الذئاب تهاجم «لندن»

التاريخ يعيد نفسه بعد 86 عاماً

الذئاب تهاجم «لندن»

تقرير: خالد الجارالله

قصص الأساطير -وإن لم تكتمل- تبقى جميلة وأخاذة بخيالها الفسيح وتفاصيلها الغنية بالأناقة، إذ إنها عادة ما تخطف النظر وتدهش البصر وتثير حراكا قويا لدى خاصة الإعلام وعامة الجماهير، فما يتمرد على النسق المألوف ويأتي على غير موعد يسرق الاهتمام ويثير الإعجاب، كما هو الحال الذي يفعله حصان البريمرليغ الأزرق «ليستر سيتي»، فما كان يخيل لأي من خبراء الكرة وهوامير المراهنات أن يصبح النادي المغمور رقما صعبا يراهن عليه في تحقيق الدوري الأقوى على مستوى الأرض، في وقت توارت فيه عراقة كبار فرق إنجلترا أمام طموحاته الكبيرة فخضعت له صاغرة في موسم يبدو استثنائيا.
ومن يقلب في سيرة الفريق الإنجليزي الطموح، يدرك جيدا أن التاريخ يستعيد نفسه بعد 86 عاما لسيناريو مشابه حينما كاد أن يفوز بلقب الدروي الإنجليزي عام 1929 لكنه احتل المركز الثاني بتعثره في الأمتار الأخيرة خلف فريق شيفيلد وينزداي بفارق نقطة واحدة فقط.
لكنه في المقابل، امتلك خبرة عريقة ومن الأسماء التي قد تعول عليه في أن يظفر باللقب لأول مرة في تاريخه، سيما أن سجله خاويا من هذا اللقب لكنه حصد لقبا مهما وضعه بطلا لدوري الدرجة الثانية بواقع 7 مرات عبر تاريخه.
ويبدو أن الأزرق قد يكون حاضرا الموسم المقبل في دوري الابطال الأوروبي باحتلاله أيا من المراكز الثلاثة الأولى سيما أنه يحظى بأسماء باتت بارزة وحديثا للإعلام في مقدمتها فاردي ومحرز.
كثيرة هي الشواهد على أن الصدفة والحظ لم يكونا واردين في محيط هذه اللعبة، بل إن القتالية والروح طوعتها الموهبة حتى ولد الانتصار تلو الآخر، فتعاظمت منظومة كتيبة الذئاب الزرقاء وباتت فصيلا قادرا على مهاجمة الكبار.
حكاية ليستر تشبه كثيرا تلك الحكاية التي أكملها الفتح السعودي في دورينا قبل 3 مواسم، كما هي قصة منتخب اليونان المتواضع في بطولة أوروبا قبل قرابة العقد مع فارق الإمكانات وقوة المنافستين وشعبيتهما، لكن التقاطع ما بين الحكايات الثلاث، أن اليأس مفردة لا حضور لها في قواميس الكرة، فما نراه غريبا يوما ما قد يصبح واقعا مثيرا للنقاش.
أمام هذه الدراما التي حاكها بجلاء مهندس الفريق المخضرم كلاوديو رانييري، فإن بطلين آخرين يجيرهما على نحو خاص الألق الذي بدا عليه، هما مهاجميه جيمي فاردي ورياض محرز اللذين توهج نجميهما بشكل كبير فخطفا الأضواء، وأعاده إلى الواجهة رغم أنه كان على عتبة الهبوط الموسم الماضي، فضربا وأوجعا بنتائج سيسجلها التاريخ في ذاكرة لا تنسى.


إنجازات نادي ليستر سيتي:


الدوري الإنجليزي: وصيف موسم 1928-1929
كأس الاتحاد الإنجليزي: وصيف أعوام 1949، 1961، 1963، 1969
كأس رابطة المحترفين: (3 مرات): 1964، 1997، 2000
درع المجتمع الخيرية: (مرة واحدة): 1971