عندما يُعين الوزير

عبدالعزيز محمد النهاري

عند تعيين أي وزير جديد خصوصا في الوزارات الخدمية، يبدأ الإعلام ومعه وسائل التواصل في بث وعرض الكثير من مطالب المواطنين للوزير الجديد، ولأنني لم أتتبع أو أرصد تلك المطالب على مدار السنوات السابقة، التي تظهر مع الإعفاء للوزير الذي يأخذ صفة «سابق» والجديد الذي لا أدري إن كان يتابع ما تم بثه على لسان وأقلام الجمهور ويضعه في أولوياته، أو أنه يعتبر ذلك «كلام جرائد»، لم أتتبع نوعية تلك الطلبات وما إذا كانت جديدة أو هي متكررة تظهر دائما مع تعيين الوزير الجديد بشكل منتظم، حتى وإن مكث الوزير السابق في منصبه أعواما، أو شهورا قلائل قبل أن يحول عليه الحول، ويأخذني انطباع أشكك في صحته كواحد من هواة قراءة الصحف ومتابعة بعض وسائل الإعلام، أن ما يطلبه الناس مع كل تعيين، يدل على أن الوزير السابق لم يعمل ولم ينجز خلال فترة «توزره»، خصوصا أولئك الذين تغيرت ملامحهم بحكم عوامل التعرية التي لا يمكن تفاديها مع البقاء على كرسي الوزارة لأكثر من فترة وزارية وهي المحددة بأربع سنوات. هؤلاء الخبراء في شؤون وزارتهم، لا يمكن أن نتهمهم بعدم الإنجاز، لأن عجلة التنمية لا تتوقف، والزمن لا يرحم، والرقابة لا تغفو، والأقلام والألسن لا تصمت، صحيح أن هناك عقبات ومعوقات قد تظهر هنا وهناك، لكن المحصلة النهائية أن هناك إنجازا تعكسه الحقائق والأرقام والشواهد التي نراها دائما، فبلادنا اليوم غيرها قبل خمس سنوات بمراحل عديدة وفي أوجه متنوعة، فما بالكم بوضعنا قبل عشر أو عشرين سنة، ولأننا شعب نشأ وهو يرى ويعيش التغيرات التنموية التي تعودنا عليها، فأي مطالبات نبثها مع تغير الوزراء تدل على أننا أمة طموحة، ولابد أن يكون كل وزير فيما يخصه على مستوى هذه الطموحات التي عُين من أجل تحقيقها والعمل على ترجمتها إلى واقع ملموس وليس وعودا لا تتحقق أو يصعب تحقيقها.
بقي أن أطالب كل وزير ومعه مجلس الشورى باستحداث وحدة تقوم برصد وتصفية وتبويب وتصنيف كل ما يكتب أو يقال أو يبث، والأخذ بالجيد منه، فليس كل ما نقرأ أو نسمع أو نشاهد «كلام فاضي».