«منطقة حرب كبرى»...؟!
السبت / 11 / جمادى الأولى / 1437 هـ السبت 20 فبراير 2016 20:27
صدقة يحي فاضل
من المؤسف والمحزن أن ينتشر القتل والتدمير في العراق، وغيره، في ما بين فئات الشعب المختلفة، وبهذه الوتيرة البشعة. فلا يكاد يمر يوم دون أن تطالعنا الأنباء عن عمليات قتالية وتفجيرات إرهابية... ينتج عنها قتل وإصابة الكثير من العراقيين والسوريين (وأغلبهم مدنيون أبرياء) وتدمير الكثير من المنشآت. لقد تسبب قيام الحاكم المدني الأميركي للعراق «بول بريمر»، سنة 2003م، بحل وتسريح الجيش العراقي -إثر احتلال أميركا لهذا البلد- في وجود وتفشي عدة ظواهر أمنية وسياسية خطيرة، من أهمها: انتشار الفوضى الأمنية والإرهاب والأسلحة، وقيام جماعات مسلحة محاربة بناء على توجهات ومبادئ دينية ومذهبية وطائفية وقومية وفكرية مختلفة.
وكان الهدف الرئيس المشترك لمعظم هذه التنظيمات هو: قتال القوات الأميركية المحتلة. ولكنها لم تتوان في ما بعد في مقاتلة بعضها بعضا، وسفك الدم العراقي، وممارسة الإرهاب. الاحتلال الأميركي هو الذي أطلق جني الشر والطائفية من قمقمه. فبدلا من أن تنشئ أميركا من العراق دولة حديثة وعصرية وديموقراطية (كما وعد قادتها آنئذ) جعلت هذا البلد مسرحا للفوضى والقتل والتدمير (والعبث الصهيوني) وأعادت الحياة العامة بالعراق إلى ما يقرب القرن للخلف. حتى آثار العراق وحضارته الضاربة في القدم لم تسلم من السلب والتدمير. وما زال العراق مهددا بالتقسيم والتشرذم واستدامة الاضطراب.
وما زالت الحكومة المركزية العراقية تقف عاجزة عن وقف التنظيمات والميليشيات، وتكتفي برفض الاعتراف بها، عدا «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين»، إذ تعترف الحكومة بوجوده (غير المشروع) في العراق. فهي تنظيمات خارجة على القانون، وعلى السلطة العراقية. ولكن الحكومة العراقية اعترفت بميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية، يوم 7/4/2015م، كقوة أمن منفصلة تتبع رئيس الوزراء، بعد أن كانت تعتبرها غير مشروعة هي الأخرى، وتعاملت مع هذه الميليشيات، طالبة تعاونها، في كثير من الحالات، مثل حالة محاولة الحكومة تحرير مدينة الرمادي من قبضة داعش، في أواخر السنة الماضية....؟!
****
ونتيجة لهذا الوضع الأمني المضطرب، وضعف سيطرة الحكومة في بغداد، وتفاقم الصراع الطائفي والمذهبي، أصبح للميليشيات الطائفية والمذهبية نشاط سياسي وعسكري خارج إطار الدولة العراقية... كل ميليشيا تدعي أنها تحاول الدفاع عن الطائفة التي تنتمي إليها. ولعل أهم هذه التنظيمات (السنية) هي: الجيش الإسلامي في العراق، كتائب ثورة العشرين، الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع)، جيش أنصار السنة، جيش الراشدين، جيش المجاهدين، قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين، الجماعة السلفية المجاهدة، جيش محمد، ثوار الأنبار، جيش العزة في العراق، الجبهة الوطنية لتحرير العراق، مجاهدو القوات المسلحة.
أما أهم وأقوى التنظيمات المسلحة الشيعية العراقية، فهي: فيلق بدر، عصائب أهل الحق، لواء أبو الفضل العباس، جيش المهدي، جيش المختار. ويشار إليها مجتمعة بـ«ميليشيات الحشد الشعبي». وتحظى هذه الميليشيات بالإضافة لاعتراف الحكومة العراقية الحالية، بإمكانات بشرية ومادية كبيرة. ومعظمها يتلقى دعما ماديا ومعنويا هائلا من إيران...؟! وسنلقي بعض الضوء لاحقا على ميليشيات «الحشد الشعبي» هذه، ودورها العسكري والسياسي الحالي على الساحة العراقية، إضافة إلى أقوى التنظيمات المسلحة الخارجة على القانونين العراقي والدولي، وهي حركة «داعش» الإرهابية، التي تتمدد حاليا في كل من العراق وسوريا، والتي تقول الدول المتنفذة في المجتمع الدولي إنها تحاربها، وإن القضاء عليها قد يستغرق سنوات. ومؤخرا، نشر بيان يوضح أن أهم الميليشيات المحاربة (بتوجهاتها المختلفة) وصل عددها إلى أربعين تنظيما.
