أضواء الطوارئ تهدد بالصرع

محمد بن سليمان الأحيدب

الملاحظ أخيرا كثرة استخدام سيارات الدوريات لأضواء الطوارئ لسبب وبدون سبب، فغالبا تقوم دورية المرور أو الشرطة أو أمن الطرق أو سيارات الإسعاف بتشغيل تلك الأضواء كإجراء روتيني، حتى بدون حاجة للاستعجال أو وجود حالة طارئة وعندما توجد الحاجة أو يتم الاستدعاء لحالة عاجلة يتم تشغيل الصوت كتنبيه فعلي لفسح الطريق.
ما لا يعلمه كثيرون أن تلك الأضواء (الفلاشات) ضارة جدا بمن لديهم مشاكل في النظر وتشكل خطرا على ضعاف البصر بل وحتى على الأشخاص الطبيعيين وخاصة الأطفال وكبار السن، كما أنها ونتيجة لتأثير مباشر على حدقة العين قد تؤدي إلى زغللة وعدم استقرار في الرؤية لفترة ليست بالقصيرة مؤدية إلى حادث.
المشكلة الكبرى أن استخدام الأضواء التنبيهية متعددة الألوان قد زاد كثيرا عن الحد المقبول، فحتى سيارات بعض الشركات العاملة في مشاريع طرق وسيارات الأمن الصناعي وبعض الناقلات وعربات النظافة أصبحت تستخدم تلك الأضواء بكثرة، لكن المشكلة الأكبر هي استخدام أضواء عاكسة قوية وذات وميض سريع على (صبات) التحويلات خاصة في الرياض حيث مشروع قطار الأنفاق، وفوق جدران الحواجز الأمنية وبعضها وحسب تقارير أطباء العيون أدت إلى مشاكل وخيمة، وبات الحد منها واستبدالها بطرق أقل خطورة أمرا ضروريا للسلامة.
كل ما سبق أعزائي يهون عندما تعلم حقيقة علمية لا خلاف عليها، وهي أن الضوء الوميضي من مسببات بداية حدوث الصرع وأن مرضى نوبات الصرع يتأثرون كثيرا بالوميض الضوئي فيتسبب في حدوث النوبة الصرعية بشكل أكبر مما لو كان مريض الصرع بعيدا عن ذلك الوميض، بل إن بعضهم تنتابه نوبات الصرع إذا تعرض لتلك الأضواء رغم انتظامه في تعاطي الأدوية، وإذا حدثت النوبة وهو يقود سيارته فإن في ذلك خطرا على حياته وحياة ركاب المركبات الأخرى وكل من يمر بالطريق، وقد سبق لي شخصيا أن باشرت حادثا انحرفت فيه مركبة أمامي دون سبب واخترقت سور أحد المباني وعند إخراج السائق كان للتو أفاق من نوبة صرع حدثت، حسب إفادته، بسبب تعرضه لضوء مباشر تسبب في حدوث نوبة الصرع رغم تناوله الأدوية بانتظام.