الرياض موسكو.. مفاتيح الحل
الاثنين / 13 / جمادى الأولى / 1437 هـ الاثنين 22 فبراير 2016 20:43
طلال صالح بنان
في حقيقة الأمر ليس هناك من قوتين فاعلتين على المستويين الدولي والإقليمي، في ما يخص التعامل مع بؤر الصراع المحتدمة في المنطقة، هذه الأيام، وخاصة على الجبهة السورية، غير المملكة العربية السعودية وروسيا. هاتان الدولتان تملكان، قد تكون بصورة. حصرية، مفاتيح الحل الفعلية بيدهما.
هذا راجع، في الأساس لمتغيرين أساسيين. الأول: أن كلتا الدولتين، أكثر من غيرهما، تربطهما مصالح إستراتيجية، لها علاقة بنفوذهما وأمنهما، تتجاوز تلك التي قد تتراءى للبعض، بالنسبة لما يظهره سلوك وتوجه وسياسات قوى إقليمية ودولية للتعامل مع ما يجري من صراع عنيف على المسرح السوري، بما في ذلك الولايات المتحدة وإيران، وإلى حد ما تركيا، إذا ما استثنينا إسرائيل كمستفيد رئيس، لما يحدث في سوريا. ثانيا: أن ما يجمع مصالح كل من الرياض لحل الأزمة السورية، ارتباط ذلك بحل مشاكل ثنائية تقف حجر عثرة في طريق تطوير علاقة ثنائية بناءة تخدم مصالحهما، مثل قضية أسعار النفط المتدنية، مما تسبب في انخفاض عائدات البلدين من مداخيل النفط، بوصفهما من أكبر المنتجين والمصدرين للنفط في العالم، وإن كان تأثير انخفاض أسعار النفط، لا يؤثر في اقتصاديات البلدين، بصورة متساوية.
بالإضافة إلى أنه، بالنسبة للأزمة السورية، ليس هناك من أطراف دولية وإقليمية يمكن أن تحسم الأمر على الجبهة السورية، سواء بالطرق الدبلوماسية أو بإجراءات وتدابير أقسى وأعنف، مثل موسكو والرياض. سبق أن تدخلت روسيا عسكريا في سوريا، إلا أن الأمر أبعد من إمكانات روسيا الإستراتيجية لتكسب المعركة على مسرح القتال في سوريا. لا شك أن الأمر أضحى أكثر صعوبة عندما أعلنت المملكة عن توجهها للتدخل البري في سوريا، لمحاربة تنظيم الدولة. لكن أهداف المملكة من قرارها التدخل العسكري في سوريا، لا يتكامل مع التدخل العسكري الروسي هناك. إن حدث وتدخلت المملكة عسكريا في سوريا سيجد الفريقان نفسيهما أمام مواجهة عسكرية محتملة، يدفعهما تصميم حاد لكسب الحرب، أو على الأقل: عدم السماح للطرف الآخر لكسبها.
هذا يفسر التغيير الذي تطور في السلوك الروسي، بعد أن أحس الكرملين بجدية الرياض التدخل في سوريا، للحيلولة دون تمكين تنظيم الدولة أو إيران أو حتى جهود موسكو لإعادة تمكين الأسد ونظامه من استعادة سيطرته على سوريا. صدرت إشارات للتهدئة من موسكو تدعو لمصالحة بين طهران والرياض، بوساطة روسية! سرعان ما رفضت ذلك الرياض مؤكدة أنها لا تتخلى عن الثوابت العربية في ما يخص الموقف في سوريا. بعبارة أخرى ترى الرياض: أن طهران ما كان لها، في البداية، أن تتواجد في سوريا وتهدد الأمن القومي العربي في عمقه الإستراتيجي، وهي التي تبعد حدودها الدولية آلاف الكيلومترات عن سوريا.
طهران، إذن، في نظر الرياض دولة معتدية، لا يمكن إجراء أية اتصالات دبلوماسية معها، طالما أنها تُمارس عدوانا مباشرا على الأمن القومي العربي في عمقه الاستراتيجي في سوريا. وهذه أيضا، رسالة مباشرة إلى موسكو نفسها الداعية للوساطة، التي هي نفسها بوجودها العسكري في سوريا، دعما للأسد ونظامه، تهدد الأمن القومي العربي، بما فيه أمن المملكة العربية السعودية. عندما تصر موسكو الإبقاء على نظام الأسد، الذي هو صنيعة طهران، بالنسبة للمملكة العربية السعودية، إنما هو بمثابة الإبقاء على تنظيم القاعدة.. والإبقاء على سياسة التوسع الإيران، في المنطقة العربية، الأمر الذي يهدد أمن المملكة العربية السعودية.
موسكو، إذن بدت تعي دقة وحساسية الملف السوري، بالنسبة للمملكة العربية السعودية.. وتعي أكثر إصرار الرياض على التمسك بموقفها المبدئي، غير القابل للمساومة، بعدم السماح لا لإيران في التواجد في سوريا، ولا الإبقاء على الأسد ونظامه على سدة الحكم في سوريا.. وإذا ما تم التخلص من الاثنين سينهزم، بالتبعية، تنظيم الدولة.
من هنا جاءت دعوة الرئيس بوتين للملك سلمان لزيارة موسكو، لإجراء مباحثات بين الجانبين في الكرملين، تتكل -إن هي نجحت وهذه احتمالية كبيرة جدا، بإنهاء القتال في سوريا... الذي سيمهد الطريق، لتسوية كافة الملفات الأخرى، من ملف انخفاض أسعار النفط، وحتى الوضع في اليمن ولبنان، وكبح جماح التمدد الإيراني في المنطقة العربية. بنجاح مباحثات موسكو، المتوقع، سيفاجأ العالم باختراقات حقيقية في الأزمة السورية، وقضايا أخرى لا تقل عنها حساسية ودقة، ما كان يتصور قبلها، أن مفاتيح الحل لها جميعا هي بيد الرياض وموسكو.
