، في مكان وزمن معينين، في عالمنا العربي، أو يتأهب للحديث عن ذلك الوضع، سرعان ما يستحضر ذهنه الوضع السياسي العام بالمنطقة العربية ككل، وما تتسم به هذه المنطقة حاليا من خصائص سياسية وحضارية... جعلتها أكثر مناطق العالم سخونة واضطرابا، وعدم استقرار. فمن الصعب (مثلا) عزل ما يجري في كل من: العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن ومصر وليبيا والصومال، وغيرها، عن ما تنفرد به هذه المنطقة من خصائص، وما تحفل به من حراك دولي، ومن أفعال قوى إقليمية ودولية، وغير دولية، متنافرة، ومتضاربة، وما يوجه نحو أغلب بلاد المنطقة من سياسات، وخطط، و«مؤامرات»، ومناورات، وأهداف (يشار إليها بـ «المصالح»). وقد يكون ذلك صحيحا بالنسبة لمناطق العالم الأخرى، ولكنه أكثر تواجدا وصحة في منطقتنا العربية.
ولفهم «الوضع السياسي العام» للمنطقة، لا بد من فهم واستيعاب عدة مفاهيم ونظريات وأطر علمية سياسية، أرى أن أهمها: النظام العالمي الراهن، سياسات القطب أمريكا نحو المنطقة، سياسات الكيان الصهيوني، الاستعمار الجديد، التيارات الإسلاموية المختلفة، الطائفية، المذهبية، إضافة إلى دراسة أنواع الحكومات وأبرز خصائص ونتائج النوع السائد بالمنطقة. وأيضا سياسات القوى الإقليمية غير العربية (وبخاصة تركيا وإيران) وسياسات القوى العالمية الكبرى (الاتحاد الأوروبي، روسيا، الصين، الهند) تجاه المنطقة.
****
لو حاولنا فهم وتحليل الوضع السياسي الراهن في اليمن (مثلا) فإن تحليلنا لن يكتمل، أو يكون سليما، ما لم تستحضر كل أو معظم العوامل المؤثرة المذكورة هنا. صحيح، أن المشكل الأساسي يمني... ولكن الأصح أنه إضافة إلى معاناة اليمن – كغيرها من البلاد العربية – من : الإسلاموية والطائفية والمذهبية والقبلية والاستبداد السياسي، فإن اليمن لا شك يعاني ويتأثر أيضا – وبالتلازم مع ذلك – بـ «العوامل الخارجية»، المتمثلة في: معطيات النظام العالمي السائد الآن، وسياسات أمريكا نحو المنطقة، وسياسات تركيا وإيران والكيان الصهيوني، والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، إذ تنعكس سياسات وتحركات هذه الأطراف (بشكل أو آخر) على أغلب ما يجري باليمن وغيرها حاليا، وبشكل مباشر أو غير مباشر.
«العوامل الداخلية» و«العوامل الخارجية» المعروفة هي، إذن، التي تقف – بعد إرادة الله – وراء معظم ما يجري (سياسيا) في اليمن، وغيره، وفى غالبية الدول العربية. ولا بد من تكرار التأكيد على ضرورة تسليط الضوء على هذه العوامل (وتأثيراتها المختلفة) على الأحداث السياسية الهامة بهذه المنطقة، عند محاولة فهم هذه الوقائع، فهما موضوعيا كاملا ومتكاملا.
ولا بد من التذكير هنا بأن «العوامل الداخلية» هي الأقوى تأثيرا، والأكثر وقعا وتمكنا وتمكينا، بل إن كثيرا من «العوامل الخارجية» ما كان لها أن توجد، أو أن يكون لها أي تأثير يذكر، لو لم تكن هناك عوامل داخلية تساعدها على التواجد والتأثير، وتمهد لها طريق التدخل (بشقيه الحميد والخبيث وغير الحميد). ومن أوضح الأمثلة التي تؤكد هذه الحقيقة السياسية العتيدة هي: أن استشراء الطائفية المنفلتة، والمذهبية الإقصائية داخليا يقود – بالضرورة – لضعف الجبهة الداخلية للبلاد المعنية، وجعلها بيئة متاحة للتدخلات الخارجية، المغرضة غالبا. لذلك، يجب لوم الذات أولا، قبل لوم الآخرين، على أغلب جراح المنطقة.
