تحذير وتنبيه .. لا تسمح لأحد يصورك حتى على سبيل المزاح، فلربما تجد وجهك الصبوح غارقا «مغروزاً» في وسائل التواصل الاجتماعي. كثيرون دفعتهم إلى ذلك براءتهم وثقتهم في غيرهم، فخربت بيوتهم ومن يخرب بيته بيده فلا تحزن عليه، وكما يقال النظام لا يحمي المغفلين!
هذا الكلام للفتيات والسيدات خصوصاً، وقد شغفن بالسيلفي وسناب تشات. قبل فترة تداولت المواقع مقطعا لشابة عربية التقطت صورة ذاتية وهي تتعاطى حقنة في العضل فقامت المواقع ولم تقعد. ما الرسالة التي رغبت صاحبة الحقنة توصيلها إلى الشعوب العربية ذات الرسالة الخالدة غير أنها جلبت المشاكل لأمها المكلومة بدون قصد؟
قبل يومين، في مطار جدة، صعدت فتاة إلى أعلى شرفة وقد هددت بالانتحار.. أحد «الثقلاء» برر تصرفها لفشلها في الحصول على حجز على الطيران !
توقعت أن عشرات الفضوليين ممن انتظروا سقوط الشابة وتهشمها، ربما تأخذ واحدا منهم الشهامة فيهب لإنقاذها غير أنهم شغلوا أنفسهم بكاميراتهم لالتقاط آخر مقطع للفتاة قبل عودتها ليغردوا بها. فخاب فالهم، إذ انقض رجل أمن شهم محبطا آمالهم وكاميراتهم.
لو كان رؤساء الشركات المصنعة للأجهزة الذكية يعلمون عن استخداماتنا السيئة لتلك الأجهزة لتفتقت عبقريتهم لاكتشاف فرن «بوتاغاز» أبو أربع عيون.
يقول صاحب «آي فون»، وقد منع أبناءه من استخدام الهواتف «كل مساء أجلس مع أولادي، نناقش الكتب والتاريخ. لا أحد منّا يسحب هاتفه ليغرق فيه وينعزل عنا ونجحنا»، توقفوا مع أنفسكم قليلاً وطبقوا ذلك ولو موقتا.
عندما ضبطتني أم العيال اتميلح وأخفف دمي في قروب من الصبايا والشبان وأرسل صوري .. قالت لي: متى تتوقف عن التميلح يا التمساح. فما كان مني إلا أن تفتقت عبقريتي عن أقوى مرافعة ورددت عليها مباشرة: لن أعيدها وسأتوقف موقتاً عن التميلح يا قرة عيني !

ysahmedy@gmail.com