هذا راجع، في الأساس لمتغيرين أساسيين. الأول: أن كلتا الدولتين، أكثر من غيرهما، تربطهما مصالح إستراتيجية، لها علاقة بنفوذهما وأمنهما، تتجاوز تلك التي قد تتراءى للبعض، بالنسبة لما يظهره سلوك وتوجه وسياسات قوى إقليمية ودولية للتعامل مع ما يجري من صراع عنيف على المسرح السوري، بما في ذلك الولايات المتحدة وإيران، وإلى حد ما تركيا، إذا ما استثنينا إسرائيل كمستفيد رئيس، لما يحدث في سوريا. ثانيا: أن ما يجمع مصالح كل من الرياض لحل الأزمة السورية، ارتباط ذلك بحل مشاكل ثنائية تقف حجر عثرة في طريق تطوير علاقة ثنائية بناءة تخدم مصالحهما، مثل قضية أسعار النفط المتدنية، مما تسبب في انخفاض عائدات البلدين من مداخيل النفط، بوصفهما من أكبر المنتجين والمصدرين للنفط في العالم، وإن كان تأثير انخفاض أسعار النفط، لا يؤثر في اقتصاديات البلدين، بصورة متساوية.
بالإضافة إلى أنه، بالنسبة للأزمة السورية، ليس هناك من أطراف دولية وإقليمية يمكن أن تحسم الأمر على الجبهة السورية، سواء بالطرق الدبلوماسية أو بإجراءات وتدابير أقسى وأعنف، مثل موسكو والرياض. سبق أن تدخلت روسيا عسكريا في سوريا، إلا أن الأمر أبعد من إمكانات روسيا الإستراتيجية لتكسب المعركة على مسرح القتال في سوريا. لا شك أن الأمر أضحى أكثر صعوبة عندما أعلنت المملكة عن توجهها للتدخل البري في سوريا، لمحاربة تنظيم الدولة. لكن أهداف المملكة من قرارها التدخل العسكري في سوريا، لا يتكامل مع التدخل العسكري الروسي هناك. إن حدث وتدخلت المملكة عسكريا في سوريا سيجد الفريقان نفسيهما أمام مواجهة عسكرية محتملة، يدفعهما تصميم حاد لكسب الحرب، أو على الأقل: عدم السماح للطرف الآخر لكسبها.
هذا يفسر التغيير الذي تطور في السلوك الروسي، بعد أن أحس الكرملين بجدية الرياض التدخل في سوريا، للحيلولة دون تمكين تنظيم الدولة أو إيران أو حتى جهود موسكو لإعادة تمكين الأسد ونظامه من استعادة سيطرته على سوريا. صدرت إشارات للتهدئة من موسكو تدعو لمصالحة بين طهران والرياض، بوساطة روسية! سرعان ما رفضت ذلك الرياض مؤكدة أنها لا تتخلى عن الثوابت العربية في ما يخص الموقف في سوريا. بعبارة أخرى ترى الرياض: أن طهران ما كان لها، في البداية، أن تتواجد في سوريا وتهدد الأمن القومي العربي في عمقه الإستراتيجي، وهي التي تبعد حدودها الدولية آلاف الكيلومترات عن سوريا.
طهران، إذن، في نظر الرياض دولة معتدية، لا يمكن إجراء أية اتصالات دبلوماسية معها، طالما أنها تُمارس عدوانا مباشرا على الأمن القومي العربي في عمقه الاستراتيجي في سوريا. وهذه أيضا، رسالة مباشرة إلى موسكو نفسها الداعية للوساطة، التي هي نفسها بوجودها العسكري في سوريا، دعما للأسد ونظامه، تهدد الأمن القومي العربي، بما فيه أمن المملكة العربية السعودية. عندما تصر موسكو الإبقاء على نظام الأسد، الذي هو صنيعة طهران، بالنسبة للمملكة العربية السعودية، إنما هو بمثابة الإبقاء على تنظيم القاعدة.. والإبقاء على سياسة التوسع الإيران، في المنطقة العربية، الأمر الذي يهدد أمن المملكة العربية السعودية.
موسكو، إذن بدت تعي دقة وحساسية الملف السوري، بالنسبة للمملكة العربية السعودية.. وتعي أكثر إصرار الرياض على التمسك بموقفها المبدئي، غير القابل للمساومة، بعدم السماح لا لإيران في التواجد في سوريا، ولا الإبقاء على الأسد ونظامه على سدة الحكم في سوريا.. وإذا ما تم التخلص من الاثنين سينهزم، بالتبعية، تنظيم الدولة.
من هنا جاءت دعوة الرئيس بوتين للملك سلمان لزيارة موسكو، لإجراء مباحثات بين الجانبين في الكرملين، تتكل -إن هي نجحت وهذه احتمالية كبيرة جدا، بإنهاء القتال في سوريا... الذي سيمهد الطريق، لتسوية كافة الملفات الأخرى، من ملف انخفاض أسعار النفط، وحتى الوضع في اليمن ولبنان، وكبح جماح التمدد الإيراني في المنطقة العربية. بنجاح مباحثات موسكو، المتوقع، سيفاجأ العالم باختراقات حقيقية في الأزمة السورية، وقضايا أخرى لا تقل عنها حساسية ودقة، ما كان يتصور قبلها، أن مفاتيح الحل لها جميعا هي بيد الرياض وموسكو.