للتواصل أرسل sms إلى 88548
الاتصالات ،636250 موبايلي، 738303
زين تبدأ بالرمز 121 مسافة ثم الرسالة
ولفهم «الوضع السياسي العام» للمنطقة، لا بد من فهم واستيعاب عدة مفاهيم ونظريات وأطر علمية سياسية، أرى أن أهمها: النظام العالمي الراهن، سياسات القطب أمريكا نحو المنطقة، سياسات الكيان الصهيوني، الاستعمار الجديد، التيارات الإسلاموية المختلفة، الطائفية، المذهبية، إضافة إلى دراسة أنواع الحكومات وأبرز خصائص ونتائج النوع السائد بالمنطقة. وأيضا سياسات القوى الإقليمية غير العربية (وبخاصة تركيا وإيران) وسياسات القوى العالمية الكبرى (الاتحاد الأوروبي، روسيا، الصين، الهند) تجاه المنطقة.
****
لو حاولنا فهم وتحليل الوضع السياسي الراهن في اليمن (مثلا) فإن تحليلنا لن يكتمل، أو يكون سليما، ما لم تستحضر كل أو معظم العوامل المؤثرة المذكورة هنا. صحيح، أن المشكل الأساسي يمني... ولكن الأصح أنه إضافة إلى معاناة اليمن – كغيرها من البلاد العربية – من : الإسلاموية والطائفية والمذهبية والقبلية والاستبداد السياسي، فإن اليمن لا شك يعاني ويتأثر أيضا – وبالتلازم مع ذلك – بـ «العوامل الخارجية»، المتمثلة في: معطيات النظام العالمي السائد الآن، وسياسات أمريكا نحو المنطقة، وسياسات تركيا وإيران والكيان الصهيوني، والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، إذ تنعكس سياسات وتحركات هذه الأطراف (بشكل أو آخر) على أغلب ما يجري باليمن وغيرها حاليا، وبشكل مباشر أو غير مباشر.
«العوامل الداخلية» و«العوامل الخارجية» المعروفة هي، إذن، التي تقف – بعد إرادة الله – وراء معظم ما يجري (سياسيا) في اليمن، وغيره، وفى غالبية الدول العربية. ولا بد من تكرار التأكيد على ضرورة تسليط الضوء على هذه العوامل (وتأثيراتها المختلفة) على الأحداث السياسية الهامة بهذه المنطقة، عند محاولة فهم هذه الوقائع، فهما موضوعيا كاملا ومتكاملا.
ولا بد من التذكير هنا بأن «العوامل الداخلية» هي الأقوى تأثيرا، والأكثر وقعا وتمكنا وتمكينا، بل إن كثيرا من «العوامل الخارجية» ما كان لها أن توجد، أو أن يكون لها أي تأثير يذكر، لو لم تكن هناك عوامل داخلية تساعدها على التواجد والتأثير، وتمهد لها طريق التدخل (بشقيه الحميد والخبيث وغير الحميد). ومن أوضح الأمثلة التي تؤكد هذه الحقيقة السياسية العتيدة هي: أن استشراء الطائفية المنفلتة، والمذهبية الإقصائية داخليا يقود – بالضرورة – لضعف الجبهة الداخلية للبلاد المعنية، وجعلها بيئة متاحة للتدخلات الخارجية، المغرضة غالبا. لذلك، يجب لوم الذات أولا، قبل لوم الآخرين، على أغلب جراح المنطقة.
للتواصل أرسل sms إلى 88548
الاتصالات ،636250 موبايلي، 738303
زين تبدأ بالرمز 121 مسافة ثم الرسالة