في «بيضاء مكة ».. أبناء البادية جاهزون للعمل
نتائج تجربة خبير أمريكي خلال 6 أعوام
الثلاثاء / 25 / ربيع الأول / 1437 هـ الثلاثاء 05 يناير 2016 20:23
عبدالرحمن باوزير (البيضاء)
على بعد 35 كيلومترا من العاصمة المقدسة، وباتجاه الصحراء الحجازية، يقع مركز البيضاء التابع لمحافظة بحرة جنوب جدة، حيث الصحراء تظهر بكل تجلياتها القاسية، يعمل فريق من المهندسين والخبراء في وسط الصحراء لتطوير وادي البيضاء وقراه، حتى إن مبنى حديثا يقع في جنبات الوادي ويعد مركزا حكوميا لخدمة السكان المحليين والمشروعات الضخمة والكبيرة.
إمارة منطقة مكة المكرمة، رتبت لجولة على الوادي ومركز البيضاء بالتحديد، للوقوف على تفاصيل المشروعات الطموحة والكبيرة والتي تركزت في الإسكان وتنمية المكان تنمية مستدامة وصناعة اقتصاد قوي لأبناء الوادي الذين يعملون سابقا في رعي الأغنام والاحتطاب، إذ أكد مسؤولون في المشروع خلال لقاء تعريفي أن إيجاد الوسائل الكافية لتنمية السكان المحليين، وتحقيق الاستدامة والحد من الهجرة، أهم أهداف المشروع الذي انطلق من فكرة تبنتها الأميرة هيفاء الفيصل وحرم الأمير تركي الفيصل ودعمها أمير المنطقة مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل.
السكان المحليون متفائلون بالمشروع، إذ يرى حجاج الجحدلي أن المشروع سيوفر لهم مياه السيول وسيخلق اقتصادا متينا لأبناء عمومته وللبادية في الوادي، ويشير بيده إلى منزل حديث وسط الصحراء، ويقول «نعمل على بناء مثل هذه المنازل ليسكن أبناء القرية ويتحولوا من الخيام و «الصنادق» إلى هذا النموذج».
حجاج واحد من 65 عاملا من أبناء القرية يعمدون إلى البناء كحرفة اكتسبوها منذ أربعة أعوام، ويقول إنه قبل المشروع كان يعمل على الاحتطاب وبيعه في المدن الكبرى، بيد أن وزارة الزراعة بدأت تضيق الخناق على المحتطبين، إضافة إلى أن المحتطبين أنفسهم حولوا الأرض إلى صحراء قاحلة خالية من الحطب كما يعتقد.
نيل ستاكمان خبير في مجال تنمية المناطق الريفية قدم من الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2009 إلى الوادي لتنفيذ مشروع التطوير، أكد خلال اللقاء التعريفي أن فرصة تطوير وادي البيضاء كبيرة جدا، مشيرا إلى أن ظروف السكان المحليين صعبة، وأن أرضهم لا تمتلك موارد طبيعية، «الأرض عبارة عن جبال وتراب، لا ثروات معدنية فيها، والموارد البشرية ليست مدربة وغير منتشر فيها التعليم».
وقال ستاكمان بلكنة بدوية (مشهورة عند بادية الحجاز) إن لديهم مشاريع لتطوير الاقتصاد المحلي، وإنهم سيحاولون تحويل السيول من خطورة إلى فرصة للاستفادة، وذلك عن طريق بناء سدود حجرية تقلل من كمية عبور المياه، «يمكن الاستفادة من مياه السيول في الغطاء النباتي وزراعة محصولات زراعية».
وأوضح أن مركز البيضاء يضم 14 قرية، وأن البطالة كانت منتشرة عند الشباب إذ تصل إلى 95 في المئة، مشيرا إلى أنهم يعملون على تدريب الشباب، «نحن ندرب الآن 20 من السكان المحليين على البناء ويعمل 65 منهم في البناء وهم مدربون».
وأشار إلى عمل فريقه مع نساء البادية في الحرف اليدوية، واستطاعوا إنتاج أعمال وصفها بـ «الجميلة والإبداعية»، مؤكدا في الوقت ذاته أن سيدة سعودية تشرف على إنتاج «نساء الوادي»، وأن «التجارب أثبتت أن البدو جاهزون للعمل».
وبين المدير الفني للمشاريع الهندسية المهندس محمد برهان أن وادي البيضاء يقع على مساحة 114 كيلومترا مربعا، وسط تعداد سكاني يصل إلى أربعة آلاف، مؤكدا في الوقت ذاته الحفاظ على خصوصية البادية وعادات أهل الوادي في حال اكتمل المشروع، «المشروع لا يلغي الهوية». في المقابل، يشتكي سكان القرى من غياب شبكة الاتصالات عن الوادي ما يجعله معزولا تماما عن العالم الخارجي، إذ تصل شبكة الاتصالات في أماكن محدودة في أطراف الوادي، بيد أن «الإنترنت» غائبة تماما، لكن الحياة العامة في الوادي لا تجعل الأمر ذا أهمية كما يقول شاب في الـ18 من عمره.
الكهرباء أيضا لا تعرف طريقا للمنازل العشوائية التي تبنى عادة من صفائح حديدية وتسمى محليا بـ «الصندقة»، إضافة إلى أن البدو يجعلون من الخيمة مسكنا لهم، على الرغم من أن في بداية الوادي يوجد إسكان الأمير سلطان بن عبدالعزيز ضم عددا من سكان الوادي، وبجانبه مدرسة لأطفالهم.
