من يعتني بالمعتني بالمريض
الخميس / 28 / صفر / 1437 هـ الخميس 10 ديسمبر 2015 19:58
محمد حسن أبوداود
منطقيا ومهما طال الزمان يحتاج الإنسان قبل موته وخاصة المعمرين بمن يعتني بهم. ولا يغتر بطول العيش إنسان، فتلك الفترة هي الأصعب. والانتكاس حاصل بعد عمر طويل. وهي إن قارنتها بفترات الحياة المختلفة تعتبر بعد السنين الأولى عند الولادة من الحياة الأصعب للحاجة لعناية شخص آخر . ليس لأي سبب مادي ولكن لأن الإنسان لديه كرامة عالية ولا يريد معروفا من أحد، ولا يريد الاعتماد على الغير . وتتعقد العلاقة بين المقدم للعناية والمستفيد منها. والمهم عندي هو هل مجتمعنا المشكل من تناقضات في العلاقات الإنسانية والانشغال التام والرفاهية الحياتية يعتني بمقدم العناية. وأكرر مقدم العناية وليس مستلمها.
ولا نريد مجتمعا كلما قدم فيه شخص عملا نبيلا، أو قدم خدمة للغير أراد الشكر والثناء؛ لأن هذا معناه أن المجتمع فقد مبادئه الأساسية من إغاثة الملهوف والإحسان ومن عدم توقع المردود المادي في كل شيء. لكن هنالك نواحي مهمة يجب أن تراعي مقدم الخدمة. فمثلا لا يمكن أن تحبس -كما يفعل البعض - ممرضة في غرفة إضاءتها خافتة لعشرين ساعة ولفترات طويلة مع المريض من دون فترات استراحة، ومن دون تغيير في المكان والسماح لها أو له بالخروج والتفسح وليومين على الأقل في الأسبوع. أما أن تواصل العناية طوال أيام الأسبوع السبعة، وأربع عشرين ساعة يوميا فهذا جرم يعاقب عليه القانون. والأسوأ من ذلك موضوع نوم المعتني في نفس الغرفة، ويوقظ أو يستيقظ متى ما استيقظ المريض ووقت احتياجه أو قلقه وعدم نومه. أو أن يكون المريض يصدر أصواتا مزعجة طوال الوقت أو أن تصدر من أجهزة العناية أصوات مستمرة لا تدع المعتني يأخذ قسطا من الراحة.
والأسوأ في هذه الظروف أن يأتي أهل المريض كزيارات الرؤساء لحرس الشرف لدقائق ومرور الكرام ويُصدرون أوامر إلى المعتني.، من دون أي تقدير لما يفعله هؤلاء. ولا يعتنون بهم ولا يسمعون لهم. وهنا المصيبة المخفية وهي أن المعتني يحتاج كذلك إلى عناية فائقة، كما يحتاج المريض. ولهذا من المهم أن يتناوب على المريض عدة ممرضين أو معتنين. وأحيانا تشاهد أهم عقل أو شخص متميز في مكان أو عائلة ما ولا تعتني هذه العائلات بهؤلاء. بينما لو اعتنوا بهم لزاد مصدر دخلهم وتحسن حالهم. بل العكس تجد أن الأذكياء يحاربون بسبب الغيرة والحسد والكيد، والأفضل أن يعتني هؤلاء ببعضهم البعض حتى يحسنوا من وضعهم. والحالات النفسية للمعتني هي بنفس الأهمية لنفسية المريض. ولا يهتم بها معظم أفراد المجتمع، فياليت هنالك محاولة محترفة من متخصصين لنشر الوعي عن هذا الموضوع. وربما لو أسست جمعية خيرية متخصصة له. وأنا أفكر فقط، أما التنفيذ فعليكم فلا تطلبوا مني تأسيسها؛ لأن الذي فيني يكفيني. وهنالك المؤسسة الوطنية الخيرية للعناية الصحية المنزلية الناجحة بجهود سيدات فاضلات وربما تكون هذه أقرب لنشاط هذه الجمعية فيمكن أن تكون تحت مظلتها.
ولا نريد مجتمعا كلما قدم فيه شخص عملا نبيلا، أو قدم خدمة للغير أراد الشكر والثناء؛ لأن هذا معناه أن المجتمع فقد مبادئه الأساسية من إغاثة الملهوف والإحسان ومن عدم توقع المردود المادي في كل شيء. لكن هنالك نواحي مهمة يجب أن تراعي مقدم الخدمة. فمثلا لا يمكن أن تحبس -كما يفعل البعض - ممرضة في غرفة إضاءتها خافتة لعشرين ساعة ولفترات طويلة مع المريض من دون فترات استراحة، ومن دون تغيير في المكان والسماح لها أو له بالخروج والتفسح وليومين على الأقل في الأسبوع. أما أن تواصل العناية طوال أيام الأسبوع السبعة، وأربع عشرين ساعة يوميا فهذا جرم يعاقب عليه القانون. والأسوأ من ذلك موضوع نوم المعتني في نفس الغرفة، ويوقظ أو يستيقظ متى ما استيقظ المريض ووقت احتياجه أو قلقه وعدم نومه. أو أن يكون المريض يصدر أصواتا مزعجة طوال الوقت أو أن تصدر من أجهزة العناية أصوات مستمرة لا تدع المعتني يأخذ قسطا من الراحة.
والأسوأ في هذه الظروف أن يأتي أهل المريض كزيارات الرؤساء لحرس الشرف لدقائق ومرور الكرام ويُصدرون أوامر إلى المعتني.، من دون أي تقدير لما يفعله هؤلاء. ولا يعتنون بهم ولا يسمعون لهم. وهنا المصيبة المخفية وهي أن المعتني يحتاج كذلك إلى عناية فائقة، كما يحتاج المريض. ولهذا من المهم أن يتناوب على المريض عدة ممرضين أو معتنين. وأحيانا تشاهد أهم عقل أو شخص متميز في مكان أو عائلة ما ولا تعتني هذه العائلات بهؤلاء. بينما لو اعتنوا بهم لزاد مصدر دخلهم وتحسن حالهم. بل العكس تجد أن الأذكياء يحاربون بسبب الغيرة والحسد والكيد، والأفضل أن يعتني هؤلاء ببعضهم البعض حتى يحسنوا من وضعهم. والحالات النفسية للمعتني هي بنفس الأهمية لنفسية المريض. ولا يهتم بها معظم أفراد المجتمع، فياليت هنالك محاولة محترفة من متخصصين لنشر الوعي عن هذا الموضوع. وربما لو أسست جمعية خيرية متخصصة له. وأنا أفكر فقط، أما التنفيذ فعليكم فلا تطلبوا مني تأسيسها؛ لأن الذي فيني يكفيني. وهنالك المؤسسة الوطنية الخيرية للعناية الصحية المنزلية الناجحة بجهود سيدات فاضلات وربما تكون هذه أقرب لنشاط هذه الجمعية فيمكن أن تكون تحت مظلتها.