تقنية نظم المعلومات الجغرافية لحل كوارث السيول
الاثنين / 13 / جمادى الأولى / 1437 هـ الاثنين 22 فبراير 2016 20:43
تعرضت بعض المدن السعودية في السنوات الأخيرة إلى اضطرابات مطرية، تعود لظاهرة التغير المناخي التي تعصف بالعالم، وأدى هذا التغير لنضوب بحيرات وجفافها في مناطق كبحر أرال في آسيا الوسطى وظهور فيضانات مطرية لم تكن معهودة في مناطق أخرى، كما حدث في مدينة جدة وبريدة أخيرا. وهذه المفاجآت المناخية، لن تتوقف وربما تزداد مستقبلا، وهذا جعل الكثير من المهتمين والمختصين يحاولون إيجاد حلول قادرة على معالجة هذه الفيضانات المطرية في بلادنا بالتفكير الجدي سواء في توسيع شبكات تصريف السيول أو محاولة صرف وتغير مجاري الأودية إلى مسارات أخرى بعيدة عن المدن.
وتكمن المشكلة في أن معالم غالبية مجاري الأودية والتجمعات المائية انطمست مع التوسع الحضري للمدن السعودية وضاعة مجاريها ومنخفضاتها، حيث أصبح يصعب اكتشافها إلا بعدما تأتي هذه السيول الغزيرة فترسم معالمها مرة أخرى جارفة ما يقف أمامها حتى تستقر على شكل برك مائية داخل المدن.
ولتقنية نظم المعلومات الجغرافية Geographic Information System – GIS دور فعال في معالجة مثل هذه القضايا البيئية الطارئة، ولكن للأسف لم تأخذ دورها الحقيقي في حل هذه الأزمة، وهذا ربما عائد لعدم إدراك المسؤولين لقدرات هذه التقنية أو لضعف الكوادر البشرية القادرة على التعامل معها في المؤسسات ذات العلاقة. فتقنية نظم المعلومات الجغرافية لديها القدرة على استنباط المجاري المائية المنطمسة داخل المدن، وكذلك على وضع السيناريوهات التنبؤية المستقبلية وتحديد المناطق القابلة للغرق عند كل مستوى تساقط مطري.
ولاختيار هذه التقنية وإثبات فاعليتها تم اختيار مدينة بريدة نموذجا لما حدث لها بتاريخ 13/2/1437، حيث تشير السجلات المناخية وصول مستوى التهاطل المطري نحو 70 مم مما أدى إلى غرق بعض أحيائها وإغلاق بعض شوارعها. وهنا نحتاج أولا: الرجوع إلى الشكل التضاريسي الحقيقي للمدينة ثم استنباط ورسم مجاري المائية (الأودية) وتحديد المنخفضات الحاضنة لمياه السيول. ثانيا: وضع السيناريوهات الافتراضية لكل مستوى تساقط مطري تبعا للمفاجآت المناخية هي ثلاثة مستويات مطرية افتراضية مستوى 70 مم و 130 مم و 200 مم وتحديد المناطق المعرضة للغرق بمياه الأمطار لكل مستوى بناء على نموذج الارتفاع الرقمي للأرض. (للاطلاع على هذه السيناريوهات والتفاعل مع الخريطة يمكن الدخول على الرابط التالي: http://arcg.is/1SpDEEQ ).
وهذه التجمعات المائية الكبيرة رغم ضررها إلا أنها تعتبر ثروة مائية يجب استغلالها والاستفادة منها، فمن خلال تحديد أماكنها بدقة يمكن حفر آبار مغطاة بقضبان حديدية ووضع فلاتر وأجهزة معالجة عند فوهاتها قادرة على استيعاب وابتلاع هذه المياه وإرسالها لباطن الأرض بما يسمى عملية إعادة حقن للمياه الجوفية، وهكذا استطعنا التخلص من هذا الضرر بفائدة عظيمة.
فهد عبد العزيز المطلق
محاضر بجامعة الملك سعود ــ قسم جغرافيا
وتكمن المشكلة في أن معالم غالبية مجاري الأودية والتجمعات المائية انطمست مع التوسع الحضري للمدن السعودية وضاعة مجاريها ومنخفضاتها، حيث أصبح يصعب اكتشافها إلا بعدما تأتي هذه السيول الغزيرة فترسم معالمها مرة أخرى جارفة ما يقف أمامها حتى تستقر على شكل برك مائية داخل المدن.
ولتقنية نظم المعلومات الجغرافية Geographic Information System – GIS دور فعال في معالجة مثل هذه القضايا البيئية الطارئة، ولكن للأسف لم تأخذ دورها الحقيقي في حل هذه الأزمة، وهذا ربما عائد لعدم إدراك المسؤولين لقدرات هذه التقنية أو لضعف الكوادر البشرية القادرة على التعامل معها في المؤسسات ذات العلاقة. فتقنية نظم المعلومات الجغرافية لديها القدرة على استنباط المجاري المائية المنطمسة داخل المدن، وكذلك على وضع السيناريوهات التنبؤية المستقبلية وتحديد المناطق القابلة للغرق عند كل مستوى تساقط مطري.
ولاختيار هذه التقنية وإثبات فاعليتها تم اختيار مدينة بريدة نموذجا لما حدث لها بتاريخ 13/2/1437، حيث تشير السجلات المناخية وصول مستوى التهاطل المطري نحو 70 مم مما أدى إلى غرق بعض أحيائها وإغلاق بعض شوارعها. وهنا نحتاج أولا: الرجوع إلى الشكل التضاريسي الحقيقي للمدينة ثم استنباط ورسم مجاري المائية (الأودية) وتحديد المنخفضات الحاضنة لمياه السيول. ثانيا: وضع السيناريوهات الافتراضية لكل مستوى تساقط مطري تبعا للمفاجآت المناخية هي ثلاثة مستويات مطرية افتراضية مستوى 70 مم و 130 مم و 200 مم وتحديد المناطق المعرضة للغرق بمياه الأمطار لكل مستوى بناء على نموذج الارتفاع الرقمي للأرض. (للاطلاع على هذه السيناريوهات والتفاعل مع الخريطة يمكن الدخول على الرابط التالي: http://arcg.is/1SpDEEQ ).
وهذه التجمعات المائية الكبيرة رغم ضررها إلا أنها تعتبر ثروة مائية يجب استغلالها والاستفادة منها، فمن خلال تحديد أماكنها بدقة يمكن حفر آبار مغطاة بقضبان حديدية ووضع فلاتر وأجهزة معالجة عند فوهاتها قادرة على استيعاب وابتلاع هذه المياه وإرسالها لباطن الأرض بما يسمى عملية إعادة حقن للمياه الجوفية، وهكذا استطعنا التخلص من هذا الضرر بفائدة عظيمة.
فهد عبد العزيز المطلق
محاضر بجامعة الملك سعود ــ قسم جغرافيا