«الدلوعة» دغدغتني

ياسر أحمدي

قبل فترة سأل عن سر غيابي أو تغيبي الأستاذ الكبير قينان الغامدي فبلغه أني في المستشفى أتلقى العلاج من صدمات الحب وعمايله. ولم يمض أسبوعان حتى تلقيت فايروسا ضارا طرحني بالفراش وهرعت (انتبهوا لهرعت متعوب عليها)، لضرب الإبر واحدة تلو الأخرى لخفض الحرارة وكانت النتائج مخيبة للآمال.
يقول المخرج السعودي العالمي محمود صباغ، مباركا لصديق آخر تعرض للمرض نفسه أيضا: «مبروك عليك صار عندك مناعة جدة .. مدينة معجونة بالتلوث»!
تخيلوا، أن أهل جدة يباركون لبعض لمن يتلقى الفايروس، والأمانة «لاحس ولاخبر» ووزارة الصحة «الله وكيلك.. نائمة في العسل»!
كتبت قبل فترة أن بعد أمطار جدة، ظهر صنف لعوب من بعوضة الضنك، أطلق عليه بعض السكان اسم «الدلوعة»، لأن هذه الحشرة اللامعة اللاذعة تتغذى على دماء الناس وتشرب الماء الحلو، وتسكن في أفخم العمارات والفلل والفنادق والحدائق.
خطئي الوحيد في تلك المقالة، عندما قلت:
بعوضة جدة لا تلسع لكنها تدغدغ والناس تحتاج دغدغة بدلا من العبوس في الشوارع، والدلوعة ترقص كالفراشة، وتتمايل كعروس، ويحق لها أن تحظى بالرعاية من قبل الأمانة، فتأمل رعاك الله أن دلوعة جدة، لم تسكت عن «لغوصتي» وتحريضي، وعاقبتني عقابا شديدا إذ جعلتني طريح الفراش أسبوعا - فعلا - دغدغتني كويس - بس أستاهل ليه أتعرض لها، والأمانة صامتة والصحة مطنشة!