دلوعة جدة !

ياسر أحمدي

ظهر بعد أمطار جدة في الثلاثاء الشهير، صنف لعوب من بعوضة الضنك، اطلق عليه بعض السكان اسم «الدلوعة»، لأن هذه الحشرة اللامعة اللاذعة تتغذى على دماء الناس وتشرب الماء الحلو، وتسكن في افخم العمارات والفلل والفنادق والحدائق.
البعوضة الدلوعة تختار مسكنها بمزاجها، شمال جدة او جنوبها أو في عمق المطار بعد ان اختارت الهجرة الطوعية من الحاويات التي تعرضت الى اكبر حملة جماعية مهاجرة في العصر الحديث! لعل ذلك سبب كاف لتعاطف عمال المبيدات الحشرية مع دلوعتهم، إذ تركوها على «حل شعرها» تتسكع في كل مكان، ومن حي الى حي، ومن مطعم إلى اخر دون أن يسألها أب او أم: كنتي فين؟!
إن أمانة جدة وبلدياتها، وقد تركت تلك البعوضة تسرح وتمرح، تجاوزت امانة التكليف حين خفضت لها جناح الذل واكتفت بالإنشاد لها : يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت رب المنزل!
بعوضة جدة لا تلسع لكنها تدغدغ والناس تحتاج دغدغة بدلا من العبوس في الشوارع، والدلوعة ترقص كالفراشة، وتتمايل كعروس، ويحق لها أن تحظى بالرعاية من قبل الأمانة، فتأمل رعاك الله ان دلوعة جدة باتت تشكل مع الذبابة ثنائية، اكثر اشراقا يعني «ضنك ودوسنتاريا»!.

ysahmedy@gmail.com