مستقبل «الدولة الوطنية»..؟!
السبت / 04 / جمادى الأولى / 1437 هـ السبت 13 فبراير 2016 20:18
صدقة يحي فاضل
أجزم أن الوطن يقدم الشكر للقيادة الرشيدة، ولوزارة الحرس الوطني، وعلى رأسها وزيرها العسكري المثقف، صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، على إقامة المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية سنويا. هذا المهرجان العربي العالمي المرموق، الذي يعكس حضارة وثقافة بلادنا الغالية، موئل العروبة والإسلام، ويعرضها على أهلها وعلى الأمة التي تنتمي إليها، وعلى العالم أجمع. والشكر موصول لإدارة هذا المهرجان المشرفة على إخراجه بهذا الشكل الرائع.
ولعل أهم ما يتزامن وفعاليات هذا المهرجان هي الفعاليات الثقافية والفكرية الراقية. إذ تتضمن هذه الفعاليات الثقافية ندوات علمية وفكرية رفيعة المستويات.. تتناول أهم قضايا عالمنا العربي الفكرية والسياسية والاجتماعية، ويشارك فيها، في كل سنة، نخبة من كبار المثقفين والمفكرين العرب وغيرهم.
وفي دورة المهرجان الأخيرة (1437هـ، 2016) وهي الدورة الـ30 التي أختتمت لتوها، اختارت اللجنة المنظمة موضوعا سياسيا هاما يتناسب والمستجدات السياسية الخطيرة، وغير المسبوقة، على الساحتين المحلية والإقليمية العربية، وهو: مستقبل الدولة الوطنية والتحديات المحلية والدولية التي تواجهها. وتحت هذا العنوان الكبير أقيمت عدة ندوات قيمة، تشرف كاتب هذه السطور بأن كلف بإدارة إحداها، وهي الندوة التي قدمها أربعة من فرسان علم السياسة والعلاقات الدولية والمعرفة السياسية في عالمنا العربي، وكانت بعنوان: مستقبل الدولة الوطنية في ظل التحالفات الدولية. وقد رأيت أن يشير مقالي هذا الأسبوع إلى هذه الفعالية التي طرحت سؤالا عريضا تهمنا جميعا الإجابة (الصحيحة) عليه، ألا وهو: ما هو مستقبل أغلب دولنا ؟.
****
«القومية» هي: ظاهرة اجتماعية – سياسية. وهي عبارة عن: عقيدة سياسية، تطالب بأن يكون ولاء الفرد لجميع أمته. و«الامة» هي: مجموعة كبيرة من البشر، تجمع فيما بينهم: اللغة المشتركة، والأصل العرقي الواحد، وكذلك الدين والإقليم والثقافة والتاريخ المشترك، إضافة إلى المصالح والأخطار المشتركة. وكل مجموعة من الناس تتوفر فيما بينهم هذه العناصر المشتركة تشكل قومية واحدة معينة. وقد توجد الأمة كلها في دولة واحدة (اليابان) وقد توجد في أكثر من دولة، كالأمة العربية، التي توجد الآن في 22 دولة، بمجموع 350 مليون نسمة.
أما «الوطنية» أو «القطرية» فهي عقيدة سياسية أدنى من القومية. وغالبا ما تكون منبثقة من الأخيرة. والوطنية تطالب بأن يكون ولاء الفرد أولا لمسقط رأسه وموطنه، بحدوده الجغرافية المتعارف عليها، ثم بعد ذلك لأمته. يضم العالم اليوم 206 دول مستقلة.. كلها دول وطنية، رغم تكون معظم شعوبها من أناس ينتمون لأكثر من أمة واحدة. ولكنهم جميعا يعتبرونها بلادهم، ويحسبون كذلك.
ويمكن رد أصل الدولة الوطنية إلى اتفاقية «وستفاليا» الشهيرة، المبرمة عام 1648. والدولة الوطنية تعرضت منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، للكثير من التحديات التي تؤثر على كينونتها وطبيعة هذه الكينونة. من ذلك: تأثير حركة الاستعمار الجديد، وحراك الاعتماد المتبادل، وقيام التنظيمات فوق القومية، إضافة إلى حركة «العولمة» (Globalism) التي بدأ العالم يشهدها منذ العام 1991.
مؤخرا، بدأت «الدولة الوطنية» تواجه تحديات جديدة متزايدة وخطيرة، لعل أهمها على المستوى الداخلي: تزايد نفوذ وسطوة مؤسسات المجتمع المدني (المؤثرة على مركزية الدولة فقط)، قيام جماعات تكفيرية إرهابية، قيام تنظيمات طائفية ومذهبية مختلفة تتجاوز الدولة. وعلى المستوى الخارجي: قيام تكتلات وتحالفات دولية وعالمية عابرة للسيادة.
****
في ظل هذه التحديات الداخلية والخارجية الهائلة، تساءل ذلك اللقاء العلمي الطيب، عن «مستقبل» هذه الدولة الوطنية، وضمنا عن مستقبل دولنا العربية الـ 22 ؟!، وقد قدمت أربع أوراق حاولت الإجابة على هذا التساؤل الهام. حيث وضحت كل ورقة جانبا من جوانب هذا المستقبل.
