..ويعيدون مهنة البناء لـ «السعوديين»

..ويعيدون مهنة البناء لـ «السعوديين»

عبدالرحمن باوزير (البيضاء)

يقف خميس الجحدلي مسن في الخمسينيات في عمره، رغم أنه لا يحب الإفصاح عن عمره، أمام ضيوف الوادي، ليقول إنه برفقة ثلاثة من أبناء عمومته وجيرانه، كانوا أول عمال بناء عملوا في إنشاء السدود، مشيرا بيده اليمنى إلى شاب كان يجلس آخر القاعة ليقول إن اسمه خالد العدواني وكان معنا قبل ستة أعوام، «كان وقتها مراهقا لكنه جاد في العمل».
حجاج الجحدلي يشير إلى شقيقه، ليوضح أنه برفقة أخويه يعملون في البناء بعد أن تركوا الاحتطاب، ليظهر مسن من السكان المحليين ويضيف «بعت غنمي لأتفرغ للعمل في البناء، إنه بناء للقرية ولأحفادنا»، وقال إنه عمل في البناء، بيد أن فشلا كلويا أصابه، ما جعل عمله محصورا في «تحضير العمال يوميا عند الفجر في ورقة الحضور والانصراف».
يعود حجاج ليؤكد أن العمل وفر له دخلا مادياً ثابتاً، إذ يوفر لهم رسم خطة اقتصادية لبيته الصغير الذي يضم زوجته وطفليه وبنته، لافتاً إلى أن الرواتب تعد مجزية مقارنة بعمله السابق، بيد أنه لا يحب الافصاح عنها، «نتقاضى مبالغ مجزية».
يقول حجاج إنه يعمل في البناء وبدأ يكتسب خبرة جيدة، حتى أنه يفكر في الانتقال لمشروع مشابه في وادٍ آخر بعد الانتهاء، مقللا من خطورة عمله الذي يعتمد على الأثقال والحجار، «لا توجد خطورة، العمل يمتد لـ8 ساعات فقط، وهذا جيد بالنسبة لي».
وفي الجانب المقابل لمبنى مركز البيضاء الحكومي، يقع منزل وكأنه «نموذج» لبقية المنازل في المشروع، ويؤكد المستشار الفني أن المنزل بني بسواعد سعودية خالصة، فيما يظهر في المنزل الاعتناء بالمساحات الخارجية على حساب مساحات الغرف وحجمها، ويعلل المسؤول عن ذلك بأنهم تعمدوا ذلك لإعطاء المستفيد الراغب في التوسعة مستقبلا خيارات كثيرة.
ويجانب المنزل تعمل آلة حفر على قواعد بناء تبدو قد أنجزت، فيما يحاذي الطريق المعبد، مجرى للسيول شبيه بمجرى السيول في الأحياء الجنوبية من مدينة جدة، ويبدي السكان المحليون راحتهم التامة في العيش في الوادي، بقولهم: «نحن اعتدنا على الوادي وصحرائه المعقدة».
ويحاول المهندسون الاعتماد على طرق المشاة، نظرا لاعتماد الأهالي على السير في تنقلاتهم في جنبات الصحراء، إذ يقطع السكان المحليون أمتارا طويلة يومية بمعدلات مرتفعة، كما يلاحظ الزائر للوادي قلة السيارات وشبه انعدام للحديث منها.
ويهتم الوادي بالرعي، إذ يلفت الزائر أسراب متقاطرة من الجمال، و الغنم، خصوصا وأن مسعود بن معتوق، يقول إن الوادي أشبع مطرا في هذا العام، ما يفسر انتشار النباتات في صخور الوادي ورماله.