الأهلي يحتاج الخسارة!

علي مكي

أحب الكتابة في النهار. الكتابة نور، وأشعة الشمس أقوى مطهر، لذا يجب أن تدخل هذه الشمس إلى النادي الأهلي كي تصفي أجواءه الغامضة وتكشف الحجب عن الفوضى التي تضرب معقلا كبيرا كان حتى وقت قريب سيد الانضباط والالتزام بل إنه (ضحى) بنجوم كبار من أجل أن يبقى النظام سيدا على الجميع.
يوم الاثنين الماضي وللمرة الثانية على التوالي نجا الأهلي، بسوء تقديرات الحكم، من هزيمة مستحقة عندما خدمه الحظ وأشياء أخرى ليتأهل إلى ربع نهائي كأس الملك على حساب ضمك.
حتى الآن، لست مقتنعا بالأسباب المعلنة لاستقالة الكابتن الكبير باسم أبوداوود من منصب المدير التنفيذي لإدارة كرة القدم بالفريق الأول وتركه للأهلي بعد فترة بسيطة من استقالة مروان دفتردار، هناك شيء ما يحدث في الخفاء وهو ما أثر على مستوى الفريق بعد فترة التوقف ومعسكر الإمارات.. هل يعقل أن يظل عمر السومة حرا طليقا طيلة فترة التوقف ولم يكن هناك وقت لزواجه إلا خلال استحقاقات مهمة؟ ثم كيف يمنح مهند عسيري إجازة بسبب حصوله على مولود والفريق أمامه مباراة رسمية على نظام خروج المغلوب وكان الأهلي يومها في طريقه إلى الخروج الكبير لولا راية الأسمري وصافرة العويدان!
الغريب في الأمر، ومع هذا التراجع في المستوى الذي لا يليق بفريق كبير كالأهلي، انتشرت هاشتاقات: (#العاشرة_تقترب)، (#9_دوري)، (#الأهلي_هو_الزعيم) كأنما هذه الهاشتاقات تبرر لأي انتكاسة مقبلة، وفي حين أن من أثاروها في هذا الوقت بالذات أي أولئك الذين كتبوا عن حقيقة بطولات الدوري التسع أو عن زعامة الأهلي لهم مقاصدهم العميقة التي استجاب معها الجمهور كعادته وجعلها شغله الشاغل، في حين ستكون الطامة الكبرى لو استجاب لها الفريق وإدارته لأنها ستفقد الأهلي الدافع والإصرار على بلوغ المجد واستعادته بعد غياب طويل.
أكتب هذا الكلام لأنني أحب الأهلي وأريد أن تكون بطولته داخل الملعب لا خارجه وصنع الفارق والنجاح في منافسة تعتمد على الجهد والبذل والعرق والكفاح والتضحية بحب وإخلاص وليس الكلام والشعارات واتهام الآخرين بحياكة الدسائس ضد الأهلي.
واضح أن الأهلي مقبل على تغييرات إدارية أخرى هدفها سلخ بقايا الجلد القديم حتى إذا تحقق المنجز والحلم المنتظر لن يكون إلا للفاتح الجديد وحاشيته، مع أن هذا الفريق الجميل هو نتاج أجمل سنة للأهلي 2014/2015 ومع ذلك، وعلى الرغم من تحقيق بطولة كأس ولي العهد، انتهت السنة حزينة على ضياع الحلم رغم عدم الخسارة التي ربما أن الأهلي يحتاجها على ما يبدو ليفيق من وهم بطولة (#زيد_الصبر_عندك) والتي أفقدته في النهاية كأس الدوري.
الأسبوع الثالث من فبراير أرجو ألا يكون حزينا بشقيه!