كانت ابتسامتها فيها عز

هدى مجركش كوليز

كان رئيس دولتها يزور البلد الذي تعيش فيه كزوجة ديبلوماسي وكانت سعيدة. ذهبت لأرى رئيسي.. لا أنكر غيرتي من تلك العلاقة الرائعة وهذا الإعجاب، سعيدة بلقاء حاكمها في الرياض، شعور لم أعهده من قبل، حرارة لم أعايشها، ابتسامة المنتصر المغرور الرابح.
وأنا كل يوم أمر من مبنى رفع عليه علمي مهجور كئيب كأهله، موحش مرعب كبلدي في الظلام، مات شجره والوحدة قتلته، فيه أنين شعب عانى الأمرين، أسمع فيه بكاء الأطفال، أسمع فيه وجع وطن مكلوم، بناء يختصر وطنا، لابد من أن تقف متأملا خمس سنوات، خيرة شبابنا تشردوا في أصقاع الأرض، ركبوا البحور طلبا للأمان ووجدوا في ملوحة البحر حلاوة النجاة، وجيل صغير يا خوفي من ضياعه، لا يجد ورقة وقلما، جيل لا يحمل شيئا من الطفولة ولا براءتها، عيونه باكية، يحمل قضية أكبر منه بكثير. أحدق في البناء البارد المهجور كحاكمه، أسمع صوت الظلم والسجون والقتل والتنكيل، سمعت قهر الرجال، نحيب النساء، صراخ الأطفال، شيء يشبه يوم الحساب.
بناء اختصر وطنا، بناء اختصر شعبا، بعد أن كتب علينا تعويذة شيطانية؛ «الأسد أو حنحرق البلد»، فاختاروا البلد.

* حرم السفير البريطاني في المملكة.