ويدرك التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب -كما يبدو- أن شمال الجزيرة العربية، وتحديدا منطقة الهلال الخصيب، هي منطقة مضطربة... بل هي «منطقة حرب كبرى» كما وصفها أحد جنرالات الحرب الأميركيين. وألسنة نيرانها تميل للامتداد إلى غيرها، لتداخلها مع هذا الغير. لذا، أعد هذا التحالف عدته... لمواجهة هذا التحدي، وليثبت للعالم أنه ضد الإرهاب وعدم الاستقرار. إذ كون قوة مشتركة لا يستهان بها، بدأت نشاطها بمناورة «رعد الشمال». ولكي ينجح هذا الترتيب في تحقيق هدفه، عليه أن يحذر من الوقوع في «حرب عصابات وميليشيات» استنزافية، لا تنتهي. كما يستحسن التفاوض مع روسيا، لحل الخلافات معها سلميا، تفاديا لأي تصعيد خطير.
وكان الهدف الرئيس المشترك لمعظم هذه التنظيمات هو: قتال القوات الأميركية المحتلة. ولكنها لم تتوان في ما بعد في مقاتلة بعضها بعضا، وسفك الدم العراقي، وممارسة الإرهاب. الاحتلال الأميركي هو الذي أطلق جني الشر والطائفية من قمقمه. فبدلا من أن تنشئ أميركا من العراق دولة حديثة وعصرية وديموقراطية (كما وعد قادتها آنئذ) جعلت هذا البلد مسرحا للفوضى والقتل والتدمير (والعبث الصهيوني) وأعادت الحياة العامة بالعراق إلى ما يقرب القرن للخلف. حتى آثار العراق وحضارته الضاربة في القدم لم تسلم من السلب والتدمير. وما زال العراق مهددا بالتقسيم والتشرذم واستدامة الاضطراب.
وما زالت الحكومة المركزية العراقية تقف عاجزة عن وقف التنظيمات والميليشيات، وتكتفي برفض الاعتراف بها، عدا «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين»، إذ تعترف الحكومة بوجوده (غير المشروع) في العراق. فهي تنظيمات خارجة على القانون، وعلى السلطة العراقية. ولكن الحكومة العراقية اعترفت بميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية، يوم 7/4/2015م، كقوة أمن منفصلة تتبع رئيس الوزراء، بعد أن كانت تعتبرها غير مشروعة هي الأخرى، وتعاملت مع هذه الميليشيات، طالبة تعاونها، في كثير من الحالات، مثل حالة محاولة الحكومة تحرير مدينة الرمادي من قبضة داعش، في أواخر السنة الماضية....؟!
****
ونتيجة لهذا الوضع الأمني المضطرب، وضعف سيطرة الحكومة في بغداد، وتفاقم الصراع الطائفي والمذهبي، أصبح للميليشيات الطائفية والمذهبية نشاط سياسي وعسكري خارج إطار الدولة العراقية... كل ميليشيا تدعي أنها تحاول الدفاع عن الطائفة التي تنتمي إليها. ولعل أهم هذه التنظيمات (السنية) هي: الجيش الإسلامي في العراق، كتائب ثورة العشرين، الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع)، جيش أنصار السنة، جيش الراشدين، جيش المجاهدين، قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين، الجماعة السلفية المجاهدة، جيش محمد، ثوار الأنبار، جيش العزة في العراق، الجبهة الوطنية لتحرير العراق، مجاهدو القوات المسلحة.
أما أهم وأقوى التنظيمات المسلحة الشيعية العراقية، فهي: فيلق بدر، عصائب أهل الحق، لواء أبو الفضل العباس، جيش المهدي، جيش المختار. ويشار إليها مجتمعة بـ«ميليشيات الحشد الشعبي». وتحظى هذه الميليشيات بالإضافة لاعتراف الحكومة العراقية الحالية، بإمكانات بشرية ومادية كبيرة. ومعظمها يتلقى دعما ماديا ومعنويا هائلا من إيران...؟! وسنلقي بعض الضوء لاحقا على ميليشيات «الحشد الشعبي» هذه، ودورها العسكري والسياسي الحالي على الساحة العراقية، إضافة إلى أقوى التنظيمات المسلحة الخارجة على القانونين العراقي والدولي، وهي حركة «داعش» الإرهابية، التي تتمدد حاليا في كل من العراق وسوريا، والتي تقول الدول المتنفذة في المجتمع الدولي إنها تحاربها، وإن القضاء عليها قد يستغرق سنوات. ومؤخرا، نشر بيان يوضح أن أهم الميليشيات المحاربة (بتوجهاتها المختلفة) وصل عددها إلى أربعين تنظيما.
ويدرك التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب -كما يبدو- أن شمال الجزيرة العربية، وتحديدا منطقة الهلال الخصيب، هي منطقة مضطربة... بل هي «منطقة حرب كبرى» كما وصفها أحد جنرالات الحرب الأميركيين. وألسنة نيرانها تميل للامتداد إلى غيرها، لتداخلها مع هذا الغير. لذا، أعد هذا التحالف عدته... لمواجهة هذا التحدي، وليثبت للعالم أنه ضد الإرهاب وعدم الاستقرار. إذ كون قوة مشتركة لا يستهان بها، بدأت نشاطها بمناورة «رعد الشمال». ولكي ينجح هذا الترتيب في تحقيق هدفه، عليه أن يحذر من الوقوع في «حرب عصابات وميليشيات» استنزافية، لا تنتهي. كما يستحسن التفاوض مع روسيا، لحل الخلافات معها سلميا، تفاديا لأي تصعيد خطير.