العراق: نكره أن نقول وداعاً...؟!
السبت / 27 / ربيع الثاني / 1437 هـ السبت 06 فبراير 2016 20:33
صدقة يحي فاضل
من تحليل سلوك قادة أكراد العراق، يتبين أن الهدف الحقيقي الكبير لأولئك القادة هو قطعا الانفصال، والاستقلال... ولا يمنعهم من التصريح بهذه الرغبة -بشكل نهائي- سوى معارضة بعض الدول المجاورة والكبرى لقيام دولة كردية مستقلة. وتظل الولايات المتحدة -عبر تواجدها السياسي والعسكري بالمنطقة- هي الطرف الأكثر تأثيرا على مجريات الأمور والأحداث بالعراق، وعلى الشكل النهائي الذي سيستقر عليه هذا القطر الجريح، وأهم ملامح مستقبله. ويبدو أن أمريكا ستسمح -في المدى القريب- بقيام دولة كردية مستقلة، على كردستان العراق.... ثم تمضي في مباركة تقسيم العراق، ليصبح عبارة -غالبا- عن ثلاث دول... ترتبط اثنتان منها -على الأقل- بالإستراتيجية الأمريكية بالمنطقة. وهذا مما يدعم الهيمنة الأمريكية.
وعندما نتطرق لأغلب ساسة وقادة الجانب الشيعي العراقي، نجد أن أغلب هؤلاء تهيمن إيران على قراراتهم وسياساتهم. وإيران تسعى لفرض هيمنة الفئة الشيعية العراقية على كل العراقيين، أو سلخ الشيعة عن العراق التاريخي، وإقامة دولة طائفية تدور في الفلك الإيراني. فإيران تعارض استقلال الأكراد، ولكنها قد تقبل بتقسيم العراق إذا ضمنت نهائيا ولاء وتبعية الدويلة الشيعية المحتملة. وسياسات وتوجهات كثير من قادة الفئة الشيعية توحى بأن هؤلاء يريدون فرض سيطرتهم على كل العراق. وما دعمهم لما يسمى «قوات الحشد الشعبي» إلا وسيلة رئيسية لتحقيق هذا الهدف، تجاه السنة خاصة.
ويمكن إن نجح الأكراد في مسعاهم العتيد، واستمر أغلب ساسة الشيعة في طائفيتهم، واستمر تنظيم داعش الإرهابي مسيطرا على بعض أجزاء العراق، أن نضطر لنقول، عندئذ، وداعا عراقنا... وغالبا ما سيتحسر العرب على تفتت هذا القطر إلى ثلاث دويلات أو أكثر. فتلك خسارة للأمة العربية، وكسب ثمين لأعدائها. ولكن، وقبل أن نلوم الغرب، وشركاءه، على ذلك، يجب أن نلوم النخب العراقية والعربية... التي لم تعمل، بإخلاص وجد، على توحيد وبناء العراق وفق الأسس السليمة، وانصرفت للصراع على السلطة ومكاسبها الآنية... فسهلت هذا الاغتيال السياسي لواحدة من أكبر وأهم بلاد العرب.
****
وبالنسبة للمملكة العربية السعودية، فإن العراق ليس دولة شقيقة وحسب، بل جار مباشر للمملكة. وتمتد حدود السعودية مع العراق 800 كيلومتر. وبالطبع، فإن تحقق الأمن الوطني المناسب للمملكة لا يقتصر على داخل حدودها، بل يمتد نطاقه ليشمل كل المنطقة بصفة عامة، ودول الجوار المباشر (الأردن، العراق، دول الخليج العربية، اليمن) على وجه الخصوص، واهتمامنا بأمننا يتطلب أيضا اهتمامنا بأمن واستقرار المنطقة ككل، ودول الجوار بصفة خاصة. وبالمثل، فإن أمن واستقرار المملكة يهم -أو يجب أن يهم- هذه الدول بخاصة. فما يمس المملكة أمنيا يمس هذه الدول، وما يمس هذه الدول يمس المملكة غالبا. تلك هي حقيقة إستراتيجية لا يمكن تجاهلها. وهذا ما أكد عليه سفير المملكة المعين لدى الجمهورية العراقية، السيد ثامر السبهان، الذى عبر عن تطلع المملكة لعراق واحد موحد، تمثله حكومته الوطنية، لا جماعة طائفية أو مذهبية بعينها.
إن من مصلحة بلادنا أن تنعم كل دول الجوار المباشر خاصة بالوحدة والأمن والاستقرار السياسي. فذلك يمثل مصلحة عامة لكل الأمة العربية، وربما لمعظم العالم أيضا. ليس من مصلحة أي طرف عربي نزيه أن تتفكك الدول العربية القائمة حاليا إلى دويلات وكانتونات متهالكة ومستضعفة. فذلك يمثل بيئة خصبة للضعف والتخلف، ومن ثم للإرهاب والتطرف، بشقيه المذهبي الديني، والطائفي العرقي. ومن المؤسف أن نرى أن هذا التفكك والتفتيت قد أمسى على أبواب كثير من الدول العربية.
