ضخامة التحديات

ليس هنالك رأيان أن القمة الخليجية التي تنطلق اليوم في بيت العرب بالرياض، تنعقد في ظروف صعبة جدا تمر بها المنطقة، من حيث ضخامة التحديات الداخلية الخليجية، وقوة التهديدات الخارجية التي تواجهها المنطقة الخليجية والأمة العربية. ودول الخليج التي كانت -ولاتزال وستظل- متماسكة وقوية، ستكون حريصة على دعم وتعزيز العمل الخليجي المشترك والسعي الحثيث للجم الإرهاب بكافة ألوانه، ومنع التدخلات الإيرانية في الشأن الخليجي وإعطاء دفعة للشرعية اليمنية وقوات التحالف لإنهاء انقلاب الحوثي والمخلوع صالح.
ومن المؤكد أن قادة دول مجلس التعاون، يعون تماما أن هناك قضايا إستراتيجية لا تحتمل التأجيل، خاصة فيما يتعلق بتقوية التعاون الإستراتيجي في الجوانب الأمنية والعسكرية، والانتقال من صيغة التعاون إلى مرحلة الاتحاد الخليجي، الذي أصبح ضرورة إستراتيجية قصوى.
ساعة الحسم قد دقت، والجميع مطالب بأن يكون بمستوى هذه التحديات، وأن يكون منسجما مع تطلعات الشعوب الخليجية التواقة إلى العزم والحزم وإحلال السلام والأمن في المنطقة، وقطع دابر الإرهاب والفكر الطائفي القميء. إن الشعوب الخليجية تتطلع إلى قمة الرياض، لتكون إضافة لبنة في صرح الإنجازات والإسهامات وكافة المجالات، بما يعزز مسيرة العمل الخليجي المشترك التي أنجزها قادة دول المجلس، على مدى عقود، ببالغ الرعاية والعمل المتواصل تحقيقا لتطلعات شعوب دول الخليج واتخاذ القرارات الحاسمة للحيلولة دون توسيع الأزمات في المنطقة والحفاظ على مكتسبات الأمة.