زبدة الإجابة على هذا التساؤل الكبير، يمكن أن تكتب في الأسطر التالية: تتعرض الدولة الوطنية – وخاصة العربية – حاليا لمخاطر وتحديات داخلية وخارجية هائلة، تهدد بتحول هذه الدول إلى دويلات فاشلة وكانتونات متنافرة.. يعز فيها الأمن، وتصعب فيها الحياة بشكل طبيعي. ولا يمكن لهذه الدول أن تقف على قدميها وتبقى، ما لم تصلح شأنها السياسي الشامل (كما فعلت الدول الناجحة) وتتكاتف وتتكامل مع شقيقاتها، مكونة تحالفات دولية حقيقية مساندة.
ولعل أهم ما يتزامن وفعاليات هذا المهرجان هي الفعاليات الثقافية والفكرية الراقية. إذ تتضمن هذه الفعاليات الثقافية ندوات علمية وفكرية رفيعة المستويات.. تتناول أهم قضايا عالمنا العربي الفكرية والسياسية والاجتماعية، ويشارك فيها، في كل سنة، نخبة من كبار المثقفين والمفكرين العرب وغيرهم.
وفي دورة المهرجان الأخيرة (1437هـ، 2016) وهي الدورة الـ30 التي أختتمت لتوها، اختارت اللجنة المنظمة موضوعا سياسيا هاما يتناسب والمستجدات السياسية الخطيرة، وغير المسبوقة، على الساحتين المحلية والإقليمية العربية، وهو: مستقبل الدولة الوطنية والتحديات المحلية والدولية التي تواجهها. وتحت هذا العنوان الكبير أقيمت عدة ندوات قيمة، تشرف كاتب هذه السطور بأن كلف بإدارة إحداها، وهي الندوة التي قدمها أربعة من فرسان علم السياسة والعلاقات الدولية والمعرفة السياسية في عالمنا العربي، وكانت بعنوان: مستقبل الدولة الوطنية في ظل التحالفات الدولية. وقد رأيت أن يشير مقالي هذا الأسبوع إلى هذه الفعالية التي طرحت سؤالا عريضا تهمنا جميعا الإجابة (الصحيحة) عليه، ألا وهو: ما هو مستقبل أغلب دولنا ؟.
****
«القومية» هي: ظاهرة اجتماعية – سياسية. وهي عبارة عن: عقيدة سياسية، تطالب بأن يكون ولاء الفرد لجميع أمته. و«الامة» هي: مجموعة كبيرة من البشر، تجمع فيما بينهم: اللغة المشتركة، والأصل العرقي الواحد، وكذلك الدين والإقليم والثقافة والتاريخ المشترك، إضافة إلى المصالح والأخطار المشتركة. وكل مجموعة من الناس تتوفر فيما بينهم هذه العناصر المشتركة تشكل قومية واحدة معينة. وقد توجد الأمة كلها في دولة واحدة (اليابان) وقد توجد في أكثر من دولة، كالأمة العربية، التي توجد الآن في 22 دولة، بمجموع 350 مليون نسمة.
أما «الوطنية» أو «القطرية» فهي عقيدة سياسية أدنى من القومية. وغالبا ما تكون منبثقة من الأخيرة. والوطنية تطالب بأن يكون ولاء الفرد أولا لمسقط رأسه وموطنه، بحدوده الجغرافية المتعارف عليها، ثم بعد ذلك لأمته. يضم العالم اليوم 206 دول مستقلة.. كلها دول وطنية، رغم تكون معظم شعوبها من أناس ينتمون لأكثر من أمة واحدة. ولكنهم جميعا يعتبرونها بلادهم، ويحسبون كذلك.
ويمكن رد أصل الدولة الوطنية إلى اتفاقية «وستفاليا» الشهيرة، المبرمة عام 1648. والدولة الوطنية تعرضت منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، للكثير من التحديات التي تؤثر على كينونتها وطبيعة هذه الكينونة. من ذلك: تأثير حركة الاستعمار الجديد، وحراك الاعتماد المتبادل، وقيام التنظيمات فوق القومية، إضافة إلى حركة «العولمة» (Globalism) التي بدأ العالم يشهدها منذ العام 1991.
مؤخرا، بدأت «الدولة الوطنية» تواجه تحديات جديدة متزايدة وخطيرة، لعل أهمها على المستوى الداخلي: تزايد نفوذ وسطوة مؤسسات المجتمع المدني (المؤثرة على مركزية الدولة فقط)، قيام جماعات تكفيرية إرهابية، قيام تنظيمات طائفية ومذهبية مختلفة تتجاوز الدولة. وعلى المستوى الخارجي: قيام تكتلات وتحالفات دولية وعالمية عابرة للسيادة.
****
في ظل هذه التحديات الداخلية والخارجية الهائلة، تساءل ذلك اللقاء العلمي الطيب، عن «مستقبل» هذه الدولة الوطنية، وضمنا عن مستقبل دولنا العربية الـ 22 ؟!، وقد قدمت أربع أوراق حاولت الإجابة على هذا التساؤل الهام. حيث وضحت كل ورقة جانبا من جوانب هذا المستقبل.
زبدة الإجابة على هذا التساؤل الكبير، يمكن أن تكتب في الأسطر التالية: تتعرض الدولة الوطنية – وخاصة العربية – حاليا لمخاطر وتحديات داخلية وخارجية هائلة، تهدد بتحول هذه الدول إلى دويلات فاشلة وكانتونات متنافرة.. يعز فيها الأمن، وتصعب فيها الحياة بشكل طبيعي. ولا يمكن لهذه الدول أن تقف على قدميها وتبقى، ما لم تصلح شأنها السياسي الشامل (كما فعلت الدول الناجحة) وتتكاتف وتتكامل مع شقيقاتها، مكونة تحالفات دولية حقيقية مساندة.