جاسوسية مواطنين..

عبده خال

(ومضى عهد الراحة) هذا العنوان الروائي جدير بأن يصم هذه الفترة المتداخلة المتأزمة والتي تمكننا من اليقظة والحذر إذ تكالبت علينا المخططات بهدف تقويض وجودنا.
والروائي النيجري شينوا أتشيبي استطاع بحسه الفني أن يقف على خارطة طمأنينة النفس ويتابع تضاريس المكان مستفتحا عالمه الروائي برواية (الأشياء تتداعى) كإعلان عن همجية الرجل الأبيض الذي يحرث الأماكن الوادعة باحثا عن الثروات الطبيعية والبشرية؛ لكي يستنزفها ويتركها خلفه مدمرة أو إبقاءها سوقا لمنتجاته.
وحين كتب شينوا أتشيبي هذه الرواية استكمل مشروعة الفني برواية (ومضى عهد الراحة) كاشفا عن فداحة ما فعلته المخططات البيضاء لجذب بقية الأعراق لكي يطفوا حولها؛ لتثبيت نقاء العرق الأبيض وتسيده.
ومع إعلان الفوضى الخلاقة عصفت بالمنطقة العربية ثورات كانت مخططاتها تعد سلفا، ولم تكن بلادنا في منأى عن ذلك، ولأن المخطط لا يزال قائما (تجزئة المجزأ) دخلنا في غمار المحافظة على وجودنا لذلك فنحن نعيش هذه الأيام أحداثا لم نألفها منذ تأسيس بلادنا..
دخولنا في حرب وتحالفات ومشاركة جنودنا وطيارينا في أكثر من موقع، وسماعنا عن وجود جواسس سعوديين يعملون لحساب دولة إيران التي تهدد بالتدخل في اليمن، والإعلان عن وجود شبكة تجسس تضم 32 شخصا تتعاون وترتبط تخابرا مع عناصر من المخابرات الإيرانية بتقديم معلومات في غاية السرية والخطورة في المجال العسكري تمس الأمن الوطني لبلادنا... هذا التجسس كان من الأمور النادر سماعها (إن لم تكن معدومة) وإن كان البلد في حرب مستمرة مع الإرهاب، واستطعنا محاصرته والتغلب عليه بالعمليات الاستباقية، ويصبح ظهور شبكة تجسس مدعاة لليقظة فإن كانت أجهزة الدولة تقوم بدورها في تأمين كل شبر من أرضنا فيجب علينا كموطنين أن نسهم معها باليقظة، فما يحدث يستوجب التخلص من حالات الدعة واستسهال عبور أي أمر بقولنا أن البلد آمن.. وسيكون آمنا لو أدينا الواجبات التي تفرضها سلامة الوطن... أحداث كثيرة يجب على المواطن أن يستوعب هذه المتغيرات ويلزم الحذر والحيطة فقد مضى عهد الراحة.