عاصفة الحزم نواة لمشروع وحدة كبرى

إيران استغلت «فلسطين» لتوجيه البنادق إلى الخليج.. الرميحي لـ«عكاظ»:

عاصفة الحزم نواة لمشروع وحدة كبرى

علي الرباعي (الدوحة)

اعتبر المفكر الكويتي وأستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور محمد الرميحي أن استغلال العسكر في دول الانقلابات العربية أعاق بناء الدولة العربية بمفهومها المدني، مشيرا إلى أن هؤلاء العسكر في دول الطوق الفلسطيني استغلوا شعار استرداد فلسطين أسوأ استغلال كما تفعل إيران الآن التي أسست ميليشيات لتحرير فلسطين وحرب إسرائيل -كما تدعي- واتضح أنها بنادق موجهة نحو من تعتقد إيران أنهم أعداؤها في الخليج والعالم العربي.
ورأى أن العالم العربي في مرحلة انتقالية صعبة ونحتاج إلى قيادة موحدة ومشاريع واضحة المعالم من أجل النهوض، لافتا إلى أن عاصفة الحزم نواة لمشروع وحدة كبرى نحن في أمس الحاجة إليها، والاتحاد الإسلامي ضد الإرهاب خطوة موفقة إلى الأمام ومازلنا بحاجة إلى أكثر من اتحاد وتحالف لنواجه هذا المشروع. وأضاف إن المشاريع ليست بالحروب والسلاح كون البندقية تحتاج إلى فكر ودستور ومشاركة شعبية واحترام آراء النخب التي تحلم وتريد الوحدة العربية والاتحاد الإسلامي، مؤكدا أن دول الخليج مؤهلة للاتحاد ماليا وعسكريا ولو على دفعتين أو مرحلتين كأن تبدأ المملكة والبحرين والإمارات ثم تلتحق بها بقية الدول.
وحول التدخلات الإيرانية المفضوحة في المنطقة، أوضح الرميحي أن هناك من يغازل إيران وهناك من يجاملها وهناك من يخافها، وإيران ترى نفسها دولة حضارية قوية ومتماسكة وتصفنا بالأعراب لا بالعرب، وأذكر البعض من المجاملين بأننا نحن الكويتيين جاملنا صدام حسين كثيرا فأمسينا كويتيين وأصبحنا عراقيين. وحول تهمة الإرهاب التي تلازم العرب والمسلمين، بين الرميحي أن الإرهاب قلب المعادلة وجعلنا في أعين الآخرين شر أمة أخرجت للناس، موضحا أن الفكر الإرهابي لم يولد فجأة، فهناك تغذية راجعة، وهناك صراعات وتصفية حسابات، وهناك تهميش لشباب لم يجد نفسه في وطنه من خلال العمل الإيجابي ففضل الرحيل إلى بؤر الصراع والتوتر، وكل هذا يجعلنا نعيد حساباتنا في كل شيء. واعتبر أن فشل بعض الدول العربية في إرساء الدولة الحديثة يعود إلى أن كل المشاريع العربية التي حاولت بناء الدولة كانت مستوردة ولم تتخلق في بيئتنا بل جلبناها وعملنا على تجميلها واعتنينا بالشكل بعيدا عن المضامين الحضارية، وألغينا فكرة الشراكة إذ لا يمكن لأي مشروع أو دولة تريد شرعية وشعبية وطنية إلا من خلال عنايتها بشعبها واحترامها حقوق الإنسان وتفعيل المشاركة الشعبية والمواطنة.