الحرص على التعليم بدا واضحا خلال إجابات الآباء في الوادي، بيد أن كثيرا من شباب البيضاء لم يكملوا المرحلة الخامسة الابتدائية، وانخرطوا في الرعي والاحتطاب في وقت مبكر، ويحلم خالد (شاب من البيضاء) أن يجمع المال من خلال عمله في البناء التابع لمشروع تنمية قريته ليتزوج بإحدى الآنسات في الوادي.
إمارة منطقة مكة المكرمة، رتبت لجولة على الوادي ومركز البيضاء بالتحديد، للوقوف على تفاصيل المشروعات الطموحة والكبيرة والتي تركزت في الإسكان وتنمية المكان تنمية مستدامة وصناعة اقتصاد قوي لأبناء الوادي الذين يعملون سابقا في رعي الأغنام والاحتطاب، إذ أكد مسؤولون في المشروع خلال لقاء تعريفي أن إيجاد الوسائل الكافية لتنمية السكان المحليين، وتحقيق الاستدامة والحد من الهجرة، أهم أهداف المشروع الذي انطلق من فكرة تبنتها الأميرة هيفاء الفيصل وحرم الأمير تركي الفيصل ودعمها أمير المنطقة مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل.
السكان المحليون متفائلون بالمشروع، إذ يرى حجاج الجحدلي أن المشروع سيوفر لهم مياه السيول وسيخلق اقتصادا متينا لأبناء عمومته وللبادية في الوادي، ويشير بيده إلى منزل حديث وسط الصحراء، ويقول «نعمل على بناء مثل هذه المنازل ليسكن أبناء القرية ويتحولوا من الخيام و «الصنادق» إلى هذا النموذج».
حجاج واحد من 65 عاملا من أبناء القرية يعمدون إلى البناء كحرفة اكتسبوها منذ أربعة أعوام، ويقول إنه قبل المشروع كان يعمل على الاحتطاب وبيعه في المدن الكبرى، بيد أن وزارة الزراعة بدأت تضيق الخناق على المحتطبين، إضافة إلى أن المحتطبين أنفسهم حولوا الأرض إلى صحراء قاحلة خالية من الحطب كما يعتقد.
نيل ستاكمان خبير في مجال تنمية المناطق الريفية قدم من الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2009 إلى الوادي لتنفيذ مشروع التطوير، أكد خلال اللقاء التعريفي أن فرصة تطوير وادي البيضاء كبيرة جدا، مشيرا إلى أن ظروف السكان المحليين صعبة، وأن أرضهم لا تمتلك موارد طبيعية، «الأرض عبارة عن جبال وتراب، لا ثروات معدنية فيها، والموارد البشرية ليست مدربة وغير منتشر فيها التعليم».
وقال ستاكمان بلكنة بدوية (مشهورة عند بادية الحجاز) إن لديهم مشاريع لتطوير الاقتصاد المحلي، وإنهم سيحاولون تحويل السيول من خطورة إلى فرصة للاستفادة، وذلك عن طريق بناء سدود حجرية تقلل من كمية عبور المياه، «يمكن الاستفادة من مياه السيول في الغطاء النباتي وزراعة محصولات زراعية».
وأوضح أن مركز البيضاء يضم 14 قرية، وأن البطالة كانت منتشرة عند الشباب إذ تصل إلى 95 في المئة، مشيرا إلى أنهم يعملون على تدريب الشباب، «نحن ندرب الآن 20 من السكان المحليين على البناء ويعمل 65 منهم في البناء وهم مدربون».
وأشار إلى عمل فريقه مع نساء البادية في الحرف اليدوية، واستطاعوا إنتاج أعمال وصفها بـ «الجميلة والإبداعية»، مؤكدا في الوقت ذاته أن سيدة سعودية تشرف على إنتاج «نساء الوادي»، وأن «التجارب أثبتت أن البدو جاهزون للعمل».
وبين المدير الفني للمشاريع الهندسية المهندس محمد برهان أن وادي البيضاء يقع على مساحة 114 كيلومترا مربعا، وسط تعداد سكاني يصل إلى أربعة آلاف، مؤكدا في الوقت ذاته الحفاظ على خصوصية البادية وعادات أهل الوادي في حال اكتمل المشروع، «المشروع لا يلغي الهوية». في المقابل، يشتكي سكان القرى من غياب شبكة الاتصالات عن الوادي ما يجعله معزولا تماما عن العالم الخارجي، إذ تصل شبكة الاتصالات في أماكن محدودة في أطراف الوادي، بيد أن «الإنترنت» غائبة تماما، لكن الحياة العامة في الوادي لا تجعل الأمر ذا أهمية كما يقول شاب في الـ18 من عمره.
الكهرباء أيضا لا تعرف طريقا للمنازل العشوائية التي تبنى عادة من صفائح حديدية وتسمى محليا بـ «الصندقة»، إضافة إلى أن البدو يجعلون من الخيمة مسكنا لهم، على الرغم من أن في بداية الوادي يوجد إسكان الأمير سلطان بن عبدالعزيز ضم عددا من سكان الوادي، وبجانبه مدرسة لأطفالهم.
الحرص على التعليم بدا واضحا خلال إجابات الآباء في الوادي، بيد أن كثيرا من شباب البيضاء لم يكملوا المرحلة الخامسة الابتدائية، وانخرطوا في الرعي والاحتطاب في وقت مبكر، ويحلم خالد (شاب من البيضاء) أن يجمع المال من خلال عمله في البناء التابع لمشروع تنمية قريته ليتزوج بإحدى الآنسات في الوادي.