رعاية «غير لائقة» لمجهولي الأبوين في «ولادة جدة»

جولة مفاجئة لحقوق الإنسان كشفت المستور .. والباحثات : لن نسكت

رعاية «غير لائقة» لمجهولي الأبوين في «ولادة جدة»

زين عنبر (جدة)

أثبتت جولة ميدانية مفاجئة لوفد نسائي من الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، تردي أوضاع استضافة الرضع والأطفال ذوي الظروف الخاصة ــ مجهولي الأبوين ــ في مستشفى العزيزية للولادة بجدة، ليخرج الفريق الزائر المكون من باحثات قانونيات بعدة ملاحظات، سيتم رفعها لجهات الاختصاص لاتخاذ الإجراءات المناسبة لتصحيح الوضع.

وأكدت المسؤولة الإدارية بالجمعية هالة المهدلي في تصريح إلى «عكاظ»، أن الجولة جاءت للتأكد من شكوى، تدعي أن وضع الأطفال مجهولي الأبوين المقيمين بالمستشفى في غير لائق صحيا وإنسانيا، ليتم التأكد من صحة الحالة، مؤكدة توعد الجمعية بعدم السكوت على هذا الوضع غير اللائق.

ووقف الوفد على غرف الأطفال والرضع، حيث لاحظ أنها عنابر ضيقة المساحة، ومكتظة بالأطفال من عمر الشهر حتى العامين ونصف العام، إذ يتواجد أكثر من 8 أطفال، فيما يتوقع أن ينتقل أحدهم إلى أسرة حاضنة قريبا بعد انتهاء الإجراءات الرسمية المتبعة في مثل هذه الحالات.

وتضمنت الباحثات وجود خزانة ملابس واحدة، مكتظة بملابس الأطفال، فيما هناك عشوائية في موقع تقديم الوجبات الغذائية، في الغرفة التي تعاني من سوء التهوية، فيما أجهزة التكييف لا تليق بغرفة العناية بالأطفال والمواليد، حيث إن بها فتحات يمكن أن يتسلل منها الغبار، ليؤثر على صحتهم، بالإضافة إلى استحمام الرضع في المغسلة المخصصة لغسل اليدين.

كما لاحظت المختصات صراخ الأطفال الدائم نتيجة عدم ممارستهم حقهم الطبيعي في اللعب وتفريغ طاقاتهم، بسبب حالة الحظر المفروضة عليهم، والتي تبقيهم داخل الغرفة ومنعهم من مغادرتها، تحت مبرر حمايتهم من العدوى، لقرب غرفتهم من قسم العناية المركزة.

وأكدت الباحثة القانونية جوهرة الغامدي، أن ما تم رصده لا يمت إلى الحقوق التي أوجبها الشرع تجاه هذه الفئة من الأطفال، حيث إن الدين الإسلامي وجه بالاهتمام بالأطفال مجهولي الأبوين، ولا يفرق بين الأطفال، لأن هذه الفئة يجب معاملتها معاملة إنسانية تتمتع بكافة الحقوق، ولا ذنب لهم في ما ارتكبه الأبوان، ومن حقهم العيش في بيئة كريمة يمارسون فيها اللعب والترفيه، بما يساعدهم على النمو بشكل سليم صحيا ونفسيا واجتماعيا.

واعتبرت الباحثة دعد عمران، أن مساحة الغرفة ضيقة جدا، وهو أمر غير لائق إنسانيا في حق الطفولة، لافتة إلى أن توفير بعض اللعب ليلهو بها الأطفال في غرفهم وعلى أسرتهم، لا يمثل أدنى مستويات حقوق الطفل في الترفيه الذي ينعكس على تطوير مهاراته في التواصل مع الآخرين، مبينة أهمية توفر التلفاز الذي يغيب عن الغرفة، بالإضافة لتوفير الطلاء المناسب.



..و 3 أشهر للانتقال للشؤون الاجتماعية



علمت «عكاظ» أن إجراءات انتقال الأطفال «مجهولي الأبوين» لدور الحضانة في الشؤون الاجتماعية تمر بعدد من الإجراءات تتراوح من شهرين إلى ثلاثة أشهر.

وقالت المصادر إنه في حالة توفر أحد الأبوين فتطول مدة إقامة الطفل في المستشفى لتصل إلى السنتين.