حراسة سعودية على مقار «خارج الخدمة»

المملكة لم تلتفت لغوغائية «الباسيج» وتصرفت بمسؤولية

حراسة سعودية على مقار «خارج الخدمة»

عبدالله آل هتيلة (الرياض)

رغم مغادرة كامل أفراد البعثة الدبلوماسية الإيرانية في الرياض وجدة، عائدين إلى بلادهم، بعد اتخاذ المملكة قرارا بطردها، على خلفية الاعتداءات وعمليات السلب والنهب والرجم بالزجاجات الحارقة، التي تعرضت لها سفارة المملكة في طهران والقنصلية في مشهد، على مرأى ومسمع من أجهزة الأمن الإيرانية، إلا أن السلطات الأمنية في المملكة شددت الحراسات على مقري السفارة الإيرانية في الرياض والقنصلية في جدة، رغم خلوهما من أي تواجد دبلوماسي، بهدف المحافظة على محتوياتها. ويدعم هذه الإجراءات الأمنية موقف المواطن السعودي الذي تعامل مع التصرفات الإيرانية السافرة بمسؤولية، مكتفيا بتأييده لكل القرارات التي اتخذتها القيادة السعودية، التي جاء في مقدمتها قطع العلاقات مع إيران، وتجلى ذلك في مغادرة بعثة الملالي إلى طهران بهدوء يعكس سياسة المملكة الرزينة، وأخلاقيات الشعب السعودي النبيل، في عدم مقابلة الإساءة بمثلها.
في المقابل شاهد العالم بالصور عملية تسليم الأجهزة الأمنية في طهران ومشهد، لمقر السفارة والقنصلية إلى مواطنين إيرانيين، وكيف شارك الحرس الثوري الذي يتبع المرشد الأعلى في عملية الاقتحام، رغم أن السلطات الإيرانية تدرك أن النتائج ستكون تعريض حياة أفراد البعثة السعودية للخطر ومحتوياتها للنهب، وهو المشهد الذي أثار حفيظة شعوب العالم، فنددت واستنكرت هذه التصرفات الإجرامية، التي تعكس أخلاقيات النظام الإيراني الذي يحمل سجلا حافلا من الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية، يمارسها ببلطجة للتعبير عن معارضته لسياسات داخلية، تتخذها بعض الدول لحماية أمنها واستقرار شعوبها.
في كل مرة يكشف النظام الإيراني عن وجهه القبيح، وتصرفاته الغوغائية، وممارساته اللاأخلاقية، وتدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية لدول عربية وإسلامية، ليثبت للعالم أجمع أنه ضد الإسلام والمسلمين، وأن ما يرفعه من شعارات لم تعد تنطلي على الشعوب، وهو ينفذ أجندة خبيثة، هدفها الحقيقي زرع الفتنة، وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. رغم كل هذه الممارسات والتصرفات والحماقات الإيرانية، وعربدتها في سورية واليمن والعراق، لم تنجر دول المنطقة وتحديدا دول مجلس التعاون الخليجي إلى هذا المنزلق الذي لا يليق إلا بإيران، التي تسعى دائما إلى زرع الفوضى والاضطرابات في دول الجوار، لا تفي بوعد، ولا تلتزم بعهد، فتصرفت دول المنطقة بحكمة تكشف للعالم أن إيران تغرد خارج سرب السلام العالمي، وأنه لا يمكن لها أن تكون جزءا من المجتمع الدولي الذي يسعى جاهدا إلى إنقاذ شعوب دول عربية وإسلامية من الحروب الطاحنة.