دعوها تركض

صالح الفهيد

لم تمض ساعات على حديث سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد والذي أكد فيه دعمه للرياضة النسائية وإنشاء قسم خاص لتنظيم النوادي الرياضية النسائية والإشراف عليها حتى كان العاملون على بوابات استاد الملك فهد يمنعون دخول البنات الصغار ممن لا تتجاوز أعمارهن الخمس سنوات لحضور مباراة فريق النصر وبونيودكور.
وما بين حديث الأمير ومنع البنات الصغيرات من دخول الدرة، تواجد مجموعة من «المحتسبين» في مقر رعاية الشباب للتعبير عن رفضهم للرياضة النسائية.
مشهدان يعبران عن وجهتي نظر إزاء الخطوة التي أعلنها الأمير عبدالله بن مساعد، فمن اصطحب صغيراته معه للملعب لحضور المباراة لا شك أنه يؤيد أن تحضر المرأة المباريات وأن تمارس الرياضة لأسباب كثيرة المجال لا يتسع لاستعراضها، والأمير تحدث عن بعضها.
وبالمقابل «المحتسبون» الذين يرفضون أن تمارس المرأة الرياضة بالمطلق وهذا من حقهم، لكن ما ليس من حقهم هو محاولتهم فرض الوصاية على المجتمع، والحديث نيابة عنه، والضغط على الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومحاولة ثنيها عن هذه الخطوة الرائدة التي سيسجلها تاريخنا السعودي كما سجل قرار تعليم المرأة، وقرارات عمل المرأة ومشاركتها في مجلس الشورى والمجالس البلدية وبقية القرارات الرائدة التي تهدف كلها إلى إنصاف المرأة وإعطائها حقوقها كاملة كما أمر ديننا بذلك.
أجل.. يحق لكل رافض للرياضة النسائية أن لا يلحق بناته بها، لكن لا يحق له أن يمنع بنات غيره أن يذهبن لهذه النوادي سواء التابعة للقطاع الخاص أو تلك التي ستنشئها الدولة.
كما يغيب عن بال المعارضين أن ثمة استحقاقات دولية لا نستطيع أن نتملص منها، وعلينا أن نبادر بتنظيم الرياضة النسائية وفق الضوابط الشرعية التي تتمسك بها دولتنا في كل ما يتعلق بشؤون المرأة حتى لا يأتي اليوم الذي تفرض فيه علينا ونكون بين خيارين أما التحرك أو أن ننبذ ونقاطع من المجتمع الرياضي الدولي.
فدعوا السعوديات يركضن لصحتهن وجمالهن ولإنسانيتهن.. وتذكروا أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ركضت وسابقت النبي صلى الله عليه وسلم.