الغضب الساطع
الخميس / 28 / صفر / 1437 هـ الخميس 10 ديسمبر 2015 19:58
عبدالقوي المنصري
حمل خالد أحلامه وفرحته الغامرة، وتوجه إلى حفل عرسه المرتقب، وبينما هو يقلب في محطات الراديو، صرخت فيروز مهددة «الغضب الساطع آت. آت آت». وما هو إلا قليل حتى اصطدم بسيارة أتت من المجهول لتضفي قليلا من النكهة الحارة لأحداث يومه الحافل. خرج حينها من سيارته، ووجهه قد احمر كثمرة طماطم ناضجة، وبدأ في إلقاء سلسلة من الشتائم لم يتوقع يوما أنه يستطيع التلفظ بها.
تتباين ردود الفعل عند الغضب، فالبعض كخالد يندفع دون تفكير، وآخر يكتم مشاعره مما يجعله معرضا للاكتئاب والإحساس بالاضطهاد، والقليل فقط يحلل الأمور بروية ويتصرف بردة فعل مناسبة للموقف، أو ما يسمى ردة الفعل البناءة، ففي لحظات الغضب يزيد إفراز الأدرينالين، فتتسارع دقات القلب ويرتفع ضغط الدم، أما العضلات فتتقلص استعدادا للاشتباك اليدوي المرتقب. وحينها يتمتع العقل بإجازة إجبارية ربما تطول.
تختبئ الأميجدالا (Amygdala) في الجزء الأسفل من وسط الدماغ، وهي المسؤولة عن العواطف التي تنتابنا كالغضب مثلا، تنتقل هذه المشاعر إلى مقدمة الدماغ التي لا تبعد سوى سنتمترات قليلة، ويعد هذا الجزء من قشرة المخ منطقة التحكم الرئيسية في جسم الإنسان، فهي تدير عمليات التحكم وردات الفعل المبنية على المنطق وحساب العواقب المترتبة عليها. لذلك فالتوقف للحظات (Pause) بعد الغضب يسمح لنا بالتفكير بوضوح.
إذن كيف يمكننا ضبط مشاعرنا في لحظة الغضب الأولى؟ للأسف الشديد أننا لا نملك زرا لإعادة ضبط الجهاز، لذلك كل ما يمكننا فعله أن نأخذ نفسا عميقا، أو نتوضأ، أو نعد للعشرة (رغم أن بعض الحالات تستدعي أن نعد للمليون)، أو كما قال رسول الله «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس».
عاد خالد إلى سيارته وعبدالمجيد عبدالله يهمس بهدوء «منت رايق، وفيك شي ومتضايق». وأغمض عينيه قليلا، لكن مشاعر الغضب لا تزال ترتسم على وجه العريس في أحلى ليالي العمر.
«أول الغضب جنون، وآخره ندم» بومارشيه.
تتباين ردود الفعل عند الغضب، فالبعض كخالد يندفع دون تفكير، وآخر يكتم مشاعره مما يجعله معرضا للاكتئاب والإحساس بالاضطهاد، والقليل فقط يحلل الأمور بروية ويتصرف بردة فعل مناسبة للموقف، أو ما يسمى ردة الفعل البناءة، ففي لحظات الغضب يزيد إفراز الأدرينالين، فتتسارع دقات القلب ويرتفع ضغط الدم، أما العضلات فتتقلص استعدادا للاشتباك اليدوي المرتقب. وحينها يتمتع العقل بإجازة إجبارية ربما تطول.
تختبئ الأميجدالا (Amygdala) في الجزء الأسفل من وسط الدماغ، وهي المسؤولة عن العواطف التي تنتابنا كالغضب مثلا، تنتقل هذه المشاعر إلى مقدمة الدماغ التي لا تبعد سوى سنتمترات قليلة، ويعد هذا الجزء من قشرة المخ منطقة التحكم الرئيسية في جسم الإنسان، فهي تدير عمليات التحكم وردات الفعل المبنية على المنطق وحساب العواقب المترتبة عليها. لذلك فالتوقف للحظات (Pause) بعد الغضب يسمح لنا بالتفكير بوضوح.
إذن كيف يمكننا ضبط مشاعرنا في لحظة الغضب الأولى؟ للأسف الشديد أننا لا نملك زرا لإعادة ضبط الجهاز، لذلك كل ما يمكننا فعله أن نأخذ نفسا عميقا، أو نتوضأ، أو نعد للعشرة (رغم أن بعض الحالات تستدعي أن نعد للمليون)، أو كما قال رسول الله «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس».
عاد خالد إلى سيارته وعبدالمجيد عبدالله يهمس بهدوء «منت رايق، وفيك شي ومتضايق». وأغمض عينيه قليلا، لكن مشاعر الغضب لا تزال ترتسم على وجه العريس في أحلى ليالي العمر.
«أول الغضب جنون، وآخره ندم» بومارشيه.