إن هذه الأمة في أمس الحاجة الآن لقيادة إصلاحية مخلصة... تسارع لتدارك وقوع الكوارث المحتملة، وما يترتب عليها. ومن ثم تضع هذه البلاد المضطربة على الطريق الصحيح الذى يجب أن تسير عليه الدول الحديثة.... كي تبقى موحدة وآمنة ومستقرة، على المدى الطويل، ولا تتعرض من جديد للتفكك والقلاقل وعدم الاستقرار. وكم يتمنى المخلصون العرب أن تحصل معجزة، فيتعافى العراق، وغيره من البلاد العربية المنكودة.... وألا يأتي يوم تضطر الأمة فيه لتوديع -وربما دفن- أحد أعمدتها.
وعندما نتطرق لأغلب ساسة وقادة الجانب الشيعي العراقي، نجد أن أغلب هؤلاء تهيمن إيران على قراراتهم وسياساتهم. وإيران تسعى لفرض هيمنة الفئة الشيعية العراقية على كل العراقيين، أو سلخ الشيعة عن العراق التاريخي، وإقامة دولة طائفية تدور في الفلك الإيراني. فإيران تعارض استقلال الأكراد، ولكنها قد تقبل بتقسيم العراق إذا ضمنت نهائيا ولاء وتبعية الدويلة الشيعية المحتملة. وسياسات وتوجهات كثير من قادة الفئة الشيعية توحى بأن هؤلاء يريدون فرض سيطرتهم على كل العراق. وما دعمهم لما يسمى «قوات الحشد الشعبي» إلا وسيلة رئيسية لتحقيق هذا الهدف، تجاه السنة خاصة.
ويمكن إن نجح الأكراد في مسعاهم العتيد، واستمر أغلب ساسة الشيعة في طائفيتهم، واستمر تنظيم داعش الإرهابي مسيطرا على بعض أجزاء العراق، أن نضطر لنقول، عندئذ، وداعا عراقنا... وغالبا ما سيتحسر العرب على تفتت هذا القطر إلى ثلاث دويلات أو أكثر. فتلك خسارة للأمة العربية، وكسب ثمين لأعدائها. ولكن، وقبل أن نلوم الغرب، وشركاءه، على ذلك، يجب أن نلوم النخب العراقية والعربية... التي لم تعمل، بإخلاص وجد، على توحيد وبناء العراق وفق الأسس السليمة، وانصرفت للصراع على السلطة ومكاسبها الآنية... فسهلت هذا الاغتيال السياسي لواحدة من أكبر وأهم بلاد العرب.
****
وبالنسبة للمملكة العربية السعودية، فإن العراق ليس دولة شقيقة وحسب، بل جار مباشر للمملكة. وتمتد حدود السعودية مع العراق 800 كيلومتر. وبالطبع، فإن تحقق الأمن الوطني المناسب للمملكة لا يقتصر على داخل حدودها، بل يمتد نطاقه ليشمل كل المنطقة بصفة عامة، ودول الجوار المباشر (الأردن، العراق، دول الخليج العربية، اليمن) على وجه الخصوص، واهتمامنا بأمننا يتطلب أيضا اهتمامنا بأمن واستقرار المنطقة ككل، ودول الجوار بصفة خاصة. وبالمثل، فإن أمن واستقرار المملكة يهم -أو يجب أن يهم- هذه الدول بخاصة. فما يمس المملكة أمنيا يمس هذه الدول، وما يمس هذه الدول يمس المملكة غالبا. تلك هي حقيقة إستراتيجية لا يمكن تجاهلها. وهذا ما أكد عليه سفير المملكة المعين لدى الجمهورية العراقية، السيد ثامر السبهان، الذى عبر عن تطلع المملكة لعراق واحد موحد، تمثله حكومته الوطنية، لا جماعة طائفية أو مذهبية بعينها.
إن من مصلحة بلادنا أن تنعم كل دول الجوار المباشر خاصة بالوحدة والأمن والاستقرار السياسي. فذلك يمثل مصلحة عامة لكل الأمة العربية، وربما لمعظم العالم أيضا. ليس من مصلحة أي طرف عربي نزيه أن تتفكك الدول العربية القائمة حاليا إلى دويلات وكانتونات متهالكة ومستضعفة. فذلك يمثل بيئة خصبة للضعف والتخلف، ومن ثم للإرهاب والتطرف، بشقيه المذهبي الديني، والطائفي العرقي. ومن المؤسف أن نرى أن هذا التفكك والتفتيت قد أمسى على أبواب كثير من الدول العربية.
إن هذه الأمة في أمس الحاجة الآن لقيادة إصلاحية مخلصة... تسارع لتدارك وقوع الكوارث المحتملة، وما يترتب عليها. ومن ثم تضع هذه البلاد المضطربة على الطريق الصحيح الذى يجب أن تسير عليه الدول الحديثة.... كي تبقى موحدة وآمنة ومستقرة، على المدى الطويل، ولا تتعرض من جديد للتفكك والقلاقل وعدم الاستقرار. وكم يتمنى المخلصون العرب أن تحصل معجزة، فيتعافى العراق، وغيره من البلاد العربية المنكودة.... وألا يأتي يوم تضطر الأمة فيه لتوديع -وربما دفن- أحد أعمدتها.