غياهب السفر

ياسر أحمدي

مع تباشير عطلة المدارس أعدت الطيور المهاجرة الشنط وحقائب السفر للمغادرة باتجاه الغرب. العزاب لن يستفيدوا من العطلة المرتقبة، فقد تمتعوا بها في الشهور الفائتة بعدما خدعوا الشيبان في المنزل بذرائع «مهمة العمل الطارئة»، ومراجعة أخصائي القولون العصبي في كوالالمبور وجاكرتا ومانيلا ونيودلهي.
لا يحتاج أحبابنا المتزوجون أعذارا واهية كهذه في عطلة المدارس، حيث يحلو السفر مع الأسرة. في غالب الأحوال لا يستخدم المتزوجون تلك الأعذار المعلبة، رغبة في استعمالها في بقية شهور العام.
أروي لكم قصة بشير الذي رغب في السفر وحيدا في عطلة المدارس، فبعثت له أم المعارك: سأذبحك إن سافرت بدوني، رد عليها: الميت لا يموت إلا مرة واحدة، كيف تذبحين من مات فيك عشقا يا حبيبتي؟
يقال إن أم المعارك ظلت أسبوعين تفتح الرسالة وتقرأها ثم تبتسم خجلا على سوء ظنها بزوجها المخلص. ذهب بشير يتسكع في شوارع خلفية في بلدة آسيوية !
عزيزي الطير المهاجر: أعلم أن أوضاع الشرق والغرب لم تعد كما كانت، وكن حذرا من التدخل في شؤون الآخرين أو التطفل في أمور لا علاقة لك بها، وعندما تجلس في المقاهي لا تتميلح وتبرز نقودك وبطاقاتك البنكية، فلربما اختطفت وأصبحت رهينة لمافيا أو متدعوش مجنون، وما عليك إلا إبلاغ السفارة بمكان تواجدك وسجل جواز سفرك للحيطة .. حماك الله في الحل والسفر.