رئيس من ورق !

علي مكي

لا أحد لا يعرف مرتضى منصور، فكما قال عنه الإعلامي المصري الكبير باسم يوسف إنه يكفي أن تضع اسم مرتضى في محرك البحث (قوقل) حتى تجد عشرات النتائج كلها تبدأ بــ "مرتضى منصور يشتم ... يسب .... ينهر" وهكذا دواليك، لذا لم يكن غريباً على الرياضي المصري أن يهاجم النادي الأهلي السعودي ويثير الفتنة بين رئيسيه السابق والحالي. كل هذا لم ينتزع عجبي أو استغرابي، مقدار ما أثارته جملة وردت عابرة في حديثه الفضائي جعلت الأسئلة الخجولة تخرج من مرقدها وترقص بنشاط.. يقول مرتضى منصور إنه اتصل برئيس النادي الأهلي الأخ مساعد الزويهري يطلب صرف دفعة متأخرة من مستحقات بيع عقد اللاعب محمد عبدالشافي، فأخبره الزويهري بأن التوقيع بيد نائب الرئيس عبدالله بترجي وهو، أي البترجي، مسافر حالياً".. (انتهى).
كلام الزويهري إذا صحّ، إما أنه أراد أن يكسب الوقت أمام طالب حق بتأخير الدفعة إلى حين توفرها فاخترع حكاية عدم صلاحيته في تسيير أمور كرة القدم وتوقيع الشيكات والأوراق والمعاملات المالية، هذا احتمال واضح وراجح وإن كنت أستبعده لأن النادي الأهلي ظل على مدار تاريخه الطويل نادياً مثالياً راقياً صادقاً في كل تعاملاته مع الذين في داخله والذين في خارجه أيضاً أفراداً ومؤسسات.
أو إما أن الزويهري بلا صلاحيات فعلا داخل النادي الأهلي وأنه لا يهش ولا ينش في قراراته وأنه مجرد رئيس صوريّ أو على الأدق رئيس من ورق وعلى الورق فقط. الغريب أن هذه الأزمات المالية في تأخير مبلغ نادي الزمالك وفي عدم حسم ملفات تجديد عقود النجوم في الأهلي مثل أسامة هوساوي ووليد باخشوين تأتي في وجود رئيس يحمل الكاش وقادر على حل كل هذه الأمور بجرة قلم فلماذا لا يفعل؟ ولماذا ينتظر عودة البترجي من السفر؟ والسؤال الأهم، بناء على نظرية الاحتمال الثانية، من هو الذي يدير النادي الأهلي؟
مشكلة الأهلي في بعض كتابه خاصة (أحدهم) ذلك الذي يستفز ويسخر من الاتحاد والاتحاديين.. السخرية والشماتة أعرف أنها كانت تمارس ضد النادي الأهلي وربما إلى الآن، لكن هذا لا يبيح لنا أن نرد بالمثل، بل يجب علينا أن نتبنى أخلاقيات الرياضة وفروسيتها النبيلة نفرح لانتصار من نحب ونواسي من لا نحب، فإذا هزمنا الاتحاد اليوم سيهزمنا غداً.. هذه هي كرة القدم مسابقة لنشر السلام والمحبة فكل قصص التنافس تنتهي مع صافرة الحكم، لتبدأ بعدها صافرة الحياة!.